مصر بعد 20 عامًا.. صحفي روسي يكشف وجهي السياحة بين سحر البحر الأحمر وسوهو سكوير
بعد عقدين من آخر زيارة له، عاد الصحفي الروسي أرتيم كراسنوف من موقع 74.RU في رحلة إلى مصر، الوجهة السياحية الأشهر للروس والعديد من الأوروبيين. ليكتشف أن السياحة في مصر تغيرت كثيرًا: بعض الجوانب أصبحت أكثر تطورًا وتنظيمًا، بينما تراجع بريق أخرى.
اختار الصحفي الإقامة في فندق سييرا شرم الشيخ، وهو فندق أربع نجوم يرتبط مباشرة بخدمات فندق سافوي ذي الخمس نجوم. وصفه بأنه لم يتغير كثيرًا منذ 20 عامًا، لكنه ما يزال يقدم جودة جيدة: غرف نظيفة، خدمة ممتازة، بوفيه متنوع، وأجواء مريحة.
اللافت أن المنطقة المحيطة تطورت بشكل كبير بفضل ساحة “سوهو سكوير”، وهي ساحة سياحية حديثة تضم مطاعم، محلات، وعروضًا فنية حول نافورة راقصة. ليلاً تتحول الساحة إلى مهرجان مفتوح، وهو ما يراه كراسنوف إضافة إيجابية كبيرة لشرم الشيخ.
البحر الأحمر.. جوهرة السياحة في مصر
رغم التغيرات، ظل البحر الأحمر هو الكنز الحقيقي لمصر. الشعاب المرجانية ما تزال نابضة بالحياة رغم بعض التآكل الطبيعي، وتوفر تجربة غوص وغطس لا مثيل لها.
الغوص متاح حتى للمبتدئين، حيث يسمح لهم بالنزول حتى عمق 10 أمتار مع مدرب مقابل 50 دولارًا. أما أصحاب الرخص فيمكنهم استئجار المعدات بـ30 دولارًا يوميًا. كذلك، يظل السنوركلينج تجربة رائعة بفضل صفاء المياه وملوحتها العالية التي تُسهل الطفو، ما يجعل من البحر الأحمر نقطة جذب عالمية.
تعامل المصريين مع السياح… تحسن ملحوظ
يقول الصحفي إن المصريين أصبحوا أكثر هدوءًا واحترافية داخل الفنادق، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 20 عامًا. فقد خفّت ظاهرة الإلحاح التجاري المفرط، وباتت الخدمات أكثر تنظيمًا.
لكن في المقابل، لا تزال بعض المواقف خارج الفنادق تتسم بالعصبية، مثل مشهد لبائع حاول طرد سائح روسي بسبب مساومته في الشراء، ومع ذلك، أشار كراسنوف إلى أن حالات الاحتيال والسرقة أصبحت شبه منعدمة، وهو تحسن مهم لصورة السياحة في مصر.
المطار… ثغرة مزعجة في التجربة السياحية
انتقد كراسنوف مطار شرم الشيخ بسبب الإجراءات المبالغ فيها، والتفتيش المتكرر للركاب، إضافة إلى وجود موظفين لا يتحدثون الإنجليزية، مشغولين فقط بملء استمارات الهجرة، ما يخلق طوابير طويلة بلا داعٍ. ووصف هذه الظاهرة بأنها “وظائف شكلية تُرهق السائح أكثر مما تخدمه”.
الرحلات السياحية…
أكبر سلبيات الرحلة – بحسب الصحفي – كانت الرحلات السياحية خارج الفندق. فبينما توقع مغامرات مثيرة، وجدها عادية وبعضها مثير.
رحلة بحرية إلى “جزيرة باونتي” الشهيرة مقابل 60 دولارًا لم تكن سوى زيارة لبقعة رملية مكتظة بالسياح.
رحلات السفاري بالدراجات الرباعية كانت قصيرة ومغبرة ومليئة بالضوضاء، أقرب إلى مشهد من فيلم “ماد ماكس” لكن ربما يعشقها الصغار هواة المغامرات.
تكلفة الرحلة والكحول في مصر
بلغت تكلفة الرحلة حوالي 100 ألف روبل للشخص لمدة 9 ليالٍ، وهو سعر مرتفع نسبيًا مقارنة بالخدمات المشابهة في بعض الوجهات الأخرى. كما أشار الصحفي إلى أن مصر ليست مكانًا مثاليًا لمحبي الكحول، حيث يقتصر الأمر على بيرة خفيفة ونبيذ جاف فقط، ولا تباع الكحوليات بحرية في المتاجر.
يخلص كراسنوف إلى أن مصر ما زالت وجهة رائعة للاستمتاع بالشواطئ والشعاب المرجانية والإقامة في فنادق جيدة، لكنها لم تعد وجهة مثالية لعشاق الرحلات والأنشطة الخارجية. نصيحته واضحة:
“اختر فندقًا لائقًا في شرم الشيخ، واستمتع بالبحر الأحمر، ولا تُضيع وقتك في الرحلات السياحية.
