أخبار عاجلةغرب افريقيا

أكتوبر 2025: اختبار للديمقراطية في الكاميرون وكوت ديفوار بالانتخابات الرئاسية بعد استبعاد المنافسين

تشهد القارة الأفريقية في أكتوبر 2025 استحقاقين انتخابيين حاسمين في الكاميرون وكوت ديفوار، حيث من المقرر إجراء انتخابات رئاسية قد تُشكّل مستقبل البلدين لسنوات قادمة.

تجري هذه الانتخابات في ظل ظروف سياسية معقدة، تتسم باستبعاد مرشحين معارضين بارزين، وتصاعد المخاوف من العنف، وتساؤلات حول نزاهة العملية الانتخابية. هذا التقرير يستعرض أبرز هذه التطورات و السياقات الخاصة بكل بلد.

الانتخابات الرئاسية في الكاميرون (12 أكتوبر 2025):

تُجرى الانتخابات الرئاسية في الكاميرون في 12 أكتوبر 2025، حيث يترشح الرئيس الحالي بول بيا (92 عامًا) لولاية ثامنة، بعد أن حكم البلاد منذ عام 1982، مما يجعله أحد أطول الحكام بقاء في السلطة في العالم. يُعد بيا مرشحًا لحزب التجمع الديمقراطي للشعب الكاميروني (RDPC)، الذي يهيمن على المشهد السياسي منذ الاستقلال. وقد تمكّن من البقاء في السلطة عبر تعديلات دستورية ألغت حدود الفترات الرئاسية في 2008، مما سمح له بالترشح repeatedly.

ومع ذلك، فإن هذه الانتخابات تتم under ظل جدل كبير بعد استبعاد المرشح المعارض الرئيسي موريس كامتو (71 عامًا)، زعيم حركة النهضة الكاميرونية (MRC)، من قبل اللجنة الانتخابية (ELECAM) في 26 يوليو 2025، بدعوى أن حزبه قد قدم مرشحًا آخر، وهو ما نفته حركة كامتو ووصفته بأنه دوافع سياسية. وقد أكد المجلس الدستوري هذا الاستبعاد في 5 أغسطس، رافضًا 34 طعنًا مقدّمًا من مرشحين محتملين، بما فيهم كامتو. هذا القرار أثار انتقادات من منظمات حقوقية مثل هيومان رايتس ووتش، التي رأت أن استبعاد كامتو “يزرع شكوكًا حول مصداقية الانتخابات” قبل حتى إجرائها.

إلى جانب بيا، يشمل قائمة المرشحين المعتمدين 13 مرشحًا من أصل 83 قدموا ترشيحهم، بما فيهم هيرمين باتريشيا تومانو ندام نجويا (56 عامًا)، زعيمة الاتحاد الديمقراطي لكاميرون (UDC) والمرأة الوحيدة في السباق، وإيسا تشيروما (75 عامًا)، وهو مهندس سابق ووزير سابق انشق عن الحكومة، وبيلو بوبا ميجاري (78 عامًا)، وزير السياحة الحالي وحليف سابق لبيًا. كما يترشح أكيري مونا (72 عامًا)، محام دولي معروف بمكافحة الفساد.

هذه الانتخابات تأتي في ظل تحديات أمنية كبيرة، خاصة في المناطق الناطقة بالإنجليزية حيث يتصاعد نزاع مسلح منذ 2016، تسبب في نزوح 700,000 شخص ووفاة 3,000، مما قد يخفض الإقبال الانتخابي هناك, و تواجه الكاميرون تهديدات من جماعات متطرفة في إقليم إكستريم نورث، حيث زادت الهجمات بنسبة 50% في العام الماضي. كما أن الصحة المتدهورة للرئيس بيا وغيابه المتكرر عن المشهد العام يثيران تساؤلات حول خلفائه المحتملين داخل حزبه.

الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار (25 أكتوبر 2025):

في كوت ديفوار، من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 25 أكتوبر 2025، حيث يترشح الرئيس الحالي الحسن واتارا لولاية رابعة، amid جدل دستوري كبير إذ يسمح الدستور بفترتين فقط. واتارا، الذي يحكم منذ 2011، يبرر ترشحه بـ”الحفاظ على الاستقرار الوطني في وجه تحديات أمنية واقتصادية غير مسبوقة”. , يواجه ترشحه معارضة شديدة من تحالف المعارضة الذي يضم حزبي PDCI وPPA-CI، والذين يتهمون واتارا بخرق الدستور واستبعاد منافسيه عبر إطار انتخابي مثير للجدل.

أبرز ما يميز هذه الانتخابات هو استبعاد أربعة مرشحين معارضين بارزين من اللائحة الانتخابية، وهم: لوران غباغبو (الرئيس السابق من 2000 إلى 2011)، وتشارلز بلي غودي (وزير الشباب السابق)، وغيوم سورو (رئيس الوزراء السابق)، وتيجان ثيام (زعيم الحزب الديمقراطي PDCI ورجل الأعمال). وقد بررت اللجنة الانتخابية المستقلة (CEI) هذا الاستبعاد بأن إدانة غباغبو وغودي وسورو القضائية تحرمهم من الترشح، بينما استبعدت ثيام لأنه لم يكن يحمل الجنسية الإيفوارية عند تسجيله في اللائحة الانتخابية. هذا القرار أثار غضب المعارضة، التي طالبت بإصلاح النظام الانتخابي وفتح حوار سياسي شامل.

المعارضة، التي تشكلت في ائتلاف “التناوب السلمي” (CAP-CI)، نظمت مسيرات احتجاجية سلمية في أبيدجان في 9 أغسطس 2025، رافضة الولاية الرابعة لواتارا وإقصاء المرشحين. كما أعلن غباغبو في مهرجان حاشد أنه “لن يقبل تحت أي ظرف بفترة رابعة لواتارا”. هذه التطورات تثير مخاوف من أعمال عنف خلال الانتخابات، similar to ما حدث في 2010 و2020 حيث سقط عشرات القتلى.

 

إلى جانب واتارا، يشمل المرشحون الآخرون سيمون إيهيفيت غباغبو (الزوجة السابقة لغباغبو)، وباسكال أفي نغيسان (زعيم PPA-CI)، وجان لوي بيلون (سياسي مستقل)، فإن استبعاد أبرز المعارضين يضعف بشكل كبير تنافسية الانتخابات ويزيد من حدة الاستقطاب السياسي.

انتخابات أكتوبر 2025 في الكاميرون وكوت ديفوار تمثل اختبارًا حاسمًا للديمقراطية والاستقرار في كلا البلدين. في الكاميرون، استبعاد المعارض الرئيسي موريس كامتو والصحة المتدهورة للرئيس بول بيا يثيران تساؤلات حول مصداقية العملية الانتخابية وفرص التداول السلمي للسلطة. في كوت ديفوار، ترشح الرئيس الحالي لولاية رابعة واستبعاد منافسيه البارزين يهددان بإعادة إنتاج الصراعات العنيفة التي شهدها البلد في العقد الماضي. المراقبون الدوليون والمحليون يتابعون عن كثب هذه الاستحقاقات، التي ستحدد ليس فقط مستقبل الشعوب، ولكن أيضًا اتجاه الديمقراطية في منطقة غرب أفريقيا، خاصة في ظل المخاوف من تدخل خارجي وتصاعد التحديات الأمنية والاقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »