أخبار عاجلةمصر

« الحكماء » يطلقون نداء عاجلاً لوقف الإبادة الجماعية والمجاعة في غزة .. واتهامات لإسرائيل بعرقلة المساعدات

أطلقت مجموعة “الحكماء”، وفي مقدمتهم ماري روبنسون، الرئيسة السابقة لإيرلندا والمفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان سابقاً، وهيلين كلارك، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سابقاً، تحذيراً شديد اللهجة إزاء ما وصفوه بـ “الإبادة الجماعية المتفاقمة” و”المجاعة الجماعية” التي يشهدها قطاع غزة، متهمين إسرائيل بـ العرقلة المتعمدة لدخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، ومطالبين المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لوقف الكارثة الإنسانية.

زيارة ميدانية وشهادات صادمة

وجاءت تصريحات روبنسون وكلارك عقب جولة ميدانية شملت القاهرة والعريش ومعبر رفح، استمرت من 9 إلى 12 أغسطس 2025، حيث عقدتا سلسلة اجتماعات مع مسؤولين مصريين رفيعي المستوى، واطلعتا بشكل مباشر على أوضاع المعابر، واستمعا لشهادات إنسانية مؤثرة من العاملين في الإغاثة والمجتمع المدني الفلسطيني وكبار الدبلوماسيين حول حجم المعاناة التي يعيشها سكان القطاع.

وقالت روبنسون وكلارك في بيان : “ما رأيناه وسمعناه يؤكد قناعتنا بأن ما يحدث في غزة ليس مجرّد أزمة إنسانية أو مجاعة بشرية، بل هو إبادة جماعية تتفاقم يوماً بعد يوم.”

وأضافتا أن اغتيال الصحفي أنس الشريف وأربعة من زملائه في غزة يمثل محاولة لإسكات الحقيقة، مؤكدتين أن “الحقيقة مهمة ويجب أن تُقال”.

منع دخول المساعدات وتفاقم المعاناة

 

أشارتا إلى وجود أدلة موثوقة على منع دخول المساعدات الغذائية والطبية، إلى جانب روايات شهود عيان عن مقتل مدنيين، بينهم أطفال، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء. وأوضحتا أن التدمير الممنهج للبنية التحتية الصحية في غزة يمنع علاج الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، مشيرتين إلى وفاة ما لا يقل عن 36 طفلاً جوعاً خلال شهر يوليو 2025 فقط.

كما أكّدتا أن مواد الإيواء لم تدخل غزة منذ مارس 2025، رغم تكدّس آلاف الخيام الجاهزة للتسليم، بسبب منع السلطات الإسرائيلية دخولها، ما يترك آلاف الأسر التي نزحت مرات عدة بلا مأوى أو حماية، لافتتين إلى أن 96% من الأسر الغزّية تعاني من انعدام الأمن المائي.

انهيار النظام الصحي وتراجع معدلات الولادة

وفي سياق متصل، عبّرت هيلين كلارك عن فزعها الشديد بعد أن تلقت بيانات من صندوق الأمم المتحدة للسكان تشير إلى أن معدل المواليد في غزة انخفض بأكثر من 40% في النصف الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة ذاتها قبل ثلاث سنوات. وأوضحت أن النساء يفتقرن إلى أماكن آمنة للولادة، وكثيرات منهن يلدن دون تخدير أو مسكنات كافية، فيما تعجز أمهات كثيرات عن تغذية أنفسهن أو أطفالهن حديثي الولادة، وسط انهيار شامل للنظام الصحي، معتبرة أن “كل هذه الظروف تهدد بقاء جيل كامل”.

انتهاك صريح لاتفاقية منع الإبادة الجماعية

وأكدت ماري روبنسون أن الوضع في غزة يشكّل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، التي أُقرت عقب الهولوكوست، معتبرة أن إسرائيل وبعض القوى الكبرى الأعضاء في الأمم المتحدة ينتهكون الاتفاقية قولاً وفعلاً دون محاسبة.

وقالت روبنسون: “الحكومات التي لا تستخدم كل الوسائل المتاحة لوقف هذه الإبادة تتورط بشكل متزايد، والقادة السياسيون يمتلكون السلطة والالتزام القانوني لاتخاذ إجراءات حاسمة.”

كما حذّرت من خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة، داعية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لاستخدام نفوذه لإجبار إسرائيل على تغيير مسارها فوراً.

دعوات لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين

طالبت روبنسون وكلارك كلّاً من إسرائيل وحركة حماس باستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار فوراً، مع الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين، وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المعتقلين تعسفياً.

كما أشادتا بدور فرنسا والمملكة العربية السعودية في عقد مؤتمر نيويورك حول حل الدولتين، ودعتا إلى البناء على هذا الزخم قبل سبتمبر 2025 عبر العمل الجماعي وتنفيذ توصيات مجموعات العمل لدعم القانون الدولي.

إجراءات دولية مقترحة

دعتا إلى اعتراف 20 دولة إضافية بدولة فلسطين قبل سبتمبر 2025، بما في ذلك دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، مرحبتين بإعلان أستراليا في هذا الشأن.

كما شددتا على ضرورة:

تعليق فوري لنقل الأسلحة ومكوناتها إلى إسرائيل.

فرض عقوبات على نتنياهو وكبار أعضاء حكومته الأمنية.

تعليق اتفاقيات التجارة التفضيلية الحالية والمستقبلية مع إسرائيل، مع تفعيل المادة الثانية لتعليق الركيزة التجارية لاتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

سحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية المتورطة في انتهاكات القانون الدولي، على غرار خطوة صندوق الثروة السيادية النرويجي.

انتقادات للمجتمع الدولي

حذّرتا من أن “العديد من الدول لا تزال تقدم مصالحها الاقتصادية والأمنية على التزاماتها الأخلاقية والقانونية، رغم صور الأطفال الذين يموتون جوعاً في غزة”.

دور مصر ودعم جهود الإغاثة

في ختام زيارتهما، عبّر “الحكماء” عن امتنانهم العميق لوزارة الخارجية المصرية، ومحافظ شمال سيناء، وفريق الأمم المتحدة، والهلال الأحمر المصري، على تسهيل زيارتهم للعريش ومعبر رفح، مؤكدين أن هذه الزيارة تأتي ضمن جهود المجموعة لدعم حل الدولتين كمسار مستدام لإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

 

اقرأ المزيد

مصر تستعيد 13 قطعة أثرية من بريطانيا وألمانيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »