غرب إفريقيا: السفر بين دول المنطقة قطعة من العذاب مسافات قصيرة ورحلات غير آمنة

يعاني السفر الجوي بين دول غرب أفريقيا من تحديات جسيمة تشمل ضعف البنية التحتية، ارتفاع التكاليف، القيود الأمنية، وتعقيدات التأشيرات، ونتيجة لما سبق، يلجأ العديد من المسافرين إلى البدائل البرية رغم مخاطرها وصعوباتها اللوجستية. تستعرض هذا التقرير الذي أعده afronews24 أبرز هذه المعوقات والبدائل المتاحة، مع تحليل لتأثيرها على حركة التنقل الإقليمي.
فيما يخص واقع البنية التحتية والخدمات الجوية تعاني شبكة الطيران هناك نقص حاد في الخطوط الجوية المباشرة فلا توجد رحلات مباشرة بين العديد من دول غرب أفريقيا، مما يضطر المسافرين إلى التوقف في مراكز رئيسية مثل داكار أو أبيدجان أو الاستعانة بخطوط أوروبية، أضف إلي ماسبق هناك قلة الرحلات الجوية، فبعض الدول مثل غينيا بيساو وسيراليون لا تُشغّل إلا رحلات أسبوعية محدودة بسبب ضعف الطلب والتكاليف التشغيلية المرتفعة .
الامر الثاني هو المطارات فغالبيتها غير مؤهلة، والعديد من المطارات الإقليمية تفتقر إلى مدارج معبدة أو أنظمة ملاحة حديثة، مما يعيق هبوط الطائرات الكبيرة، وقد أدي ارتفاع تكاليف صيانة المطارات والطائرات إلى زيادة أسعار التذاكر بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بمناطق أخرى.
– الأمر الثالث التحديات الاقتصادية واللوجستية: ارتفاع التكاليف مثل أسعار التذاكر فتذكرة السفر من Dakar إلى Accra (مسافة ≈2,000 كم) قد تتجاوز 500 دولار، بينما تكلف نفس المسافة بالبر أقل من 100 دولار ، كذلك ارتفاع ضرائب المطارات فبعض الدول تفرض رسوماً مرتفعة على المطارات لدعم اقتصادياتها المحلية، مما يزيد العبء على المسافرين، وكذلك تعقيدات التأشيرات والحدود، كما أن هناك غياب التكامل الإقليمي، فمعظم دول غرب أفريقيا لا تسمح بدخول حاملي الجوازات الإفريقية بدون تأشيرة مسبقة رغم اتفاقيات إيكواس ECOWAS ” المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا” لاتزال نظرية، مع وجود فساد عند الحدود، حيث يتعرض المسافرون براً لرشاوى غير رسمية عند المعابر، خاصة في المناطق النائية .
ـ البدائل البرية خيار صعب لكنه ضرور
لذلك يكون النقل البري حل عملي، حيث تعتمد دول غرب أفريقيا على طرق برية رئيسية مثل: طريق N1 (داكار – ليبيريا)، طريق Trans-West African Coastal Highway (نيجيريا – السنغال)
فمن خلال الحافلات التابعة لشركات مثل STC (غانا) وSNTV (نيجيريا) تُشغّل خطوطاً بين العواصم لكنها بطيئة وغير مريحة، لكن السيارات الخاصة التي يلجأ البعض لاستئجار وبخاصة سيارات الدفع الرباعي 4×4 للتغلب على حالة الطرق .
تحديات النقل البري
60% من الطرق الإقليمية غير معبدة، وتتحول إلى مستنقعات خلال مواسم الأمطار (يونيو – سبتمبر) أضف إلي ماسبق المخاطر الأمنية حيث تعاني مناطق مثل شمال نيجيريا ومالي من نشاط جماعات مسلحة، مما يجعل السفر البري خطيراً، ويستهلك الوقت فرحلة من Dakar إلى Lagos (≈2,500 كم) قد تستغرق 5-7 أيام بالبر مقارنة بساعتين جواً .
وأمام هذه الصعوبات والتحديات والمخاطر طرحت العديد من المبادرات والحلول وبخاصة من إيكواس ” المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، مثل مشروع ECOWAS Air Transport والذي يهدف إلى تحرير مجال الطيران الإقليمي ودعم خطوط جوية رخيصة، وتحسين البنية التحتية، ودخلت الصين والبنك الأفريقي للتنمية كممولان لمشاريع طرق سريعة مثل طريق Lagos-Dakar السريع، بالتزامن طرحت العديد من الدول ملفات ومبادرات لتعزيز الأمن من خلال تعاون بين دول الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو) لتأمين الطرق الرئيسية .
ورغم التحديات، يبقى السفر الجوي أساسياً لتحقيق التكامل الإقليمي في غرب أفريقيا. ولتحسين ذلك يجب: دعم الخطوط الجوية الإقليمية بإعفاءات ضريبية وفتح المجال الجوي، تبسيط تأشيرات الدخول لتشمل جميع دول ECOWAS، استثمار الحكومات في الطرق البرية لتكون بديلاً أمناً أثناء الأزمات، وخلق تعاون إقليمي لمراقبة الحدود ومكافحة الفساد .