شهدت نيجيريا تراجعًا حادًا في إنتاجها من النفط والغاز خلال الأيام الماضية بسبب إضراب وطني قصير قادته نقابة عمال النفط (بينحاسان)، احتجاجًا على فصل أكثر من 800 عامل نقابي من مصفاة دانجوتي، أكبر مصفاة لتكرير النفط في إفريقيا بقدرة تصل إلى 650 ألف برميل يوميًا.
الإضراب، الذي بدأ في 28 سبتمبر، أدى إلى خسائر مباشرة في إنتاج النفط الخام بلغت نحو 283 ألف برميل يوميًا، أي ما يعادل 16% من إنتاج نيجيريا الوطني، إضافة إلى تراجع إنتاج الغاز الطبيعي بمعدل 1.7 مليار قدم مكعب قياسي يوميًا، وفقًا لتقرير صادر عن شركة النفط الوطنية النيجيرية (NNPC).
كما تسبب الإضراب في توقف ما يزيد عن 1200 ميجاواط من توليد الكهرباء، نتيجة النقص في إمدادات الغاز.
تعطّل المرافق الرئيسية وخسائر التصدير
الإضراب شلّ عدداً من المرافق الاستراتيجية، من بينها:
- وحدة بونجا العائمة للإنتاج التابعة لشركة شل.
- محطة أوبن للغاز.
- تأخر إعادة تشغيل خطي الغاز الطبيعي المسال النيجيري رقم 5 و6.
- اضطرابات في شبكات النقل الأوسط.
كذلك، تأخرت عمليات تحميل النفط الخام نحو مصفاة دانجوتي ومحطات التصدير الرئيسية مثل أكبو، براس، وإيجينا، ما أدى إلى تكبد المشغلين تكاليف إضافية بسبب غرامات التأخير. وأكد التقرير أن الإضراب تسبب أيضًا في تأجيل ما لا يقل عن خمس عمليات صيانة ومشاريع حيوية في قطاع الطاقة.
تحذيرات رسمية وخطط طوارئ
حذرت شركة النفط الوطنية النيجيرية من أن استمرار الإضراب كان سيشكل “خطرًا حقيقيًا على أمن الطاقة الوطني”، مشيرة إلى أن البلاد تعرضت بالفعل إلى خسائر مالية كبيرة بسبب الشحنات المفقودة وتراجع مبيعات الغاز.
وأوضحت الشركة أنها قامت بتفعيل خطط استمرارية الأعمال، مع نشر موظفين غير نقابيين لتأمين استمرارية العمليات وتقليل الخسائر.
تعليق الإضراب بعد وساطة حكومية
وبعد عدة أيام من التوتر، أعلنت النقابة تعليق الإضراب عقب مفاوضات بوساطة الحكومة النيجيرية مع إدارة مصفاة دانجوتي، ما ساهم في تقليل المخاطر المباشرة على الإمدادات.
غير أن شركة النفط الوطنية النيجيرية أكدت أن الأزمة كشفت عن نقاط ضعف هيكلية في قطاع الطاقة، قد تجعل البلاد عرضة لأزمات مستقبلية إذا لم تتم معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات العمالية وتعزيز استقرار الإمدادات.
إقرأ المزيد :
