السودان: عودة أكثر من 2 مليون نازح الي مناطقهم الاصلية

أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن تسجيل أكثر من مليوني شخص عادوا إلى مناطقهم الأصلية في السودان خلال الفترة الممتدة من نوفمبر 2024 وحتى يوليو 2025، وذلك ضمن رصدها لحركات العودة في سياق النزاع المستمر. ووفقًا للتقرير الصادر عن المنظمة، بلغ عدد العائدين 2,004,302 فردًا، توزعوا على 1,611 موقعًا في 39 محلية تغطي سبع ولايات سودانية، ما يعكس توسعًا ملحوظًا في نطاق جمع البيانات وتحسنًا في عمليات الرصد الميداني.

وأشار التقرير إلى أن العدد الإجمالي للعائدين ارتفع بنسبة 50% مقارنةً بالفترة السابقة الممتدة من نوفمبر إلى يونيو، وهو ما يُفسر بزيادة وتيرة العودة الطوعية وتكثيف جهود التوثيق. ومن بين هؤلاء، عاد نحو 77%، أي ما يعادل 1,549,211 فردًا، من مواقع داخل السودان، بينما عاد 23%، أي 455,091 فردًا، من خارج البلاد.

ويُشكل عدد العائدين من داخل السودان ما يقرب من 13% من أعلى رقم مسجّل للنازحين داخليًا، والذي بلغ ذروته في يناير 2025، حيث وصل عدد النازحين إلى نحو 11,585,384 شخصًا. وتصدرت ولاية الجزيرة قائمة الولايات المستقبلة للعائدين بنسبة 48%، تلتها ولاية الخرطوم بنسبة 30%، ثم ولاية سنار بنسبة 9%. وتزامنت هذه الزيادة في العودة مع استعادة الجيش السوداني السيطرة على عدد من الولايات، من بينها الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض، في حين استمرت موجات النزوح في مناطق شمال دارفور وكردفان نتيجة للمعارك الجارية.

وبحسب التقرير، شهد عدد النازحين داخليًا انخفاضًا بنسبة تُقدّر بـ 14% مقارنةً بأعلى رقم مسجّل في يناير، ويُعزى هذا التراجع إلى ارتفاع معدلات العودة في ولايات سنار والجزيرة والخرطوم. وحتى 29 يوليو، بلغ عدد النازحين داخليًا نحو 9,937,444 فردًا، موزعين على 10,731 موقعًا في 185 محلية تغطي جميع الولايات الثماني عشرة في السودان.

ومنذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023، قُدّر عدد النازحين داخليًا بنحو 7,548,913 شخصًا، بينما عبر نحو 4,278,535 فردًا الحدود إلى دول الجوار خلال الفترة ذاتها. وتُعد ولايات الخرطوم وجنوب دارفور وشمال دارفور من أبرز المناطق التي شهدت مغادرة واسعة للسكان، حيث سجلت الخرطوم نسبة 31% من إجمالي اللاجئين، تلتها جنوب دارفور بنسبة 21%، ثم شمال دارفور بنسبة 20%.

أما الولايات التي تستضيف أكبر نسب من النازحين داخليًا، فقد جاءت جنوب دارفور في المقدمة بنسبة 19%، تلتها شمال دارفور بنسبة 18%، ثم وسط دارفور بنسبة 10%. وتشير البيانات إلى أن الأطفال دون سن الثامنة عشرة يُشكلون أكثر من نصف عدد النازحين داخليًا، بنسبة تصل إلى 53%، ما يُبرز حجم التحديات الإنسانية التي تواجه الأسر المتضررة من النزاع.8 عامًا.