ترامب يعلن عن قمة مفاجئة مع قادة 5 دول أفريقية
قادة الجابون، وغينيا بيساو، وليبيريا، وموريتانيا، والسنغال يتوجهون لواشنطن للقاء ترامب

في تطور دبلوماسي مفاجئ، أعلن البيت الأبيض عن عقد قمة مصغرة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قادة خمس دول أفريقية، هي الجابون، وغينيا بيساو، وليبيريا، وموريتانيا، والسنغال.
ومن المقرر أن تستمر أعمال القمة على مدى ثلاثة أيام، تبدأ من 9 يوليو وتنتهي في 11 يوليو 2025، في واشنطن العاصمة.
وعلى الرغم من عدم الإعلان المسبق عن تفاصيل القمة، فإن مصادر دبلوماسية ربطتها باستمرار استراتيجية ترامب لتكثيف الوجود الأمريكي في أفريقيا، خاصة بعد نجاح الوساطة الأمريكية في توقيع اتفاقية السلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في يونيو الماضي.
وقد أسهمت تلك الوساطة في وقف الأعمال العدائية بين البلدين، لا سيما في شرق الكونغو حيث كانت الجماعات المتمردة المدعومة من رواندا تشتبك مع القوات الحكومية لأشهر.
وفقاً لمصادر مقربة من البيت الأبيض، ستتركز المناقشات على: تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين الولايات المتحدة وهذه الدول، وتوسيع فرص الشركات الأمريكية في قطاعات الطاقة والتعدين والبنية التحتية، وإعادة هيكلة المساعدات الأمريكية لأفريقيا، حيث يسعى ترامب لتحويلها من برامج إنسانية وتنموية إلى شراكات اقتصادية تخدم المصالح الأمريكية، وكذلك مناقشة التحديات الأمنية الإقليمية، خاصة في منطقة الساحل الأفريقي.
توترات خلفية وتطورات مستقبلية: ويأتي انعقاد هذه القمة في أعقاب اجتماع ثنائي متوتر بين ترامب والرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا في مايو الماضي، الذي وصفه مراقبون بأنه “اشتباك دبلوماسي” بسبب خلافات حول السياسات التجارية والمواقف من الصراعات الإقليمية.
في سياق متصل، كشفت مصادر أمريكية عن مشاريع لعقد قمة أمريكية-أفريقية أوسع نطاقاً في سبتمبر 2025، لكنها أكدت أن التفاصيل لم تُفعّل بعد، ولم يصدر أي تأكيد رسمي من الجانب الأفريقي.
الدكتورة أمينة الخولي، الخبيرة في الشؤون الأفريقية بمركز الدراسات الأفريقية بالقاهرة، أكدت أن هذه القمة تعكس تحولاً جوهرياً في الدبلوماسية الأمريكية تجاه أفريقيا: “ترامب يدفع بقوة لاستبدال نموذج المساعدات التقليدي بعلاقات قائمة على المنفعة المتبادلة، هذه الدول الخمس تمثل بوابات استراتيجية لغرب أفريقيا وموارد طبيعية هائلة، لكن نجاح الاستراتيجية يعتمد على مدى مراعاة مصالح الجانب الأفريقي”
في المقابل لم تصدر تصريحات رسمية من الحكومات الأفريقية الخمس بعد، لكن مصدراً دبلوماسياً سنغالياً وصف الدعوة بأنها “اعتراف بدور السنغال كشريك استقرار في المنطقة”. من جهتها، أعربت منظمات حقوقية عن قلقها من تهميش قضايا الحكم الرشيد والديمقراطية في المفاوضات.
تمثل القمة المفاجئة محاولة أمريكية لتعزيز النفوذ الاقتصادي في غرب أفريقيا عبر شراكات انتقائية، وسط تحول جيوسياسي يشهد تنافساً دولياً محموماً على القارة. جميع الأنظار تتجه الآن إلى واشنطن لرصد مخرجات هذه المفاوضات التي قد تُعيد رسم تحالفات المنطقة.