شهد “أسبوع الطيران العاشر” التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) في منطقة أفريقيا والمحيط الهندي، والذي انعقد في شلالات فيكتوريا بزيمبابوي خلال الفترة من 26 إلى 30 مايو 2025، التزامًا متجددًا من الدول المشاركة نحو تطوير الطيران في القارة الأفريقية، عبر التركيز على جوانب السلامة والأمن والتيسير والاستدامة والربط الجوي.
وجمع الحدث رفيع المستوى قادة الطيران من أنحاء القارة، وعلى رأسهم نائب رئيس زيمبابوي، كيمبو دوجيش موليا موهادي، ورئيس مجلس الإيكاو، سلفاتوري شاكيتانو، والأمين العام خوان كارلوس سالازار، إضافة إلى وزراء ومسؤولين حكوميين بارزين من الدول الأعضاء.
وفي الكلمة الافتتاحية، أكد نائب الرئيس موهادي التزام بلاده برؤية منظمة الإيكاو الاستراتيجية، مشددًا على أهمية تنسيق الجهود الحكومية لدعم النقل الجوي الإقليمي، وتحقيق النمو والكفاءة من خلال التسهيلات المتبادلة.
من جهته، أشار رئيس المجلس، شاكيتانو، إلى أهمية أسبوع الطيران باعتباره أكبر تجمع للطيران المدني في أفريقيا، مؤكدًا دعم الإيكاو المتواصل للقارة عبر شراكات بناءة. كما أثنى على استضافة زيمبابوي للفعالية وما أظهرته من حفاوة وتنظيم.
أما الأمين العام سالازار، فقد سلّط الضوء على الدور الحيوي للمنطقة في مستقبل حركة الطيران العالمي، متوقعًا نموًا كبيرًا في الأسواق الناشئة مثل أفريقيا، ومؤكدًا أن المنظمة تواصل دعم الدول الأفريقية عبر برامج تعاونية مثل AFI-SECFAL وCAPSCA، بالإضافة إلى برامج التدريب والتفتيش والوقاية الصحية في الطيران المدني.
وحثّ سالازار جميع المشاركين على العمل نحو قطاع طيران مرن، يستند إلى استراتيجيات أفريقية شاملة تتماشى مع خطة الإيكاو المستقبلية للفترة 2026–2050، وخطة العمل التشغيلية 2026–2028.
اجتماعات ثنائية لتعزيز الشراكات
خلال الفعالية، عُقدت عدة اجتماعات ثنائية رفيعة المستوى، أبرزها لقاء رئيس مجلس الإيكاو مع نائب الرئيس الزيمبابوي ووزراء النقل من ماليزيا وزيمبابوي، بالإضافة إلى مسؤولي الطيران المدني في جنوب أفريقيا. كما التقى الأمين العام سالازار مع وزراء النقل من زامبيا وزيمبابوي، وأجرى مشاورات مع ممثلي عدد من الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية المعنية بالطيران.
نتائج ملموسة نحو تطوير الطيران
أسفرت النقاشات عن مجموعة من التوصيات شملت: تعزيز السلامة عبر رقابة استباقية مبنية على المخاطر، تطوير بنية الملاحة الجوية وتحديث البنى التحتية، وتحسين أمن الطيران من خلال تبنّي أنظمة معلومات الركاب المتقدمة (API/PNR). كما تمت الدعوة لتسريع تنفيذ “السوق الأفريقية الموحدة للنقل الجوي” (SAATM) بهدف تعزيز الربط الإقليمي وخفض التكاليف.
ونُظمت ضمن الأسبوع ندوة حول الوقود المستدام للطيران (SAF)، وفعاليات لتعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين الشباب من خلال البرامج التعليمية والتدريبية الحديثة. كما طُرحت مبادرات لتوحيد الجهود الإقليمية تحت مظلة لجنة الطيران المدني الأفريقي بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي.
تمويل وتنمية مستدامة
تم خلال الحدث إطلاق أول اجتماع للجنة التوجيهية لخطة الشراكة الأفريقية للسلامة والأمن (AFI SECFAL) وصندوق تنمية الموارد البشرية (HRDF)، بهدف تحسين تنسيق التمويل وتوجيهه نحو الأولويات الفعلية. وشدد المجتمعون على ضرورة اعتماد استراتيجية طويلة الأمد لتأمين التمويل وضمان الاستدامة، وأوصوا بدمج “أهداف أبوجا للسلامة” في الخطط الوطنية.
نحو المستقبل
واختُتم أسبوع الطيران بدعوة من الأمين العام سالازار لجميع أصحاب المصلحة لترجمة التوافق الذي تحقق إلى سياسات تنفيذية واضحة، مؤكدًا التزام الإيكاو بدعم تطلعات أفريقيا في مجال الطيران.
ويُنتظر أن تُستكمل هذه الزخمات عبر منتديات مقبلة، من أبرزها مؤتمر وزراء السياحة في لواندا يوم 22 يوليو 2025، يليه القمة العالمية الثالثة لبرنامج “الجيل القادم من عمال الطيران” في جنوب أفريقيا خلال أغسطس، وصولًا إلى الجمعية العامة لمنظمة الإيكاو ومعرض الابتكار العالمي في مونتريال خلال سبتمبر، حيث ستحمل الدول الأفريقية صوتًا موحدًا يمثل تطلعات القارة في المحافل الدولية للطيران المدني.
اقرا المزيد:
(الإيكاو) منظمة الطيران المدني الدولي يعزز تطوير النقل الجوي الأفريقي
إضراب مراقبي الحركة الجوية يشلّ حركة الطيران إلي فرنسا الخميس والجمعة
2025 عام التحوّل: كيف تعيد 6 دول عربية رسم خريطة الطيران والسياحة في الشرق الأوسط؟
