عقد السفير محمد الجمال، سفير مصر لدى مالي، لقاءً مع موسى أغ طاهر، وزير الماليين المقيمين بالخارج والاندماج الأفريقي، وذلك في إطار دفع مسار العلاقات الثنائية بين مصر ومالي نحو مزيد من التعاون البناء والإنجازات المشتركة.
وخلال اللقاء، استعرض السفير المصري حالة الزخم الملحوظ التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، مشيرًا إلى الزخم الناتج عن تكثيف الزيارات رفيعة المستوى، والتي كان أحدثها زيارة كل من وزيري الخارجية والدفاع الماليين إلى القاهرة خلال الفترة من 1 إلى 3 ديسمبر 2024، وهو ما يعكس عمق الروابط السياسية ويعزز آفاق التعاون الثنائي.
كما أكد السفير محمد الجمال على الجهود الجارية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر ومالي، وذلك من خلال العمل على تسهيل دخول الشركات المصرية إلى السوق المالي في عدد من القطاعات الحيوية، خاصة مجالي الطاقة والدواء، وهو ما من شأنه أن يسهم بفاعلية في رفع معدلات التبادل التجاري بين البلدين وزيادة الصادرات المصرية إلى السوق المالي.
وأضاف السفير أن هذه الجهود الاقتصادية لا تنعكس فقط على المؤشرات التجارية، بل تمتد آثارها الإيجابية إلى المجتمع المالي، من خلال إتاحة المزيد من فرص العمل والتوظيف للشباب الماليين، مما يدعم مساعي تحقيق التنمية المستدامة ويعزز جهود مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية في المنطقة، وهي ملفات تحظى باهتمام مشترك من القاهرة وباماكو.
وفي سياق متصل، ثمّن السيد موسى أغ طاهر وزير الماليين المقيمين بالخارج والاندماج الأفريقي، الدور الريادي لمصر في المحافل الأفريقية، خاصة داخل أروقة الاتحاد الأفريقي، مشيدًا بمساعي القاهرة الدائمة لدعم استقرار مالي وإنهاء تعليق عضويتها في المنظمة الأفريقية، بما يعكس التزام مصر الثابت تجاه القضايا الأفريقية الحيوية.
كما أعرب الوزير المالي عن تطلع بلاده للاستفادة من الخبرات المصرية في مجال تشجيع الجاليات المقيمة بالخارج على الاستثمار في وطنهم الأم، مؤكدًا أن التجربة المصرية في هذا الإطار تُعد نموذجًا ناجحًا يحتذى به، لا سيما فيما يتعلق بتنظيم الفعاليات والملتقيات التي تعزز التواصل مع أبناء الجاليات المصرية حول العالم، وتحفزهم على المشاركة بفاعلية في دعم الاقتصاد الوطني.
وفي هذا الإطار، أشار السفير المصري إلى أن مصر تواصل جهودها في هذا المجال من خلال الإعداد لتنظيم النسخة السادسة من مؤتمر المصريين بالخارج، والمقرر عقده في أغسطس 2025 بالعاصمة القاهرة، وهو الحدث الذي يجمع نخبة من أبناء الجاليات المصرية حول العالم لمناقشة سبل دعم الاستثمار وتعزيز الروابط مع الوطن الأم.
بدوره، أوضح الوزير المالي أن حكومة مالي تخطط لتنظيم مؤتمر للماليين المقيمين بالخارج أيضًا، وذلك بالعاصمة باماكو في منتصف يوليو 2025، بهدف الاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة وتشجيع الماليين في المهجر على المساهمة في تنمية بلادهم من خلال الاستثمار والمشاريع التنموية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار حرص الجانبين المصري والمالي على تعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات، والعمل المشترك من أجل تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات الإقليمية، بما يعزز من استقرار وأمن القارة الأفريقية ويدفع جهود التكامل والاندماج الأفريقي إلى آفاق أرحب.
إقرأ المزيد
