افريقيا: صناعة الطيران في القارة بين طموحات التوسع وتحديات السلامة
شهدت صناعة الطيران في افريقيا خلال الأسبوع المنتهي في 20 أغسطس 2025 تطورات كبيرة تمثلت في مشروعات توسعية ضخمة، تحالفات استراتيجية، وتحديات تشغيلية. تصدرت إثيوبيا المشهد بمشروع مطاري ضخم، بينما واجهت بعض الناقلات تحديات تنظيمية وأمنية، يأتي هذا في إطار سعي القارة لتعزيز connectivity العالمية ومواكبة النمو المتسارع في حركة المسافرين والشحن الجوي.
وهذا الاسبوع أعلنت إثيوبيا عن تعيين البنك الأفريقي للتنمية لقيادة جهود جمع تمويل بقيمة 8 مليارات دولار لبناء مطار بيشوفتو الدولي، الذي سيكون الأكبر في أفريقيا بطاقة استيعابية متوقعة تبلغ 110 مليون مسافر سنوياً.
ووفقًا لتقرير أعده قسم التحليلات الاقتصادية بـ afronews24، من المقرر اكتمال المشروع بحلول عام 2029 على مساحة 3975 هكتاراً جنوب أديس أبابا، وسيضم 4 مدرجات ومواقف لـ270 طائرة .
وعلي مستوي شركات الطيران فقد صدر تصنيف “أفضل 10 شركات طيران في أفريقيا 2025” حسب موقع Skytrax، حيث تصدرت الخطوط الجوية الإثيوبية القائمة، تليها الخطوط الجوية لموريشيوس في المركز الثاني، ثم رواندا إير في المركز الثالث، في المركز الرابع جاءت الخطوط الجوية الجنوب أفريقية، وجاءت مصر للطيران في المركز الخامس، بينما احتلت الخطوط الملكية المغربية المركز السادس
وفي شمال القارة وفيما يخص أزمة Tunisair Express الأوروبية، فقد واجهت الشركة التونسية أزمة تنظيمية بعد قرار الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA) منع أسطولها من طراز ATR 72-600 من التحليق في الأجواء الأوروبية بسبب ملاحظات فنية متعلقة بمعايير السلامة، لجأت الشركة إلى ايجار طائرات من شركتي Nouvelair تونس وUniversal Air المالطية بتكلفة تقديرية تصل إلى 2000 دولار لكل ساعة طيران .
وفي جنوب القارة تم الإعلان عن تعاون قطري جنوب أفريقي
فقد اجتمع الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية مع مسؤولين من جنوب أفريقيا لاستعراض علاقات التعاون بين البلدين ومناقشة مستجدات القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في القارة الأفريقية .
وفي نفس السياق سجلت شركة إمبراير البرازيلية رقماً قياسياً في الطلبات المؤجلة بقيمة 29.7 مليار دولار، مع طلبات كبيرة على طائرات E175 وE195-E2، بما يشير إلى نمو الطلب على الطيران الإقليمي في أفريقيا .
وواصلت بوينغ توسعها في القارة عبر افتتاح مكتب جديد في إثيوبيا، وتوقيع مذكرة تعاون مع وزارة النقل الأنغولية، وإطلاق برامج تعليمية في STEM بالشراكة مع خطوط طيران محلية .
وبالعودة الشمال الإفريقي فقد
أعلنت مصر عن تغيير اسم مطار برج العرب الدولي إلى “مطار الإسكندرية الدولي” اعتباراً من 4 سبتمبر 2025، ضمن جهود تحديث وتطوير البنية التحتية للمطارات المصرية .
وعلي مستوي القارة
تشير التحركات الأخيرة إلى توجّه واضح لتعزيز الاستثمار في البنية التحتية للطيران الأفريقي، ومنافسة إقليمية قوية حيث تتصاعد المنافسة بين المراكز الجوية الأفريقية، خاصة بين: أديس أبابا (إثيوبيا) التي تطمح لتصبح أكبر مركز طيران في القارة، و جوهانسبرغ (جنوب أفريقيا) والدار البيضاء (المغرب) وفيما يتعلق بالتوقعات مستقبلية
يتوقع أن يتضاعف الأسطول الجوي الأفريقي خلال العقدين المقبلين مدفوعاً بالطلب على الطائرات ذات الممر الواحد، من خلال التحالفات الإستراتيجية الواضحة في ارتفاع الشراكات بين الناقلات الأفريقية والعالمية لتعزيز الشبكات والخدمات والاستثمارات في الرأس المال البشري، من خلال التركيز المتزايد على برامج التدريب والتأهيل لتطوير الكفاءات المحلية في مجال الطيران، استمرار ضغوط التكاليف والتحديات التنظيمية على الناقلات الأصغر حجماً.
