بوركينا فاسو : بعثة الأزهر الشريف تبدأ تدريس اللغة العربية وعلوم الدين والشريعة الإسلامية في عموم المدارس والجامعات

استضاف سعادة السفير محمد الغزاوي، سفير جمهورية مصر العربية المعتمد لدى بوركينا فاسو، يوم الأحد ١٩ سبتمبر الجاري، بعثة مكونة من خمسة وعشرين مبعوثًا من الأزهر الشريف، وذلك في مقر إقامته بالعاصمة واغادوجو. وجاءت هذه الاستضافة تلبيةً للتكليف الرسمي لهؤلاء المبعوثين بمهمة رفيعة المستوى، تشمل نشر وتعليم اللغة العربية وعلوم الدين والشريعة الإسلامية وعلم التجويد، إلى جانب تدريس مجموعة من العلوم التطبيقية الحديثة كالفيزياء والجغرافيا والرياضيات.
وسيعمل هؤلاء المبعوثون ضمن مؤسسات التعليم العالي والمدارس والمراكز الثقافية والدينية المنتشرة في مختلف أنحاء بوركينا فاسو، بما يشمل العاصمة والمحافظات الداخلية على حد سواء. وتأتي هذه البعثة العلمية تجسيدًا حيًا للدور الريادي التاريخي الذي يضطلع به الأزهر الشريف، بوصفه منارة علمية وإسلامية معتدلة، في عمق القارة الأفريقية.
وفي إطار اللقاء، تم عقد جلسة عمل مُثمرة تم خلالها استعراض الاحتياجات التعليمية والتدريبية الملحة للجامعات والمدارس والمراكز الدينية الشريكة في بوركينا فاسو. وبناءً على ذلك، وبعد التعرُّف على التخصصات الدقيقة لكافة أفراد البعثة، سيتم توزيعهم بشكل استراتيجي يراعي أولويات واحتياجات المؤسسات البوركينية المستقبلة، وذلك لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الخبرات المصرية المتميزة في هذه المجالات كافة.
هذا، وتمثل هذه البعثة أحد أبرز أوجه القوة الناعمة المصرية الفاعلة في المحيط الخارجي، والتي تسهم بشكل مباشر في تعزيز الحضور المصري الإقليمي والدولي.
وعلى صعيد متصل، وفي إطار حرص الدبلوماسية المصرية على دعم وتعزيز أواصر التعاون، احتفت السفارة المصرية في واغادوجو مساء اليوم السابق (السبت ١٨ سبتمبر) بالمبعوثين والأئمة، في حفل لتكريمهم وتقدير الجهود البنَّاءة التي يبذلونها.
ويركز دورهم على نشر التعاليم الصحيحة للإسلام السمحة، وترسيخ قيم التسامح والسلام والتعايش المشترك، والمساهمة في الجهود الوطنية والإقليمية الرامية إلى مكافحة الفكر المتطرف ودحض الخطاب الديني المُغلوط.
ويأتي هذا التنسيق المتكامل، بما في ذلك الاحتفاء والتخطيط الاستراتيجي، انعكاسًا للتنسيق المستمر والتعاون الوثيق بين وزارة الخارجية ووزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر الشريف. كما يعبِّر عن حرص هذه المؤسسات الوطنية المشترك على توحيد الجهود لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة، وهو ما يخدم في نهاية المطاف المصلحة الوطنية العليا لمصر ويعزِّز مكانتها المرموقة كقائدة في العالمين العربي والإسلامي، ودورها المحوري كشريك تنموي وتعليمي أساسي في القارة الأفريقية.