أخبار عاجلةاخبار افريقياشرق إفريقياشرق افريقيا

آخر التطورات في مدغشقر .. الرئيس راجولينا يحل البرلمان والجيش ينفي اتهامات الاغتيال وفرنسا تدخل علي الخط

تتسارع الأحداث في مدغشقر بوتيرة متلاحقة، وسط تصاعد حدة التوتر السياسي والأمني، حيث أعلن الرئيس أندريه راجولينا حل البرلمان، بينما خرج الجيش ببيان رسمي نافياً ما وصفه بادعاءات الرئيس حول نية بعض قادته “إيذاءه”، في وقت دخلت فيه فرنسا على خط الأزمة السياسية التي تهز المستعمرة الفرنسية السابقة، داعية إلى الحفاظ على النظام الدستوري واستمرارية المؤسسات في البلاد.

🔹 قرار حل البرلمان وسط توتر سياسي متصاعد

أعلنت رئاسة جمهورية مدغشقر في مرسوم رسمي عن حل الجمعية الوطنية، وذلك بالتزامن مع انعقاد جلسة برلمانية اليوم /الثلاثاء/ لبدء إجراءات عزل الرئيس أندريه راجولينا على خلفية اتهامات بتخليه عن مسؤولياته الدستورية.
وقال الرئيس راجولينا في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقًا):

“قررت حل مجلس الأمة وفقاً للدستور. هذا القرار ضروري لاستعادة النظام في أمتنا وتعزيز الديمقراطية. يجب أن يُسمع صوت الشعب مجددًا… أفسحوا المجال للشباب”.

وأكد راجولينا في كلمته أن قراره يأتي استجابة للمطالب الشعبية بضرورة التغيير وإعادة الاستقرار إلى البلاد، مشددًا على أن “استعادة النظام الديمقراطي لا يمكن أن تتحقق إلا عبر احترام الدستور”.

 راجولينا يختبئ بعد اتهامه الجيش بمحاولة اغتياله

وفي أول تصريح علني بعد غياب عدة أيام، قال الرئيس أندريه راجولينا في بث مباشر على منصة “فيسبوك” إنه لجأ إلى “مكان آمن” بعد تلقيه تهديدات مباشرة لحياته، مشيرًا إلى أن “مجموعة من العسكريين والسياسيين خططوا لاغتياله”.
وأضاف الرئيس البالغ من العمر 51 عامًا: اضطررت إلى البحث عن مكان آمن لحماية حياتي. في كل ما يجري لم أتوقف يومًا عن البحث عن حلول. السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة هو احترام الدستور”.

وشدد راجولينا على أنه لن يستقيل من منصبه، داعيًا إلى “احترام القانون وعدم الانجرار وراء محاولات الانقلاب على الشرعية الدستورية”.
وكانت احتجاجات واسعة قد اندلعت في البلاد منذ 25 سبتمبر الماضي، احتجاجًا على الانقطاعات المتكررة للمياه والكهرباء، قبل أن تتطور إلى تظاهرات سياسية حاشدة تطالب برحيله بسبب تفشي الفساد وارتفاع معدلات البطالة وتدهور الأوضاع المعيشية.

 الجيش ينفي “ادعاءات الاغتيال” ويؤكد ولاءه للدستور

من جانبها، رفضت وحدة عسكرية قوية في الجيش الملغاشي، تُعرف باسم وحدة كابسات، مزاعم الرئيس بشأن نيتها إيذاءه.
وقالت العقيد راندريانيرينا مايكل من الوحدة، في تصريحات لـ”بي بي سي”، إن “هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة”، مضيفا :”الجيش لم يكن لديه أي نية لإيذاء حتى شعرة واحدة على رأس الرئيس”.

وأكد مايكل أن القوات المسلحة تلتزم بدورها الوطني ولا تتدخل في الشؤون السياسية، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار من أجل مصلحة الوطن.

وكان عدد من جنود وحدة كابسات قد غادروا ثكناتهم يوم السبت الماضي وانضموا إلى صفوف المتظاهرين في العاصمة أنتاناناريفو، مما شكل تحديًا كبيرًا لسلطة الرئيس راجولينا، الذي وصف تلك التحركات بأنها “محاولة للاستيلاء على السلطة بشكل غير قانوني”.

 فرنسا تتابع الأزمة وتدعو إلى الحفاظ على النظام الدستوري

وفي أول رد فعل فرنسي رسمي على التطورات السياسية في مدغشقر مستعمرتها السابقة ، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده تتابع عن كثب ما يجري في المستعمرة السابقة، داعيًا جميع الأطراف إلى الحفاظ على النظام الدستوري واستمرارية مؤسسات الدولة.
وفي تصريحات له في ختام قمة شرم الشيخ للسلام حول غزة، قال ماكرون:”السكان في مدغشقر هم أول الضحايا في حال انتهاك النظام الدستوري. نحن نؤكد على ضرورة احترام القوانين واستمرار المؤسسات الشرعية”.

وأضاف الرئيس الفرنسي ” أنه ينظر إلى “شباب مدغشقر بإعجاب ومودة، فهم مهتمون بالسياسة ويرغبون في حياة أفضل، وهذا أمر جيد جداً”، مشيرًا إلى أن باريس مستعدة لدعم أي جهود تهدف إلى تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد.

 تعليق الرحلات الجوية بين باريس وأنتاناناريفو

وفي تطور يعكس تدهور الوضع الأمني في مدغشقر، أعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) اليوم /الثلاثاء/، تمديد تعليق رحلاتها بين مطار باريس شارل ديجول ومطار أنتاناناريفو حتى يوم الجمعة القادم على الأقل.
وقالت الشركة، في بيان نقلته صحيفة لو فيجارو الفرنسية، إن “استئناف العمليات سيبقى رهناً بتقييم يومي للوضع الأمني على الأرض في مدغشقر”، مؤكدة أن “سلامة الركاب وأفراد الطاقم تظل أولوية قصوى”.

وأوضحت الشركة أنها ستخطر جميع العملاء الذين ألغيت رحلاتهم بشكل فردي، وستوفر لهم خيارات لإعادة الحجز أو استرداد الأموال.
وفي السياق نفسه، أعلنت شركة طيران أوسترال الفرنسية – التي تتخذ من جزيرة ريونيون مقراً لها وتخدم مدغشقر – أنها ستبقي رحلاتها مؤقتاً، مع استمرار مراقبة الوضع عن كثب.
وكانت “إير فرانس” قد علّقت رحلاتها إلى مدغشقر منذ السبت الماضي وحتى أمس /الاثنين/، قبل أن تمدد التعليق نتيجة تزايد المخاطر الأمنية.

من هو الرئيس راجولينا ومسيرته السياسية

يُعد أندريه راجولينا من أبرز الوجوه السياسية في مدغشقر، وهو رجل أعمال ودي جي سابق، دخل معترك السياسة في وقت مبكر.
في عام 2007، انتُخب رئيسًا لبلدية العاصمة أنتاناناريفو، وذاع صيته بسرعة بفضل نشاطه وحملاته الشبابية الحيوية.
وفي عام 2009، قاد انقلابًا مدعومًا من الجيش أطاح بالرئيس آنذاك مارك رافالومانانا، ليصبح في سن الرابعة والثلاثين أصغر زعيم في أفريقيا.

حكم راجولينا البلاد أربع سنوات، ثم عاد إلى السلطة بعد فوزه في انتخابات عام 2018، وأُعيد انتخابه مجددًا في عام 2023 في انتخابات قاطعتها المعارضة واعتبرتها غير نزيهة.
ورغم أن صورته كانت في البداية رمزا للشباب والطموح السياسي، فإن شعبيته تراجعت بسبب اتهامات واسعة بـ”المحسوبية والفساد وسوء الإدارة”، إضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد.

 الأزمة الحالية تهدد استقرار الجزيرة

تعيش مدغشقر أكبر جزر قارة إفريقيا  اليوم واحدة من أخطر أزماتها السياسية منذ أكثر من عقد، وسط انقسام حاد بين مؤسسات الدولة وتصاعد الغضب الشعبي ضد السلطة.
ويخشى المراقبون أن تتطور الأزمة إلى صدام مباشر بين الجيش والرئاسة في حال فشل جهود الوساطة الدولية.

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يبقى مستقبل الرئيس أندريه راجولينا غامضًا، خاصة في ظل استمرار التظاهرات ورفض المعارضة الاعتراف بشرعيته، بينما يراقب المجتمع الدولي تطورات الموقف عن كثب.

إقرأ المزيد :

الأوضاع في مدغشقر إلي مزيد من الغموض : الرئيس راجولينا يختبئ في “مكان آمن” والمعارضة تتحرك لعزله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »