الصحفية الجزائرية هنده طوبال تكتب : صوت القارة السمراء ينبض من قلب النيل .. صحفيون أفارقة يجتمعون على الإنسانية ومستقبل أفضل للمهنة

على أرض الكنانة اجتمعت أقلام وأصوات من مشارب مختلفة توحدت على ضفاف النيل في دورة تدريبية استثنائية ومميزة للصحفيين الشباب الأفارقة في طبعتها الواحدة والستين من تنظيم اتحاد الصحفيين الأفارقة بالتعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الخارجية بالقاهرة المصرية تستمر لثلاثة أسابيع من الخامس عشر أغسطس إلى الخامس سبتمبر.
الصحفيون الأفارقة يناقشون الرهانات الكبرى التي تواجه الإعلام الأفريقي
أسبوع أول من الدورة انتهى و لكنه ترك في الذاكرة بصمات لا تنسي، حيث بدا كملحمة فكرية ومعرفية تختصر سنوات من الحوار والتواصل وبناء جسور التكامل حيث تحولت القاهرة إلى مسرح مفتوح لحوار إعلامي عميق وورشة فكرية ناقش فيها الصحفيون الأفارقة الرهانات الكبري التي تواجه الإعلام الإفريقي في ظل جملة من التحديات الكبيرة سيما التحديات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والتحديات المهنية وصولا لأخلاقيات المهنة واكراهاتها , كما كانت المحاضرات التي ألقاها نخبة من خيرة الصحفيين والأكاديميين والدبلوماسيين الخبراء للغوص في تاريخ مصر وحضارتها التي علمت العالم معني الإبداع والتميز والخلود وانجازاتها الحالية التي تشهد علي حاضر ينبض بالحياة والأمل وقوتها الناعمة الناعمة التي تبقى صوتها الأجمل وسلاحها الأرقي .
نحو إعلام إفريقي موحد
رغم اختلاف بلدانهم ودياناتهم وثقافاتهم ولغاتهم إلا أن الصحفيين الأفارقة جمعتهم روح واحدة وهي روح الإصرار على التغيير الإيجابي وتجاوز الاختلافات والخلافات لبناء إعلامي قاري موحد وقوي يملك كل أدوات التأثير وبناء الرأي العام ويعبر عن نبض شعوب القارة ويبني سردية إفريقية حقيقية تعكس ثراء وتنوع ثقافاتنا ولهجاتنا ولغاتنا بعيدا عن القوالب النمطية التي سوقها الإعلام والسينما العالميين فلم تكن المحاضرات مجرد دروس ومعارف بل فضاء لطرح الأسئلة الجوهرية : كيف يرسخ الحوار بين الدول والشعوب بعيدا عن الاختلافات ليصبح أداة وحدة لا وقودا للخلاف , كيف يعيد رسم صورة أفريقيا بعيدا , مرأة الآخر وكيف يغدو الإعلام قوة ناعمة تباهي العالم بثراء تاريخ قارتنا وتعدد ثقافاتها وعمق حضارتها وغنى ثرواتها وإبداع شبابها.
وقد كانت الدورة فرصة لممثلي الجزائر سفراء الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين الصحفية هنده طوبال نائب الأمين العام للاتحاد والصحفي عاشور جغبالة لاستعراض التجربة الإعلامية الجزائرية المميزة والتطور الذي وصلت له الصحافة الجزائرية مهنيا وتكنولوجيا مع التركيز على إبراز إيمان الجزائر العميق بالتكامل الإفريقي وتسليط الضوء على جهودها الحثيثة في هذا المجال سياسيا واقتصاديا وثقافيا وأكاديميا في مصر تنسج خيوط علاقات إنسانية متينة .
الإعلام قبل أن يكون مهنة فهو حوار الروح مع الروح
الوجه الآخر للدورة كان إنسانيا بامتياز فقد نسجت اللحظات الإنسانية خيوطا في فترات الاستراحة وعلي موائد الطعام وفي الخرجات والجولات السياحية , صور جماعية نكت و ضحكات مشتركة أحاديث عن الحياة الشخصية وعن الأوطان والأحلام , فقد بدا القرب الإنساني جليا وأوضح من كل بعد , حيث ولدت صداقات تجاوزت حدود الجغرافيا واختلاف الأديان واللغات والثقافات والعادات لتنبثق عن الدورة عائلة قارية صغيرة حيث أدرك الجميع البلدان الأفريقية التي تتباعد جغرافيا وسياسيا وثقافيا تتقارب بقلوب أبنائها وأن الإعلام قبل أن يكون مهنة فهو حوار الروح مع الروح فما يجمعنا أعمق وأقوى من كل اختلافات وخلافات إنه الحلم المشترك بقارة متطورة متكاملة تستفيد من ثرواتها وتستغلها بنفسها .
مصر الأرض التي تنطق إلهاما
لا يمكن فصل الإعلام عن سياق المكان فمصر التي علمت الإنسان معنى الحضارة والخلود كانت أكثر من مجرد فضاء للقاء والتدريب، بل مجالا واسعا لالتقاء القلوب وللمحبة والعلم والمعرفة فكل حجر فيها يروي حكاية فقد أبهرت الصحفيين الأفارقة بجمال نيلها وثراء هويتها وعبق تاريخها , فمن أهرامات الجيزة التي تشهد على عبقرية الإنسان إلى الحارات الشعبية التي تنبض بالحياة وصولا إلى المؤسسات الإعلامية المتطورة تؤكد أن مصر كانت وستظل على الأفريقي الدوام أم الدنيا وفخر القارة السمراء ونموذجها المضيء.
* – المقال نقلا عن صحيفة القائد الجزائرية .
- هنده طوبال .. نائب الأمين العام للاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين.
إقرأ المزيد
الدورة التدريبية للصحفيين الأفارقة تناقش تأثير القوى الناعمة في إفريقيا