نيجيريا .. الجيش يعلن مقتل 35 إرهابياً في ضربات جوية قرب الحدود مع الكاميرون

أعلن الجيش النيجيري مقتل 35 إرهابياً في سلسلة من الضربات الجوية المركزة على أربع مناطق قرب الحدود الشمالية الشرقية مع الكاميرون، في إطار جهود القوات المسلحة لإحباط هجمات إرهابية كانت تستهدف مواقع الجيش في نيجيريا .

وقالت القوات الجوية النيجيرية في بيان “بناء على معلومات استخبارية متنوعة من مصادر متعددة، نفّذت القوات الجوية ضربات دقيقة في غارات متتالية، واشتبكت مع الإرهابيين وحيدت أكثر من 35 مقاتلا في أربع مناطق تجمع محددة”.

وأضافت  ” أنها أعادت الاتصال بالقوات البرية التي كانت مهددة، وأكدت الأخيرة أن “الوضع حول موقعها أصبح مستقرا”.

وتابعت ” إن القوات الجوية “كثّفت الجهود” للسيطرة على ساحات المعارك “وحرمان الإرهابيين من حرية الحركة”.

وقالت القوات الجوية النيجيرية ، إن العملية الأخيرة تظهر التزامها توفير الدعم الجوي الوثيق للقوات البرية، بينما تعمل أيضا على تعطيل القدرات اللوجيستية للإرهابيين وممرات حركتهم على طول مناطق الحدود الشمالية الشرقية”.

نيجيريا تحت حصار الجماعات المسلحة

ووفقاً لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، تواجه نيجيريا منذ أكثر من عقد تحديات أمنية متفاقمة تتمثل في هجمات جماعات جهادية وإرهابية، إلى جانب عصابات إجرامية مسلحة، وصراعات طائفية، وعمليات اختطاف واسعة النطاق مقابل الفدية.

وفي بيان صدر السبت الماضي، أعرب عدد من الشخصيات النيجيرية البارزة، بينهم وزراء سابقون ورجال أعمال ونشطاء مجتمع مدني، عن قلقهم العميق من أن بعض مناطق البلاد تشهد “مستويات من المذابح تعود إلى زمن الحرب“، رغم أن نيجيريا تعيش رسمياً في حالة سلام.

تقارير حقوقية تكشف حجم المأساة

وأشارت هذه الشخصيات إلى تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في مايو الماضي، أكد أن ما لا يقل عن 10,217 شخصاً قُتلوا منذ تولي الرئيس بولا تينوبو منصبه قبل عامين.
كما دعت إلى تشكيل قوة مهام رئاسية بصلاحيات واسعة لإنهاء الصراعات الداخلية، بما في ذلك مواجهة عودة ظهور جماعة بوكو حرام المتشددة، وتنظيم داعش في غرب إفريقيا الذي ينشط شمال شرق البلاد.

عمليات عسكرية مكثفة وخسائر متزايدة

الأسبوع الماضي، أعلن الجيش النيجيري مقتل ما يقرب من 600 مسلح خلال الأشهر الثمانية الماضية، لكن هذه الأرقام لم يتم التحقق منها بشكل مستقل.
وأكدت القوات الجوية النيجيرية استمرارها في توفير الغطاء الجوي للقوات البرية، التي تنفذ عمليات واسعة لتفكيك قواعد الجماعات الجهادية في الشمال الشرقي.

ووفق بيانات الأمم المتحدة، تسبب الصراع في مقتل أكثر من 35 ألف شخص وتشريد نحو مليونَي نازح داخل البلاد.

دعم أمريكي وتعقيدات ميدانية

وفي تطور لافت، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية مطلع الشهر الجاري على صفقة أسلحة بقيمة 346 مليون دولار لدعم نيجيريا في مواجهة الاضطرابات الأمنية.
من جهته، أوضح معهد دراسات الأمن أن ما لا يقل عن 15 هجوماً جهادياً سُجلت هذا العام بالقرب من حدود نيجيريا مع الكاميرون والنيجر، مشيراً إلى أن المسلحين باتوا يستخدمون طائرات مسيرة تجارية في شن هجمات على مواقع الجيش، مما يعقد عملية إرسال التعزيزات العسكرية.

ضربات على “قطاع الطرق” وإنقاذ رهائن

وفي سياق متصل، أعلن الجيش النيجيري تنفيذه ضربات جوية ضد ما يُعرف محلياً بـ “قطاع الطرق” — وهو المصطلح المستخدم لوصف العصابات الإجرامية المسلحة — في ولاية كاتسينا شمال غرب البلاد.
وأسفرت العملية عن إنقاذ 76 مختطفاً بينهم نساء وأطفال، غير أن مفوض الأمن الداخلي بالولاية، ناصر معازو، أكد وفاة طفل أثناء عملية الإنقاذ.

مذبحة مروعة في كاتسينا

تأتي هذه التطورات عقب هجوم دموي شنه مسلحون على قرية أونغوان مانتاو بولاية كاتسينا الأسبوع الماضي، حيث أطلقوا النار على المصلين في مسجد وعلى سكان المنازل المجاورة، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً واختطاف نحو 60 آخرين، تمكن الجيش من إنقاذ بعضهم خلال عملياته الأخيرة.

وتُعد ولايتا كاتسينا وزامفارا المجاورتان من أكثر المناطق تضرراً من نشاط العصابات المسلحة في شمال غرب نيجيريا، حيث شهدتا سقوط أكبر عدد من الضحايا والنازحين خلال السنوات الأخيرة.

 

إقرأ المزيد :

نيجيريا تطلق خطة لإعادة تمويل ديون الكهرباء .. وأبوجا تحقق قفزة في الصادرات غير النفطية