الرأي

هبة زعطوط تكتب : تداعيات أزمة تصريحات السفير التركى بـ الجزائر

إن الاجراء الذى اتخذته تركيا بحذف مقطع من تصريح سفير دولة تركيا بـ الجزائر والذى إدعى فيه أن نسبة 20:5% من الجزائريين من أصول تركيه هو اجراء يتصف بالحنكه السياسيه ، هذا التصريح كاد أن يتسبب فى أزمه دبلوماسيه بين تركيا و الجزائر وهو تصريح سبق استخدامه كثيرا فى الدبلوماسيه العالميه وكانت تتباين نتائجه بين الايجابيه و السلبيه ، ولكن لماذا كل هذه الحساسيه من هذا التصريح ؟

إن الجزائر و دول المغرب بشمال إفريقيا تعرضوا إلى هجمات ممنهجه لطمس هويتهم وتاريخهم فى الماضى و الحاضر من المحتلين لأراضى دول شمال إفريقيا على اختلافهم و يعد أعلى معدل لهذه الهجمات منذ اندلاع “الربيع العربى” حيث ادعت لجان الكترونيه على وسائل التواصل الاجتماعى اجراء عدة تحاليل للحمض النووى لسكان دول شمال إفريقيا وأثبت أنهم من أصول اوربيه أو أصولهم ترجع إلى المستعمريت القدماء لهم  , كما أطلقوا حملة “اعرف نفسك” على تطبيق الفيس بوك التي تدعوا سكان شمال إفريقيا لمشاهده بعض الصور لأطراف ووجوه الشعوب القديمه الأوروبية و للمحتلين لاراضيهم قديما ومن تتشابه أطراف جسده مع أى من هذه الصور يعرف أنه ينتمى لهذه الشعوب وليس لشعب شمال إفريقيا  , وحديثا اضيفت  “الحركه المركزيه الافريقيه” المعروفه باسم “الافروسنترك” التى تكونت فى ثمانينات القرن الماضى وحركة “مازيكو” الأقل شهره وغيرهم ممن يدعون أن السكان الاصليين لشمال إفريقيا هم الزنوج فقط ويطالبون بتعديل التاريخ و عقد الندوات لنشر ما يدعون عالميا ، ولا يمكن أن نغفل التيار العربى والذى نسب كل الفتوحات و الانتصارات و العلماء و المشاهير و تراث دول المغرب اليه .

نتيجه لذالك تولد حراك شعبى فى دول المغرب  للحفاظ على الهويه الأمازيغيه لهم و آخر للحفاظ على الهويه العربيه الحقيقيه وهو لا ينتمى إلى التيار العربى ، وكان يجب على سيادة السفير / محمد مجاهد كوتشوك يلماز  أن يدرك أزمة الهويه التى تتعرض لها الجزائر وكافة دول المغرب ومدى حساسية كلماته قبل أن يدلى بتصريحه الذى انقسم تحليله إلى قسمين الاول يراه حسن النيه وأنه يهدف إلى التقرب من الشعب الجزائرى لبناء مستقبل قوى بين الشعبين – وهناك من يرى أنه تقليد قديم كان متبع فى الدول الاستعماريه الكبرى قديما مثل [تركيا – المانيا – بريطانيا ] فهم يرون أنفسهم الجنس الأفضل و الأرقى وعندما يدعون أن فرد أو شعب ينتمى نسبه إليهم فهم بذلك يكرمونه ويرفعون من مكانته .

وعلى الجانب الآخر القسم الذى يفترض سوء النيه حيث يرون أن تلك التصريحات تعدى على الهويه الجزائريه – وآخرين وجدوا أن التصريح مداعبه ودعم خفى لتيار الإسلام السياسى بالجزائر الذي يطالب لسنوات بعودة الخلافه الإسلاميه فى الجزائر و جميع الدول العربيه والإسلاميه تحت قيادة تركيا كما كان فى الحكم العثمانى ، وأن هذا الإدعاء سيجلب كثير من المؤيدين لهم بعد أن تراجعت شعبيتهم فى السنوات الأخيره وقد حسم العلم كل هذه الادعاءات بتأكيد أن الأمازيغ و الفراعنه هم السكان الأصليين لدول شمال إفريقيا وقد امتزج جنسهم بالعديد من الشعوب على مر العصور مثلهم مثل باقى شعوب العالم ومازال نسلهم يستوطنون شمال إفريقيا إلى اليوم ومن العلوم التى استخدمت لاجراء تلك الدراسات  , Anthropology الانثربولوجيا  – Demography الديموجرافيا .

 

إقرأ المزيد :

هبة زعطوط تكتب : 13 يناير بداية السنة الأمازيغية 2975 .. فما هى؟؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »