خبير سوداني : قرار الحكومة السودانية بمراجعة ملف سد النهضة الخطوة الايجابية الوحيدة منذ بدء المفاوضات حول السد

اعتبر الدكتور أحمد المفتي الخبير السوداني في القانون الدولي والعضو الأسبق في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي أن إعلان رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، أن حكومته ستجري دراسة معمقة ومراجعة تفصيلية لملف سد النهضة بالتنسيق مع كل من مصر وإثيوبيا، بما يحقق المصالح المشتركة ويمنع أي أضرار مستقبلية على السودان , خطوة في الاتجاه الصحيح تتخذها الحكومة السودانية تجاه سد النهضة الإثيوبي .
وقال الدكتور أحمد المفتي أنه سبق أن وجه عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي ” فيس بوك ” , رسالة مفتوحة للدكتور كامل ادريس ، دعاه فيها للدخول إلي التاريخ من أوسع أبوابه بمعالجة حقوق السودان المائية التي أضاعتها مفاوضات سد النهضة , مشيرا إلي التصريحات الصادرة اليوم عن الدكتور كامل إدريس بأن حكومته سوف تجري مراجعات حول مآلات سد النهضة مع دولتي مصر وإثيوبيا .
وأشاد المفتي بتصريحات رئيس الحكومة السودانية , مؤكدا أنها الخطوة الايجابية الوحيدة ، التي اتخذتها حكومة السودان منذ بدء مفاوضات سد النهضة عام 2011 .
وقال الخبير السوداني في القانون الدولي والعضو الأسبق في مفاوضات سد النهضة ” ننصح بضرورة تحديد ” المراجعات المطلوبة ” ، بصورة علمية وعلي وجه الدقة وباولويات محددة ، قبل التواصل مع مصر أو إثيوبيا ، حول هذا الملف .
كان الدكتور أحمد المفتي الخبير السوداني في القانون الدولي والعضو الأسبق في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي أكد في تصريحات خاصة لـ ” أفرو نيوز 24 ” أن الفيضانات الضخمة التي يشهدها السودان في الوقت الراهن سببها سد النهضة بنسبة 100% ، داعيا الحكومة السودانية برئاسة الدكتور كامل إدريس لمطالبة إثيوبيا بتعويض المواطنين السودانيين المتضررين من الفيضانات التي سببها السد الإثيوبي تعويضا عادلا وفوريا .
وفي رده علي سؤال ل ” أفرو نيوز 24″ حول مدي التزام حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بالاتفاق الذي وقعته مع السودان بشأن ملء وتفريغ السد الإثيوبي ، قال الدكتور أحمد المفتي ” لم يحدث ان التزمت إثيوبيا بأي اتفاقية مع السودان منذ العام 1902 ، حتي إعلان مبادئ سد النهضة لسنة 2015 الذي أعدته لم تلتزم به .
وفي رسالة مفتوحة وجهها الدكتور أحمد المفتي الخبير السوداني في القانون الدولي عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ، للدكتور كامل ادريس ، رئيس الوزراء السوداني أكد المطلوب شروع الحكومة فورا ، في تنفيذ ترتيبات هندسية تستوعب كل تدفق للمياه غير مرغوب فيه من سد النهضة .
وقال المفتي ” لاشك أن تحذير المواطنين ، من فيضانات سد النهضة ، التي تطلقها وزارة الموارد المائية ، تساعد المواطنين المعنيين ، علي تقليل الخسائر ، مضيفا ” وفي منشورنا السابق رقم 5727 ، طالبنا بإجراء ما يلزم من تحقيقيات للمساءلة الجنائية والمدنية ، والإدارية في حالة وجود سوء تقدير أو اهمال أو ما هو أخطر من ذلك .
وتابع ” كما طالبنا في ذات المنشور ، بمطالبة إثيوبيا بتعويض المواطنين المتضررين ، تعويضا عادلا وفوريا .
وأوضح الخبير السوداني في القانون الدولي أنه ومع التأكيد علي كل ما طالب به ، فإنه ينبغي علي الحكومة السودانية بالتعاون مع إثيوبيا في الشروع فورا في اتخاذ ترتيبات احترازية تستوعب كل مياه زائدة عن الحاجة يطلقها سد النهضة عن قصد أو بسبب خارج عن الإرادة .
وقال ” وبما أنه لا خبرة لنا في ذلك المجال الهندسي فإننا نتخيل أن تكون تلك الترتيبات ، عملا هندسيا ضخما ، يوجه كل مياه زائدة عن الحاجة ، إلي مناطق مناسبة ، في سهل البطانة ، أو صحاري أم درمان ، أو خلافه ، بحيث تتحول المياه الزائدة عن الحاجة ، من نقمة إلي نعمة ، ويزول التهديد السنوي للفيضانات .
وأضاف ” ولا نستبعد وجود مستثمرين لديهم استعداد لتمويل تلك الترتيبات الهندسية الضخمة مقابل جزء من الفائدة التي يمكن أن تحققها تلك الترتيبات .
واعتبر الدكتور أحمد المفتي أن استسلام الحكومة السودانية للأمر الواقع والاكتفاء بالتحذيرات كما تفعل حاليا فإنه قصور تتحمل الحكومة وزره ولا يقل فداحة عن التفريط في حقوق السودان المائية الذي جعل السودان يتحمل وحده سلبيات سد النهضة .
وأكد أن تنفيذ تلك الترتيبات الهندسية سوف يجعل من الدكتور كامل إدريس أعظم الرجال الذين حكموا السودان ويخلد اسمه بأحرف من نور ، حتي ولو لم ينجز أي عمل خلاف ذلك .
وأكد رئيس الوزراء، دكتور كامل إدريس إهتمام السودان وحكومة الأمل المدنية بقضية مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، مشيرًا إلى متابعة الحكومة لملف سد النهضة ومياه النيل بشكل وثيق، وكشف عن تنسيق مع دولتى مصر وإثيوبيا بخصوص الملف لتحقيق المصالح المشتركة.
وأكد رئيس الوزراء في منبر التنوير الأسبوعي لوزارة الثقافة والإعلام الذي نظمته وكالة السودان للأنباء ببورتسودان عقب وصول وفد السودان من نيويورك اليوم، ان الحكومة السودانية ستجرى دراسة معمقة ومراجعة تفصيلية للملف مع الدولتين، مشيرًا إلى علاقات التعاون التي تربط السودان بالبلدين، منوهًا إلى حرص السودان على منع وقوع أي أضرار مستقبلية.
إقرأ المزيد :