82 ألف سوداني يعودون من مصر إلى السودان عبر مبادرة العودة الطوعية

كشفت لجنة العودة الطوعية التابعة لمنظومة الصناعات الدفاعية السودانية عن نجاح مشروع العودة الطوعية للسودانيين المقيمين في مصر، والذي أسهم حتى الآن في نقل أكثر من 82 ألف مواطن سوداني إلى أرض الوطن عبر رحلات القطارات والحافلات المجانية، في خطوة تعكس عمق الروابط التاريخية والأخوية بين شعبي مصر والسودان.
وانطلق صباح اليوم السبت من محطة مصر برمسيس القطار الخامس عشر ضمن رحلات العودة الطوعية، في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا متجهًا نحو محطة السد العالي بمحافظة أسوان، على أن يصل عند الساعة الحادية عشرة وأربعين دقيقة مساءً.
رحلات منتظمة لتلبية الإقبال المتزايد
تأتي هذه الرحلات استجابة للإقبال الكبير من السودانيين الراغبين في العودة إلى وطنهم، حيث يتم تنظيم ثلاث رحلات أسبوعيًا، مع توفير عربات إضافية لنقل الأمتعة وفرق فنية خاصة لمساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد بلغ عدد المسافرين على متن القطار الخامس عشر نحو 940 سودانيًا من بينهم معلمون وموظفو الطيران المدني ومزارعون، إضافة إلى مواطنين من أحياء الجريف غرب، الحلفايا، أم ضواً بان، سوبا شرق، العقليين، والمعيلق.
تصريحات رئيسة لجنة العودة الطوعية
وفي تصريح خاص لـ”أفرو نيوز 24″، أكدت المهندسة أميمة عبد الله رئيس لجنة العودة الطوعية، أن القطار الخامس عشر حمل على متنه نحو 940 مواطنًا سودانيًا، مشيرة إلى أن أعداد الركاب في الرحلات السابقة تراوحت بين 1000 و1200 مواطن.
وأضافت ” أن القطار الخامس عشر تميز بوجود عدد من موظفي الطيران المدني العائدين إلى السودان تمهيدًا لاستئناف أعمالهم استعدادًا لإعادة تشغيل مطار الخرطوم الدولي، إلى جانب مواطنين من مختلف الولايات السودانية.
وشددت المهندسة أميمة على أن المبادرة مستمرة في استقبال طلبات السودانيين الراغبين في العودة عبر الأرقام المعلنة، مؤكدة أن هذه الرحلات مجانية بالكامل ولا يتم فرض أي رسوم مالية عليها.
وأوضحت أن المطلوب فقط هو التزام الأسر السودانية بالضوابط المنظمة للرحلات، وعلى رأسها تحديد عدد الحقائب المسموح بها ومنع حمل الأجهزة الكهربائية، وذلك لتسهيل السفر وضمان راحة جميع الركاب.
لحظات إنسانية في محطة مصر
وشهدت محطة مصر صباح اليوم مشاهد إنسانية مؤثرة، حيث اختلطت دموع الوداع بعبارات الدعاء، وتعانقت الأيادي قبل انطلاق القطار. ولوّح المسافرون من النوافذ بينما علت أصوات الشوق إلى الأهل والوطن.
وقال محمد عبد الرحمن، أحد المعلمين على متن القطار: “نعود اليوم بعزيمة جديدة.. التعليم هو سلاحنا في معركة الإعمار”.
أما المزارع الحاج موسى أحمد من ولاية الجزيرة فقال: “الأرض تنتظرنا.. العودة ليست نهاية المطاف، بل بداية زرع جديد ودعم الإنتاج”.
كما عبّرت إحدى موظفات الطيران المدني قائلة: “العودة بالنسبة لي صفحة أمل.. نريد أن نرى السودان واقفًا من جديد”.
العودة الطوعية.. قطارات الأمل
بهذا تحولت قطارات العودة الطوعية من مجرد وسيلة سفر إلى رمز أمل جماعي، يجسد رغبة السودانيين في العودة إلى وطنهم والمشاركة في إعماره وبنائه من جديد، في وقت تواصل فيه المبادرة جهودها لنقل المزيد من العائلات السودانية الراغبة في العودة.



اقرأ المزيد