أسعار الكاكاو تقفز لأعلى مستوياتها منذ ديسمبر وسط تراجع إنتاج غرب إفريقيا.. وتوقعات بوصول سعر الطن إلى 7 آلاف دولار

مكاسب قياسية للعقود الآجلة للكاكاو
سجلت العقود الآجلة للكاكاو أكبر مكاسب لها منذ ديسمبر الماضي، في ظل تزايد المخاوف العالمية بشأن ضعف توقعات محاصيل الموسم المقبل من الكاكاو في دول غرب إفريقيا، التي تُعد أكبر منتج للكاكاو في العالم.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء، اليوم الإثنين، أن الظروف الجوية الجافة التي تسود أجزاء واسعة من المنطقة أدت إلى تراجع التوقعات الخاصة بالحصاد المقبل، خاصة بعد موسم من أبريل إلى سبتمبر جاء إنتاجه بالفعل أقل بكثير من التوقعات المبدئية. وأوضح محللون أن أزمة الإمدادات لم تجد حلاً حتى الآن، مما يدفع الأسعار لمزيد من الارتفاع.
استثمارات وصناديق التحوط تراهن على استمرار الصعود
تشير بيانات لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية إلى أن صناديق التحوط والمستثمرين المحترفين زادوا من صافي مراكزهم الطويلة لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع حتى 5 أغسطس الجاري، وهو ما يعكس رهانهم على استمرار مكاسب أسعار الكاكاو.
وفي الوقت نفسه، انخفضت مخزونات الكاكاو في الولايات المتحدة، ما قد يكون مؤشرًا على زيادة الطلب أو على ندرة أكبر في المعروض. كما تستعد الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية جديدة على واردات الكاكاو من كبار المنتجين، مثل ساحل العاج وغانا والبرازيل والإكوادور، وهو ما سيؤدي إلى رفع تكاليف الإنتاج على مصنعي الشوكولاتة في السوق الأمريكية.
تراجع الإنتاج في كوت ديفوار وغانا
تُظهر التقديرات أن كوت ديفوار، أكبر منتج للكاكاو عالميًا، ستجمع نحو 1.4 مليون طن خلال موسم الحصاد الرئيسي الممتد من أكتوبر حتى مارس، وهو رقم يتماشى مع توقعات الموسم الحالي، لكنه أقل من ذروته التاريخية.
أما غانا، ثاني أكبر منتج عالميًا، فتواجه وضعًا أكثر صعوبة، إذ من المتوقع أن يصل إنتاجها إلى 620 ألف طن فقط، وهو مستوى أقل بكثير من أعلى إنتاج حققته تاريخيًا.
هذه الأرقام تشير إلى أن الإمدادات العالمية من الكاكاو ستظل محدودة، رغم تراجع الطلب، وهو ما قد يخفف بعض الضغط بعد تسجيل نقص يُقدّر بحوالي 40 ألف طن هذا العام. كما تؤكد منظمة الكاكاو الدولية أن نسبة المخزون إلى الاستخدام، وهي مؤشر رئيسي على التوازن بين العرض والطلب، تقترب من أدنى مستوياتها منذ عام 1981.
مشاكل هيكلية تهدد الإنتاج
تعاني صناعة الكاكاو في غرب إفريقيا من تحديات هيكلية مزمنة، مثل شيخوخة أشجار الكاكاو وانتشار أمراض المحاصيل، وهي عوامل من المتوقع أن تحد من الإنتاج وتدفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع.
وتتفق توقعات البنوك العالمية مع هذا الاتجاه، حيث يرى بنك جي بي مورجان أن الأسعار قد تتجاوز 6 آلاف دولار للطن، بينما يتوقع بنك سيتي وصولها إلى 7 آلاف دولار خلال العام المقبل.
أهمية الأشهر الثلاثة المقبلة للموسم
تمثل الأشهر الثلاثة القادمة فترة حاسمة لموسم الكاكاو في غرب إفريقيا، إذ تدخل الحبوب مرحلة النمو القصوى بعد موسم الأمطار الذي يمتد من أبريل حتى يونيو.
وكانت الأمطار الغزيرة التي هطلت في يونيو قد ساعدت على تهدئة المخاوف، قبل أن يأتي يوليو الجاف ويعيد القلق إلى الأسواق. وإذا استمرت الظروف الجافة خلال أغسطس، فقد يتفاقم الوضع، بحسب محللة الأبحاث إما سانج من شركة ماركس المتخصصة في السوق.
الكاميرون ترتفع ونيجيريا تتراجع
في ظل الانخفاض الإقليمي، برزت الكاميرون كنقطة مضيئة، مع توقعات بزيادة إنتاجها بنسبة 12% ليصل إلى 300 ألف طن، وهو ما يخالف الاتجاه العام في المنطقة.
على النقيض، تواجه نيجيريا انخفاضًا كبيرًا في إنتاج الكاكاو بنسبة 11%، ليصل إلى 305 آلاف طن في موسم 2025-2026.
تقلبات الأسعار العالمية
شهدت أسعار الكاكاو تقلبات كبيرة في الأشهر الأخيرة، حيث هبطت العقود الآجلة بحوالي 40% عن أعلى مستوى تاريخي لها والبالغ نحو 13 ألف دولار للطن في ديسمبر الماضي. ويعكس هذا التراجع خليطًا من العوامل المناخية، ونقص الإمدادات، والتغيرات في الطلب العالمي.
إقرأ المزيد