فورد تراهن علي السيارات الكهرابائية في التوقت الاصعب.
تحدي كبير في مواجهة فورد
فورد تراهن على السيارات الكهربائية – التوقيت الأسوأ على الإطلاق
في خطوة جريئة، أعلنت شركة فورد (Ford) عن عملية تصنيع مبتكرة تهدف لجعل سياراتها الكهربائية أكثر استدامة، وأكثر إغراءً للمستهلكين، والأهم من ذلك… أكثر قدرة على المنافسة من حيث السعر. لكن المشكلة أن التوقيت قد يكون هو الأسوأ في تاريخ الشركة.
مع اقتراب انتهاء حوافز ضريبة السيارات الكهربائية في سبتمبر 2025، واستمرار الحرب التجارية بين إدارة الرئيس ترامب والصين لصالح السيارات الكهربائية الصينية، وتأجيل العديد من شركات السيارات إطلاق نماذج جديدة، يبدو أن فورد تواجه تحديًا كبيرًا.
رهان فورد على السيارات الكهربائية
الرئيس التنفيذي لفورد، جيم فارلي (Jim Farley)، كان صريحًا في وصفه لهذه الخطوة بأنها رهان محفوف بالمخاطر. ففي مؤتمر صحفي داخل مصنع الشركة في لويفيل، قال فارلي:
“هذا رهان، لأنه لا توجد ضمانات. نحن نقوم بالعديد من الأشياء الجديدة، ولا أستطيع أن أؤكد بنسبة 100% أن الأمور ستسير كما هو مخطط. قد نفشل.”
وأشار أيضًا إلى أن صناعة السيارات مليئة بالأمثلة على مشاريع السيارات منخفضة التكلفة التي أطلقت بنيّة حسنة لكنها فشلت.
لماذا بناء سيارات كهربائية باسعار منخفضة صعب في أمريكا؟
في السوق الأمريكية، اعتاد المستهلكون على سيارات كبيرة، بمدى قيادة واسع، وسعة شحن ضخمة. أما السيارات الكهربائية منخفضة الثمن، التي تتراوح أسعارها بين 25,000 و30,000 دولار، فهي غالبًا أصغر وأبطأ وأقل إمكانيات من سيارات الـ SUV الكهربائية الرائجة.
على سبيل المثال، طرحت شركة Slate Auto شاحنة كهربائية بسعر منخفض لكنها تخلت عن مميزات أساسية مثل شاشة اللمس، الاتصال الخلوي، نظام الصوت، وحتى خيارات الطلاء الخارجي.
استراتيجية فورد لخفض التكاليف
فورد لن تتبع مسار تقليص المميزات، بل تركز على محورين أساسيين:
-
عملية تصنيع جديدة
تعتمد على تكنولوجيا “الصب الأحادي” (Unicasting) التي تنتج قطعًا كبيرة من هيكل السيارة دفعة واحدة، مما يقلل وقت الإنتاج وتكاليفه. كما ستزيد الشركة من الاعتماد على Automation “ميكنة”، وهو ما يعني الاعتماد علي الآلات ثم تقليل عدد العمال وتحويل بعضهم أو تقديم عروض تقاعد مبكر. -
بطاريات أصغر حجمًا
الطراز الأول في هذه الخطة سيكون شاحنة كهربائية ببطارية أصغر بنسبة 15% من بطارية سيارة BYD Attu الصينية. وهذا قد يعني سعة 51 كيلوواط/ساعة فقط، وهو رقم أقل بكثير من سيارات اليوم, الذي تصل سعة بعضها الي 100 و 150 كيلوواط/ساعة.
التحديات السعرية والسياسية
مع غياب الحوافز الضريبية في عهد إدارة ترامب، ستضطر فورد إلى الاعتماد على كفاءتها التصنيعية فقط لتقليل السعر. لكن من المرجح أن يتجاوز سعر الشاحنة الكهربائية 30,000 دولار عند طرحها في 2027.
خبير السيارات كارل براور من iSeeCars صرّح:
“البيئة الحالية للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة أصبحت أكثر صعوبة، والسوق العالمية تهيمن عليها الصين. لست مقتنعًا أن أي شركة أمريكية يمكنها النجاح في إنتاج سيارات كهربائية مربحة.”
خسائر فورد في قطاع السيارات الكهربائية
عام 2024، خسرت فورد أكثر من 5 مليارات دولار في قطاع السيارات الكهربائية والبرمجيات، ومن المتوقع تكرار الخسارة هذا العام. ورغم أن فارلي يطمح لمنافسة الصين، إلا أنه اعترف مؤخرًا بأن السيارات الكهربائية الصينية “متفوقة بكثير” على ما تنتجه الشركات الأمريكية.
تصريحات فارلي الأخيرة
في لويفيل، بدا فارلي أكثر تفاؤلًا:
“لن نصنع بعد الآن سيارات فقط للامتثال للقوانين أو نخسر المال عليها. نحن نتحدث عن سيارة تحقق أرباحًا قوية وتوفر مستقبلًا مستدامًا لعمالنا ومجتمعنا.”
تحقيق هذا الهدف سيكون أصعب تحدٍ في مسيرة فارلي، وقد يحدد ما إذا كانت فورد ستزدهر… أو تتحول إلى مجرد ذكرى في تاريخ صناعة السيارات.
خطوة فورد نحو السيارات الكهربائية الميسورة الثمن مليئة بالمخاطر، خاصة في ظل المنافسة الصينية والضغوط السياسية والاقتصادية في السوق الأمريكية. النجاح في هذه المعركة لن يعتمد فقط على التكنولوجيا، بل على القدرة على موازنة السعر، الجودة، ومدى القيادة.
