مصر ونيجيريا تعززان تعاونهما المصرفي: محافظا البنكين المركزيين يبحثان سبل التعاون المشترك

في إطار رؤية الدولة المصرية لتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية في مختلف المجالات، وعلى رأسها القطاع المالي والمصرفي، استقبل حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري، بمقر البنك، أولاييمي كاردوسو، محافظ البنك المركزي النيجيري، والوفد المرافق له، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى مصر، والتي تهدف إلى بحث سبل تعميق التعاون الثنائي بين البنكين في شتى مجالات العمل المصرفي.

وخلال اللقاء، جرى استعراض فرص التعاون المشترك، والتحديات التي تواجه العمل المصرفي في القارة الإفريقية، وسبل تبادل الخبرات الفنية والتقنية، إضافة إلى مناقشة مجالات الدعم المتبادل في تطوير البنية التحتية للقطاع المالي، وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات العالمية الراهنة في مجالات السياسة النقدية، ومكافحة التضخم، والاستقرار المالي.

وعقب اللقاء، اصطحب حسن عبدالله نظيره النيجيري والوفد المرافق له في جولة ميدانية داخل دار طباعة النقد بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم تقديم شرح تفصيلي لجميع مراحل إنتاج أوراق النقد، بدءًا من التصميم الفني، مرورًا بمراحل الطباعة المختلفة، ووصولًا إلى تسليم المنتج النهائي. كما تعرّف الوفد النيجيري على الطاقة الإنتاجية لدار الطباعة، والتقنيات التكنولوجية المتقدمة المستخدمة في عمليات الإنتاج، إلى جانب الأنظمة الأمنية الحديثة المخصصة لتأمين المطبوعات من محاولات التزوير، والإجراءات المشددة لضمان دقة وجودة الأوراق النقدية خلال مختلف مراحل التصنيع.

وخلال الزيارة، تم كذلك تبادل الخبرات والمعلومات الفنية بين ممثلي البنك المركزي المصري وأعضاء الوفد النيجيري، حيث قدّم الجانب المصري عرضًا شاملًا حول آليات العمل المتبعة داخل البنك في عدد من المحاور الرئيسية، والتي شملت: السياسات الرقابية، وتطبيقات اتفاقيات “بازل”، والسياسة النقدية، ورصد وإدارة المخاطر الكلية، بالإضافة إلى مجالات الرقابة الميدانية والرقابة المكتبية، والإشراف على البنوك الكبرى، والشؤون المصرفية، إلى جانب الجهود المبذولة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والتكنولوجيا المالية، والأمن السيبراني، وعلوم البيانات والتحليلات المتقدمة.

كما تم تنظيم لقاء موسع بين الوفد النيجيري والمسؤولين في المعهد المصرفي المصري، الذراع التدريبي للبنك المركزي المصري، حيث اطلع الضيوف على الدور المحوري الذي يلعبه المعهد في تأهيل وتدريب الكوادر البشرية العاملة بالقطاع المصرفي المصري، من خلال برامج تدريبية متخصصة تعتمد على أحدث المعايير الدولية وأفضل الممارسات العالمية في مجال العمل المصرفي.

وبهذه المناسبة، أعرب حسن عبدالله عن سعادته بزيارة محافظ البنك المركزي النيجيري، مؤكدًا أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بتوطيد علاقاتها مع الدول الإفريقية الشقيقة، وتضع هذا التوجه ضمن أولويات سياستها الخارجية، لا سيما في ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والمصرفي. كما شدد على حرص البنك المركزي المصري على دعم جهود التكامل المالي داخل القارة، ونقل خبراته وتجربته الناجحة في مختلف مجالات العمل المصرفي.

كما قدّم المحافظ التهنئة لنظيره النيجيري بمناسبة نجاح بلاده في استضافة اجتماعات بنك التصدير والاستيراد الإفريقي التي عُقدت مؤخرًا في نيجيريا، مشيدًا بحُسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به المشاركون في هذه الفعالية الكبرى، ومعبرًا عن تقديره لما حققته نيجيريا من تنظيم مميز وفعال.

من جانبه، ثمّن أولاييمي كاردوسو أهمية هذه الزيارة، واصفًا إياها بأنها فرصة متميزة لتعزيز الشراكة بين البنكين المركزيين، مؤكدًا أن نيجيريا تسعى إلى تعميق علاقاتها الاقتصادية مع مصر، والاستفادة من خبراتها المتقدمة في مجالات التكنولوجيا المالية والرقابة المصرفية. كما أعرب عن إعجابه الشديد بما شاهده داخل دار طباعة النقد من إمكانيات وتقنيات متطورة، وإجراءات صارمة لضمان جودة وسلامة أوراق النقد، مشيرًا إلى أن البنك المركزي النيجيري يتطلع إلى نقل بعض من هذه التجارب الرائدة إلى بلاده.

ويُذكر أن هذه الزيارة تأتي في إطار تبادل الوفود بين المؤسستين النقديتين، حيث كان حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري، قد قام بزيارة إلى البنك المركزي النيجيري نهاية الشهر الماضي، على هامش مشاركته في الدورة الثانية والثلاثين من الاجتماعات السنوية لبنك التصدير والاستيراد الإفريقي، والتي نُظمت تحت شعار “بناء المستقبل ارتكازًا على عقود من الصمود”، بمشاركة عدد من قادة وزعماء الدول الإفريقية، وكبار مسؤولي المؤسسات المالية والتنموية بالقارة.