إفريقية تشهد طفرة سياحية وتحالفات وابتكارات تعيد رسم خريطة الضيافة في القارة
شهدت الساحة الأفريقية خلال الأسبوعين الماضيين حراكاً سياحياً استثنائياً، تجلَّى في أربعة أحداث كبرى تعكس تحول القارة نحو التوسع الاستراتيجي، ورفع معايير الضيافة، وتمكين الشباب. هذه التطورات تشير إلى نهضة سياحية متكاملة تسعى أفريقيا من خلالها لتعزيز حضورها على الخريطة العالمية، مستفيدةً من تنوع مقوماتها الطبيعية والثقافية، وطاقات شبابها المبتكر .
الحدث الاول من غانا
ففي خطوة لتعزيز التبادل السياحي، نظَّمت هيئة السياحة الغانية لقاءً تجارياً في براغ بالتعاون مع جمعية منظمي الرحلات التشيكية. الحدث الذي جمع أكثر من 30 من كبار وكلاء السفر، سلَّط الضوء على:
تنوع الوجهات:
وعرض نائب الرئيس التنفيذي جيلبرت أبيكو أجري مواقع التراث العالمي (مثل قلاع الساحل)، والشواطئ البكر، والمهرجانات الثقافية كـ”ديسمبر في غانا”، والتي تجعلها “جوهرة السياحة الثقافية” وقدَّمت فرقة جامعة غانا للرقص لوحة فنية استعراضية جسدت الثراء الإثنوغرافي للبلاد، مصحوبةً بتوزيع هدايا تذكارية مثل أشرطة “كينتي” التقليدية والشوكولاتة الغانية الفاخرة.
استهداف الأسواق الواعدة: بحسب أجري: “أبدى الحضور التشيكي حماساً لتنوع تجاربنا، وهو ما يشجعنا على تحويل غانا إلى وجهة أساسية في برامجهم السياحية”.
الحدث الثاني من أنجولا
التي ارتدت ثوب الفخامة: بتوقيع اتفاقية تاريخية بين الصندوق السيادي و”شيراتون” فقد أعلن الصندوق السيادي الأنجولي (FSDEA) خلال قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية توقيع اتفاقية مع “ماريوت الدولية” لإطلاق فندق شيراتون لواندا مطلع 2026، في خطوة تهدف إلى:
– جذب الاستثمارات العالمية. وأوضح وزير السياحة مارسيو دانييل أن المشروع “يعزز مكانة أنجولا كوجهة تنافسية” عبر رفع معايير الضيافة، وخلق فرص عمل، وجذب السياحة الترفيهية ورحلات العمل .
ويضم الفندق 326 غرفة مطلة على خليج لواندا، مع مرافق متطورة تشمل 11 قاعة مؤتمرات، وسبا، ومسابح، وانضمام لبرنامج “Marriott Bonvoy” العالمي.
ويُقام الفندق قرب المراكز الدبلوماسية والتجارية في العاصمة، ليكون “بوابة لأنجولا” بحسب جوجال خوشالاني من ماريوت .
الحدث الثالث من سيشل
ففي إطار تعزيز العلاقات مع الأسواق السياحية الرائدة، نظَّمت هيئة السياحة السيشلية أمسيتين حصريتين في بولندا والتشيك بحضور المديرة العامة للتسويق برناديت ويليمن، ركزت الفعاليات على الشكر والتقدير لوكلاء السفر الذين يروجون لسيشل، بدلاً من الأطر التقليدية لورش العمل.
و شيتميزت أمسية وارسو باللون الأبيض كتعبير عن “نقاء الجزيرة”، بينما اتشحت براغ بالألوان الاستوائية الزاهية تماشياً مع التنوع الحيوي لسيشل.
واستمتع الضيوف بمأكولات سيشلية، وكوكتيلات مستوحاة من الجزيرة، وديكورات طبيعية، مما خلق أجواءً “تذكرهم بجماليات سيشل” وفقاً للمديرة لينا هورو .
أما الحدث الرابع فكان في جوهانسبرج
والتي احتضنت القمة السابعة لابتكار الشباب الأفريقي
في الفترة من (24–27 يونيو) بمشاركة 4000 شاب ومبتكر، بالشراكة مع الأمم المتحدة للسياحةوBDO، وهدفت إلى:
تحويل السياحة لمنصة ابتكار: في كلمته، حث الدكتور سيفو نجوماني (وزارة السياحة الجنوب أفريقية) القطاع على توظيف الطفرة السكانية الشبابية (42% من شباب العالم سيكونون أفارقة بحلول 2030)، عبر تحويل السياحة من “ترفيه إلى آلية لريادة الأعمال والتحول الرقمي” .
وخلال القمة أُطلِق “هاكاثون الذكاء الاصطناعي” بمشاركة 18 مؤسسة، وبرامج تدريبية في الطهي ومراقبة السلامة السياحية.
وناقشت جلسات مثل “ما بعد قمرة القيادة” فرص العمل في الطيران، بينما ركزت ورشة “سياحة MICE” على نماذج أعمال مستدامة. وأكدت إلشيا جراندكورت (الأمم المتحدة للسياحة) أن “هذه القمة أطلقت 100+ شركة ناشئة أفريقية في مجال السياحة” .
و تُمثّل هذه الأحداث الأربعة تحولاً جوهرياً في السياسات السياحية الأفريقية، يجمع بين:
1. التوسع المدروس: عبر اختراق أسواق أوروبية واعدة (مثل جهود غانا وسيشل) .
2. التحالفات الذكية: كالاتفاقية الأنغولية مع ماريوت، التي ترفع البنية التحتية وتجذب الاستثمارات.
3. الاستثمار في الإنسان: عبر تمكين الشباب في قطاع السياحة – الرافد الأهم لاقتصادات القارة .
“السياحة الأفريقية لم تعد مجرد شواطئ أو سفاري.. إنها نقلة نوعية تقودها إرادة سياسية، وشراكات دولية، وعقول شابة ستجعل من القارة السمراء قبلة العالم المستدامة”
