يهود المغرب يطالبون بجعل “رأس السنة العبرية” عطلة رسمية في المملكة

كشفت تقارير إعلامية مغربية عن مطالبة مكونات من الجالية اليهودية في المغرب بإقرار رأس السنة العبرية (رأسا شانة) عطلة وطنية رسمية، أسوة بالأعياد المعترف بها في البلاد مثل رأس السنة الهجرية والميلادية والأمازيغية.
ونقل موقع “ هسبريس المغربي ” عن جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية المغربية بجهة مراكش-آسفي، دعوته إلى ضرورة الاعتراف الرسمي برأس السنة اليهودية كعطلة وطنية، قائلاً:”يهود المغرب يحدوهم أمل كبير في إقرار عيد رأس السنة العبرية عطلة رسمية، تماما كما هو معمول به مع رأس السنة الميلادية والهجرية، وأيضاً السنة الأمازيغية التي استبشرنا كثيراً بترسيمها مؤخرًا”.
جاء ذلك خلال مداخلة له في ندوة نظمتها أكاديمية لحسن اليوسي، الذراع الفكري لحزب الحركة الشعبية، مساء الخميس، تحت عنوان: “خصائص الهوية المغربية بين التأصيل والتحديث”.
وأضاف كادوش أن المكون اليهودي جزء لا يتجزأ من الهوية المغربية المتعددة، مشيراً إلى أن اليهود المغاربة عاشوا في أمن وسلام جنباً إلى جنب مع المسلمين، في أجواء من التعايش والوئام امتدت على مدى قرون , موضحا أن “مدينة مراكش تُعد خير شاهد على هذا التعايش الفريد الذي يميز المجتمع المغربي تاريخيًا”.
وأكد رئيس الطائفة اليهودية أن أفراد الجالية اليهودية بالمغرب مارسوا شعائرهم الدينية بكل حرية دون مضايقات، مشددًا على أن العديد من اليهود المغاربة المقيمين في الخارج لا يزالون يحملون مشاعر وطنية قوية تجاه بلدهم الأم، ويعتبرون أنفسهم جزءاً لا يتجزأ من الهوية المغربية الجامعة.
وخلال كلمته، استعرض كادوش مجموعة من الشواهد التاريخية التي تُجسد التعايش والتسامح بين المغاربة من مختلف الديانات، مؤكداً أن المغرب يُعد نموذجاً فريداً في العالم العربي والإسلامي من حيث الحفاظ على التعدد الديني واللغوي والثقافي. وأشار إلى أن ملوك المغرب المتعاقبين لطالما حرصوا على حماية هذا التعدد وصونه باعتباره عنصراً من عناصر الاستقرار والوحدة الوطنية.
واختتم كادوش مداخلته بالدعاء باللغة العبرية للملك محمد السادس، مبتهلاً إلى الله أن يحفظ المملكة المغربية، ويمنّ على ملكها بالصحة وطول العمر، وعلى شعبها بالأمن والازدهار.
الجالية اليهودية في المغرب: من الحضور التاريخي إلى التمثيل الرمزي
يُذكر أن عدد اليهود في المغرب كان يتراوح، قبل عام 1948، ما بين 250.000 إلى 350.000 نسمة، وهو ما جعل المملكة تضم أكبر جالية يهودية في العالم العربي والإسلامي آنذاك. لكن خلال العقود اللاحقة، شهد هذا الرقم تراجعًا ملحوظًا، حيث لم يتبقَ في المغرب سوى حوالي 2000 يهودي فقط بحلول عام 2017.
وينتمي يهود المغرب في الأصل إلى متحدثين باللغة الأمازيغية والعربية، لكنهم كانوا من أوائل من تبنوا اللغة الفرنسية في البلاد خلال القرن التاسع عشر. ولا تزال الفرنسية، حتى اليوم، تُعد اللغة الأساسية، وفي كثير من الأحيان اللغة الوحيدة، لدى أفراد الجالية اليهودية المتبقية في المغرب.
إقرأ المزيد :
المغرب يطرح مشروعًا لربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي: رؤية تنموية تواجه تحديات جيوسياسية