أخبار عاجلةاخبار افريقياالقرن الافريقى

تصاعد التوتر بين إريتريا وإثيوبيا: القرن الأفريقي على حافة أزمة جديدة

في تطور يعيد إلى الأذهان أشباح الماضي، اتهمت إريتريا جارتها إثيوبيا بحشد قوات عسكرية على طول الحدود المشتركة، في خطوة وصفتها أسمرة بالاستفزازية والخطيرة على أمن المنطقة.

وزير الإعلام الإريتري يماني جبري مسكل صرّح عبر منصة X أن إثيوبيا تمارس سياسة الضغط والتهديد بنشر قواتها قرب الحدود، محذرًا من أن الخطاب الإثيوبي الأخير بشأن “الحاجة الوجودية للوصول إلى البحر الأحمر” ينذر بانزلاق نحو مواجهة مباشرة.

إثيوبيا، التي تفتقد أي منفذ بحري منذ استقلال إريتريا عام 1993، عادت لتضع قضية “الوصول إلى البحر” في قلب خطابها السياسي والعسكري. فقد أكد رئيس الوزراء آبي أحمد أن بلاده لن تتراجع عن مساعيها لإيجاد منفذ بحري، واصفًا الأمر بأنه “أقل كلفة من التضحيات التي قُدمت لإنجاز سد النهضة”. تصريحات دعمها أيضًا اللواء تيشومي جيميشو، الذي اعتبر أن ميناء عصب تحديدًا “لم يكن من المفترض أن يُمنح لإريتريا” عقب الاستقلال.

هذه التصريحات أثارت حفيظة أسمرة، التي ردت بحدة عبر جبري مسكل، واصفًا المبررات الإثيوبية بأنها “هراء سياسي وتشويه متعمد لتاريخ إريتريا”. وأضاف أن التشكيك في شرعية الاستفتاء الذي أفضى إلى استقلال بلاده بنسبة 99.83% “لا يعدو كونه محاولة لإحياء أطماع قديمة تحت ستار روايات مشوهة”.

يأتي ذلك في وقت رصدت فيه تحركات عسكرية إثيوبية قرب الحدود، بالتوازي مع تعبئة عامة داخل إريتريا، ما يعكس سباقًا متسارعًا نحو عسكرة الأزمة. ويرى مراقبون أن الوضع يتجاوز مجرد الخلاف الثنائي، إذ يتقاطع مع تحولات إقليمية أوسع في منطقة القرن الأفريقي، حيث تتشابك الصراعات العرقية، والتحالفات السياسية المتقلبة، والطموحات البحرية في ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات.

ورغم تجربة السلام القصيرة التي جمعت آبي أحمد بالرئيس الإريتري إسياس أفورقي عام 2018، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت عودة التوتر، مدفوعة بملفات داخلية وإقليمية متشابكة. فإثيوبيا التي تواجه ضغوطًا داخلية عرقية وسياسية، تحاول إعادة صياغة موقعها الجيوسياسي بالضغط على جيرانها للوصول إلى البحر الأحمر، في حين ترى إريتريا أن أي مساس بموانئها يمثل تهديدًا وجوديًا لسيادتها ووحدة أراضيها.

ويحذر خبراء من أن استمرار التصعيد قد يدفع المنطقة إلى صراع إقليمي واسع، خاصة في ظل تداخل مصالح قوى دولية كبرى تسعى لترسيخ نفوذها في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »