أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

الكاميرون:حراك في الانتخابات الرئاسية عقب انشقاق عيسى تشيروما وإنضمامه للمعارضة

في الكاميرون أعلن عيسى تشيروما باكاري، الوزير السابق والمتحدث السابق باسم الحكومة الكاميرونية، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 أكتوبر 2025، بعد تعيينه مرشحًا توافقيًا للمعارضة من قبل تحالف “الاتحاد من أجل التغيير 2025” في 13 سبتمبر، هذه الخطوة تُعد مفاجئة في المشهد السياسي الكاميروني، خاصةً كون تشيروما كان جزءًا من نظام الرئيس الحالي بول بيا لمدة 16 عامًا .

شغل تشيروما (74 عامًا) مناصب رفيعة، وزير الاتصال والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، وعضو البرلمان. كان يُعتبر من المقربين من الرئيس بول بيا قبل انشقاقه وفي خطاب ترشحه، وجه تشيروما انتقادات لاذعة لنظام بيا، قائلًا: “الدولة لا يمكن أن تكون أداة لخدمة شخص واحد”، مما يعكس قطيعة تامة مع ولائه السابق .

لكن رغم ذلك رفض 10 مرشحين آخرين الانسحاب لصالح تشيروما، مما يحول التوافق إلى مجرد تأييد لمرشح واحد دون توحيد حقيقي للمعارضة حيث يُعتبر موريس كامتو، زعيم حركة “نهضة الكاميرون”، من أبرز المعارضين المستبعدين بسبب عقبات قانونية، مما أفقد المعارضة مرشحًا جماهيريًا قويًا .

في المقابل يتمتع بول بيا (92 عامًا) الذي يحكم منذ 1982 بسلطة مطلقة، مدعومًا بأجهزة أمنية موالية ودستور يلغي حدود الولاية الرئاسية، ويسيطر على مؤسسات الدولة ويُتهم بتزوير الانتخابات السابقة (كسب بيا بنسبة 90% في 2018) هذا الوضع يهدد السلام الاجتماعي للبلاد فهناك العديد من المناطق الناطقة بالإنجليزية (مثل أمبازونيا) تشهد نزاعًا مسلحًا منذ 2016،  resulting   في نزوح آلاف وتصعيد العنف ، كما تنشط جماعة بوكو حرام على الحدود مع نيجيريا، مما يزيد من عدم الاستقرار  وهو ما يتسبب في حدوث أزمة اقتصادية فهناك 40% من السكان تحت خط الفقر رغم ثروات البلاد النفطية، مما يضعف ثقة الناخبين في النظام .

لكن كيف ينظر الناخب في الكاميرون لنوايا تشيروما

بسبب ماضيه كجزء من النظام، يواجه تشيروما تشكيكًا في صدقه الديمقراطي، البعض يرى ترشحه محاولة لاحتواء المعارضة بدلاً من تغيير حقيقي .

ورغم ما سبق فهناك بعض العوامل قد تعزز فرصه، منها قبوله لشروط التحالف (ولاية رئاسية واحدة، مراجعة شاملة للدولة) جعله المرشح الوحيد الذي حظي بدعم 50 منظمة سياسية ومجتمعية خطابه الجديد “بالأمل والمصالحة” قد يجذب الشباب والناخبين الراغبين في التغيير .

وكذلك وجود انشقاقات في النظام الحاكم فإنضمام وزير آخر وهو (بيلو مايجيري، وزير السياحة) إلى المعارضة يعكس تآكل التحالفات الداعمة لبيا ، وكذلك الشائعات حول صحة بيا (92 عامًا) تثير مخاوف حول استمراريته، وكذلك الضغوط الدولية والمحلية، فالأمم المتحدة حذرت من تدهور الحريات العامة ودعت لانتخابات حرة، و الاحتجاجات الاجتماعية بسبب الفقر والتهميش قد تزيد الدعم للمعارضة .

السيناريو الأرجح: وفقًا لمراقبين، النظام الحاكم لا يزال مسيطرًا، وتشتت المعارضة يعزز فرص بيا في الفوز بجولة واحدة، فرص تشيروما تبقى محدودة دون توحيد كامل للمعارضة ودعم جماهيري واسع، خاصة في المناطق الشمالية ذات الثقل الانتخابي .

حيث تركز حملة تشيروما على “المصالحة الوطنية” وانتقاد فساد النظام، لكنها تواجه تحديات وتضييق أمني، والنظام يقوم بحظر أنشطة سياسية لمنافسين (مثل حزب الجبهة الوطنية) وتوجيه اتهامات لهم لكن هناك نحو 2.5 مليون ناخب في الشمال قد يكونون حاسمين، لكن انقسامهم بين تشيروما ومايجيري يفيد بيا، لكن الضغوط الشعبية والدولية قد تفتح الباب لمفاجآت إذا استطاع تشيروما توحيد الصفوف وإقناع الكاميرونيين بجدية مشروعه الإصلاحي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »