هجمات مسيّرة تضرب بورتسودان وعطبرة .. وانقطاع الكهرباء عن ولايتين وسط

واصلت ميليشيا الدعم السريع هجماتها بالطائرات المسيّرة على مدينة بورتسودان، المقر المؤقت للحكومة السودانية في شرق البلاد، لليوم السادس على التوالي، في تصعيد خطير يشير إلى انتقال النزاع إلى مناطق كانت بعيدة عن دائرة الحرب، وأفاد مصدر عسكري لوكالة “فرانس برس” أن قوات الدعم السريع، التي تخوض حربًا مع الجيش السوداني منذ عامين، تقف وراء هذه الهجمات.
وأوضح المصدر أن الدفاعات الأرضية السودانية تعاملت مع عدد من الطائرات المسيّرة المعادية التي حاولت استهداف منشآت ومواقع حيوية داخل مدينة بورتسودان، وهي مدينة استراتيجية تؤوي الحكومة الانتقالية ومئات الآلاف من النازحين، إلى جانب بعثات دبلوماسية.
وفي تطور خطير لاحق، تعرّضت محطة الكهرباء التحويلية في مدينة عطبرة لهجوم مماثل بطائرات مسيّرة، مما تسبب في اندلاع حريق كبير وانقطاع التيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، حيث تقع مدينة بورتسودان. وأكدت شركة كهرباء السودان أن الهجوم الجوي تسبب في أضرار جسيمة وانقطاع التيار الذي لم يعد إلى الولايتين إلا صباح الجمعة، بعد انقطاع دام أكثر من أسبوع في بورتسودان.
وأشار شهود عيان إلى أن الضربات استهدفت عدة مناطق في شمال وغرب وجنوب مدينة بورتسودان، في وقت تزداد فيه الحاجة لضمان استمرارية إيصال المساعدات الإنسانية، خاصة بعد إعلان المجاعة في عدة مناطق من السودان.
ويُذكر أن مدينة بورتسودان بقيت إلى حد كبير بمنأى عن الاشتباكات المباشرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ما يزيد من خطورة التحول الأمني الأخير.
مستشار الميرغني : السودان يعيش مرحلة مفصلية
من جانبه، علّق حاتم السر سكينجو، المستشار السياسي لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، على التطورات المتسارعة، مؤكدًا أن السودان يعيش مرحلة مفصلية تتطلب إعادة رسم مستقبله الوطني بيد أبنائه.
وقال سكينجو في تغريدة على منصة (X): “قلنا من قبل، ونكرر الآن: يجب أن يكون أهل السودان هم الجهة الوحيدة المسؤولة عن إعادة رسم مستقبل بلادهم بدون وصاية أو إملاءات أو تدخل أجنبي”.
وشدد المستشار السياسي على أن الأزمة السودانية شأن داخلي، وأن غالبية المواطنين لا يعوّلون على التدخلات الدولية بقدر ما يراهنون على وحدتهم وصمودهم وتمسكهم بالسيادة الوطنية.
كما أضاف أن التطورات الحالية تفرض على القوى السياسية السودانية مسؤولية تاريخية لإطلاق مبادرة وطنية جامعة تؤدي إلى حل سياسي شامل، يُفضي إلى توافق وطني يفتح الطريق نحو إنهاء الأزمة.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن “رسم مستقبل مشرق للسودان يتطلب تلاحم القوى السياسية لا تفرقها، وأن الحوار السوداني – السوداني هو الخيار الأوحد لبناء توافق وطني شامل يعيد الاستقرار للبلاد”.
اقرأ المزيد
أول تعليق من الاتحاد الأفريقي علي هجوم المسيرات الانتحارية على بورتسودان