أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

السنغال: الرئيس ينفي وجود خلاف مع سونكو: “معركتنا الحقيقية هي تحسين حياة المواطنين”

نفى رئيس السنغال بشير جمعة فاي وجود أي خلاف سياسي أو شخصي بينه وبين رئيس الوزراء عثمان سونكو، مؤكدًا أن ما يتم تداوله بشأن تدهور العلاقة بين الرجلين لا يعكس الواقع، وأن أولويات الحكومة تتركز في خدمة المواطنين ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد.

وقال فاي في تصريح رسمي: “لا يوجد خلاف بيني وبين رئيس الوزراء عثمان سونكو، والمعركة الوحيدة الجديرة بالاهتمام الآن هي مكافحة الصعوبات التي يواجهها الشعب السنغالي”. وأضاف: “نحن في مرحلة دقيقة تتطلب منا توحيد الجهود لا الانشغال بالسجالات الداخلية”.

تصريحات سونكو تثير الجدل

وكان رئيس الوزراء عثمان سونكو قد فجّر جدلاً سياسيًا الأسبوع الماضي، بعد أن أدلى بتصريحات علنية خلال اجتماع لحزب “باستيف” الحاكم، انتقد فيها الرئيس فاي، ملمّحًا إلى غياب الدعم الكافي له من جانب الرئاسة، خاصة في مواجهة ما وصفه بـ”الهجمات المنظمة” التي تستهدفه من خصوم سياسيين وإعلاميين.

وقال سونكو في ذلك الاجتماع: “كنت أتوقع من الرئيس دعماً واضحاً في وجه هذه الحملات التي لا تستهدفني فقط، بل تستهدف مشروع التغيير الذي نؤمن به”. واعتُبرت تلك التصريحات الأولى من نوعها منذ تولي الحكومة الجديدة مهامها، ما دفع وسائل الإعلام والمحللين السياسيين إلى الحديث عن تصدعات مبكرة داخل الفريق الحاكم.

رسائل تهدئة من القصر الرئاسي

في المقابل، حرص الرئيس فاي على توجيه رسائل تهدئة للرأي العام، مؤكداً أن علاقته بسونكو “تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون السياسي البناء”، وأن الحكومة الحالية تعمل “بروح الفريق الواحد لتنفيذ البرنامج الإصلاحي الذي انتخبنا من أجله”.

وأضاف: “الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي في أي ديمقراطية، لكنه لا يعني بالضرورة وجود خلاف سياسي أو أزمة في الحكم”.

تحديات اقتصادية تتطلب وحدة الصف

ويأتي هذا التوتر السياسي في وقت تواجه فيه السنغال تحديات اقتصادية كبيرة، تشمل ارتفاع أسعار المواد الأساسية، وزيادة معدلات البطالة، إضافة إلى مطالب شعبية متصاعدة بالإسراع في تنفيذ الوعود التي أطلقتها الحكومة خلال الحملة الانتخابية الأخيرة.

ويرى مراقبون أن تصريحات الرئيس فاي تمثل محاولة لإعادة ترتيب البيت الداخلي، والحفاظ على وحدة الفريق الحكومي، خصوصًا أن العلاقة بينه وبين سونكو كانت عاملاً رئيسياً في فوز تحالف “باستيف” في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي شهدت نسبة مشاركة عالية وتأييداً شعبياً واسعاً لخطاب التغيير.

مراقبة محلية ودولية

تحظى التطورات السياسية في السنغال باهتمام إقليمي ودولي، خاصة بعد الانتقال السلمي للسلطة في البلاد، والذي اعتُبر نموذجاً ديمقراطياً في غرب أفريقيا. وتُعدّ العلاقة بين الرئيس ورئيس وزرائه مؤشراً حيويًا على استقرار الحكومة، وقدرتها على الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات المؤسسية والاقتصادية التي تنتظرها الجماهير.

ورغم الضجة الإعلامية، يبدو أن تصريحات الرئيس فاي جاءت في الوقت المناسب لتخفيف حدة التوتر، وطمأنة الشارع السنغالي بأن العمل الحكومي لن يتأثر بالخلافات، إن وُجدت، وأن الأولوية القصوى تبقى دائماً للمواطن.

أقرأ المزيد:- السنغال: فرنسا تُسلّم آخر قاعدة عسكرية وتُعيد رسم شراكتها الدفاعية مع داكار

السنغال ترفض طلبًا لمفوضية الأمم المتحدة وهولندا خاص بمجتمع الميم

السنغال: الرئيس فاي يبحث في واشنطن مع بوينج تحديث أسطول Air Sénégal 

السنغال: معرض إلك إكسبو 2025: أفريقية محطة لتحقيق التكامل في الطاقة في عصر التجارة الحرة

السنغال : الدين العام يقفز والتحديات المالية تتزايد .. أرقام جديدة تكشف عمق الأزمة

الرئيس السيسي ونظيره السنغالي يؤكدان على أهمية الحفاظ على وحدة واستقرار الدول الإفريقية وأمن شعوبها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »