اخبار افريقيا

“سيرينجيتي 2.0” عملية للإنتربول الدولي: يعتقل بها 1209 شخصًا من 18 دولة في الجرائم الإلكترونية

في واحدة من أوسع الحملات الأمنية تنسيقاً على مستوى القارة الأفريقية، تمكنت منظمة الشرطة الدولية “الإنتربول” من تحقيق ضربة كبيرة ضد شبكات الجريمة الإلكترونية عبر عملية “سيرينجيتي 2.0” التي نفذت بين يونيو وأغسطس 2024. أسفرت العملية عن اعتقال 1209 مشتبه بهم واستعادة ما يقرب من 97.4 مليون دولار أمريكي، فيما تم تحديد 88 ألف ضحية تعرضوا لأنماط متطورة من الجرائم الإلكترونية.

شملت العملية التنسيقية مشاركة 18 دولة أفريقية بالمشاركة مع المملكة المتحدة، وتمكنت من تفكيك بعض أخطر الشبكات الإجرامية العاملة في مجال الاحتيال الإلكتروني عبر القارة. وقد استهدفت الحملة بشكل خاص جرائم الاحتيال المالي عبر الإنترنت التي تشكل تهديداً متصاعداً في المنطقة.

إثيوبيا أكثر البلدان الأفريقية انتشاراً للجرائم الإلكترونية

download 5 1 "سيرينجيتي 2.0" عملية للإنتربول الدولي: يعتقل بها 1209 شخصًا من 18 دولة في الجرائم الإلكترونية

كشفت التقارير الحديثة أن ثماني دول أفريقية جاءت ضمن قائمة العشرين دولة الأكثر تعرضاً للهجمات الإلكترونية عالمياً، وفقاً لتقرير شركة “تشيك بوينت سوفتوير تكنولوجيز” المتخصصة في حلول الأمن السيبراني، وتصدرت إثيوبيا المرتبة الأولى عالمياً بين 109 دول شملها المؤشر، بينما جاءت زيمبابوي في المركز الخامس عالمياً، تليها أنجولا، أوغندا، نيجيريا، كينيا، غانا، وموزمبيق في المرتبة السابعة عشر عالمياً، أما مصر، التي سجلت أفضل أداء بين الدول الأفريقية، فجاءت في المرتبة السابعة والتسعين عالمياً بمعدل مخاطر إلكترونية بلغ 31.1%.

وتركزت جهات عملية “سيرينغيتي 2.0” على أربعة أنماط رئيسية من الجرائم الإلكترونية المنتشرة في القارة الأفريقية. وشملت هذه الجرائم احتيال العملات المشفرة عالية العائد حيث تم الكشف عن مخطط استثماري احتيالي في زامبيا قام بالاحتيال على أكثر من 65 ألف ضحية بقيمة 300 مليون دولار، تم خلالها خداع الضحايا عبر حملات إعلانية مكثفة ووعود بعوائد مرتفعة.

كما استهدفت العملية تعدين العملات المشفرة غير المشروع، حيث تم في أنغولا تفكيك 25 مركزاً لتعدين العملات المشفرة كان يديرها 60 مواطناً صينياً، مع مصادرة معدات تقدر قيمتها بأكثر من 37 مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، تمكنت السلطات من تفكيك عملية احتيال في مجال الميراث في ساحل العاج انطلقت من ألمانيا، حيث استُدرج الضحايا لدفع رسوم للمطالبة بميراث وهمي، مما تسبب في خسائر بلغت 1.6 مليون دولار، ولم تنس الحملة مكافحة برامج الفدية واختراق البريد الإلكتروني للشركات، حيث استهدفت مجرمي برامج الفدية والابتزاز الرقمي الذين يسببون خسائر كبيرة للشركات والأفراد في مختلف أنحاء القارة.

images 6 "سيرينجيتي 2.0" عملية للإنتربول الدولي: يعتقل بها 1209 شخصًا من 18 دولة في الجرائم الإلكترونية

وتواجه القارة الأفريقية تحديات جسيمة في مجال الأمن السيبراني، حيث أفاد تقرير الإنتربول بأن الجرائم الإلكترونية تمثل أكثر من 30% من جميع الجرائم المبلغ عنها في غرب وشرق أفريقيا. وقد شهدت بعض الدول زيادة حادة في هذه الجرائم، حيث ارتفعت عمليات الاحتيال الإلكتروني في زامبيا بأكثر من 3000% بين عامي 2023 و2024.

وتشكل عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، وبالأخص من خلال التصيد الاحتيالي، أكثر الجرائم السيبرانية المبلغ عنها في أفريقيا، حيث تمثل 34% من جميع الحوادث الإلكترونية التي تم رصدها في جميع أنحاء القارة. بينما تظل برمجيات انتزاع الفدية والاحتيال بإصدار أوامر زائفة لتحويل الأموال والابتزاز الجنسي الرقمي منتشرة على نطاق واسع أيضاً.

واعتمدت عملية “سيرينجيتي 2.0” على نموذج متقدم للتنسيق بين الجهات الأمنية في الدول المشاركة، حيث قامت الإنتربول بتوفير منصة لتبادل المعلومات في الوقت الحقيقي بين أجهزة إنفاذ القانون، إلى جانب تقديم دعم تحليلي للبيانات الضخمة المستخرجة من الأجهزة المضبوطة.

كما ساهمت المنظمة الدولية في تسهيل عمليات التفتيش والمداهمات المتزامنة عبر الحدود، ووفرت الخبراء التقنيين المتخصصين في تحليل الأدلة الرقمية. واستخدمت السلطات تقنيات متطورة شملت تحليل الشبكات المالية لتتبع التدفقات النقدية غير المشروعة، والذكاء الاصطناعي للكشف عن الأنماط الاحتيالية في المعاملات، وتحليل البيانات الضخمة لربط الأدلة بين الحالات المختلفة، بالإضافة إلى التقنيات الجنائية الرقمية لاستخراج الأدلة من الأجهزة الإلكترونية المضبوطة.

أكدت عملية “سيرينجيتي 2.0” على أهمية التعاون الدولي الفعال في مكافحة الجرائم الإلكترونية، حيث أثبتت نجاح نموذج التعاون بين الدول الأفريقية والشركاء الدوليين. كما أظهرت أهمية الاستجابة المتكاملة التي تجمع بين الجوانب التقنية والقانونية والمالية في مواجهة هذه الجرائم، لكن رغم هذه النجاحات، لا تزال التحديات قائمة، أبرزها استمرار تطور أساليب المجرمين الإلكترونيين وتكيفهم، والقيود القانونية الناجمة عن اختلاف التشريعات بين الدول التي تعقد ملاحقة المجرمين عبر الحدود، بالإضافة إلى القدرات التقنية المحدودة التي تعاني منها بعض الدول الأفريقية في مكافحة الجرائم الإلكترونية.

لذا، تبرز الحاجة إلى تعزيز التعاون الإقليمي من خلال إطار تعاون دائم بين الدول الأفريقية لمكافحة الجرائم الإلكترونية، واستثمار أكبر في تدريب الكوادر المتخصصة وتطوير البنية التحتية التقنية، ومواءمة التشريعات بين الدول لتسهيل الملاحقة القضائية عبر الحدود، وتطوير حملات توعوية موسعة للجمهور حول مخاطر الجرائم الإلكترونية، وتعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا والمؤسسات المالية لتحسين الكشف عن الجرائم.

download 4 1 "سيرينجيتي 2.0" عملية للإنتربول الدولي: يعتقل بها 1209 شخصًا من 18 دولة في الجرائم الإلكترونية

وتمثل عملية “سيرينجيتي 2.0” علامة فارقة في مكافحة الجرائم الإلكترونية في أفريقيا، وتظهر التزام الإنتربول والدول الأعضاء بمواجهة هذا التحدي المتزايد. التوقعات المستقبلية تشير إلى استمرار تزايد الجرائم الإلكترونية في التعقيد والحجم، مما يستدعي مزيداً من الاستثمار في القدرات الأمنية الرقمية، وتطوير استراتيجيات استباقية بدلاً من رد الفعل، وتعزيز التعاون بين جميع أصحاب المصلحة لمكافحة هذه الجرائم.

تبقى عملية “سيرينجيتي 2.0” نموذجاً ناجحاً للتنسيق الدولي في مكافحة الجرائم الإلكترونية، وتشكل أساساً قوياً لعمليات مستقبلية أكثر تطوراً وفعالية في حماية الفضاء الرقمي الأفريقي والعالمي.

اقرا المزيد:-

فجرتها قضية FBC : المراهنات الإلكترونية وأوهام الثراء المزعوم..خطر يهدد الفرد والمجتمع

زامبيا.. إنشاء مركز للقيادة الوطنية بهدف مراقبة الشوارع بالكاميرات للحد من انتشار الجريمة

عملية نوعية للانتربول في ٢٥ دولة أفريقية ..  اعتقال 14 « هاكرز » وتعطيل ٢٠ ألف شبكة إلكترونية مشبوهة 

مالي: مداهمة كبرى لشبكة للاتجار بالبشر في باماكو

مصر .. « الوزراء »  يوافق على تعديل بعض أحكام قانون العقوبات بشأن جرائم التعرض للغير و التحرش الجنسي و التنمر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »