الكونغو الديمقراطية : تراجع كبير في حالات جدري القردة وسط مؤشرات على انحسار الوباء

تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية انخفاضًا حادًا في عدد حالات الإصابة بوباء جدري القردة، الذي كان قد انتشر على نطاق واسع في البلاد منذ أغسطس 2024، حيث تشير بيانات وزارة الصحة إلى تراجع واضح في معدلات الإصابة، مما يعكس مؤشرات إيجابية على انحسار الوباء.
ووفقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة الكونغولية، والتي تم عرضها خلال المؤتمر الصحفي الحكومي من قبل وزير الاتصالات والإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة باتريك مويايا، ووزير الصحة العامة روجر كامبا، فإن عدد المناطق الصحية المتأثرة بالوباء انخفض بشكل كبير إلى 51 منطقة فقط بحلول الأسبوع السابع والعشرين من العام، مقارنة بـ 516 منطقة خلال ذروة انتشار المرض، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة تفوق 90%.
ورغم هذا التراجع الكبير، أشار الوزير مويايا – بحسب ما نقله موقع “Zoom Eco” – إلى أن منطقة صحية واحدة فقط ما زالت تسجل زيادة في عدد حالات الإصابة، ما يستدعي مواصلة الرصد واليقظة.
كما أظهرت بيانات مراكز العلاج في مختلف أنحاء البلاد مؤشرات قوية على تراجع حدة المرض، حيث يتم شغل 25 سريرًا فقط من أصل 100 سرير متاح في وحدات العزل والعلاج، مما يدل على انخفاض عدد الحالات النشطة وكذلك الإصابات الحادة التي تستدعي رعاية صحية مركزة.
وفي هذا السياق، صرّح وزير الصحة روجر كامبا بأن “الحكومة لم تعلن بعد رسميًا عن نهاية تفشي الوباء، إلا أن المؤشرات الحالية تُعد إيجابية للغاية”. وأضاف أن الوضع الصحي يسمح بالتفكير في إنهاء تدريجي لحالة الطوارئ الصحية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “التقييم الفني لا يزال جاريًا لتحديد التوقيت المناسب لإعلان الانتهاء الرسمي من الوباء”.
وبهدف تعزيز قدرات النظام الصحي في البلاد، يجري العمل حاليًا على تجهيز وافتتاح ثمانية مراكز علاجية جديدة، وذلك لمنع اختلاط المصابين بجدري القردة مع المرضى المصابين بأمراض أخرى، مما يسهم في الحد من انتقال العدوى داخل المرافق الطبية.
وعلى الرغم من التقدم المحرز، شددت السلطات الصحية على ضرورة مواصلة اليقظة المجتمعية، داعية المواطنين إلى استشارة الطبيب فور ظهور أي أعراض مشتبه بها، عوضًا عن اللجوء إلى التطبيب الذاتي، الذي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي.
وأكد الوزير كامبا في ختام تصريحاته أن “أي عرض مشابه لأعراض جدري القردة يجب أن يُعامل على أنه حالة مشتبه بها حتى يثبت العكس”، مشيرًا إلى أن الكونغو الديمقراطية لا تزال في حالة استجابة وقائية لمنع حدوث موجة جديدة من تفشي المرض.
إقرأ المزيد :