مجزرة جديدة تهز إثيوبيا: مقتل أكثر من 25 مدنيًا بينهم نساء وأطفال في هجوم دموي

تصاعد العنف في نونو… واتهامات لميليشيا “فانو” بتنفيذ الهجوم
كشفت تقارير إعلامية إثيوبية عن مقتل أكثر من 25 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، في هجوم مسلح دامٍ وقع مساء 19 أكتوبر 2025 في منطقة نونو التابعة لإقليم شيوا الغربية في منطقة أوروميا، غربي إثيوبيا.
ووفقًا لشهادات سكان محليين لـ ” صحيفة أديس ستاندرد ” ، فإن الهجوم نفذه مسلحون يُعتقد أنهم من ميليشيا فانو، الذين ظهروا مؤخرًا في المنطقة، في تصعيد جديد للعنف الطائفي والمجتمعي المتزايد في البلاد.
شهود عيان: “الهجوم كان عشوائيًا واستهدف الجميع دون تمييز”
قال أحد سكان المنطقة ويدعى إيبسا جمال (اسم مستعار لأسباب أمنية)، إن المهاجمين قدموا من منطقة غوراج بوسط إثيوبيا، وشنوا غارة مفاجئة على قرية ألو دينكي، متنقلين من منزل إلى آخر وقتلوا المدنيين بوحشية.
وأضاف أن المسلحين استخدموا أسلحة بيضاء ونارية، وبدأوا الهجوم قرابة الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، مؤكدًا أن “بعض العائلات أُبيدت بالكامل”، ومن بين الضحايا عائلتا قاسم ممو والشيخ محمد حسن.
شاهد آخر قال إن المهاجمين بدأوا باستخدام السكاكين قبل إطلاق النار بكثافة، مشيرًا إلى أن 29 جثة تم دفنها في اليوم التالي للهجوم، بينما نُقل ستة مصابين لتلقي العلاج، ولا يزال مصير امرأتين مجهولًا حتى الآن.
زعيم مجتمعي بارز وعائلات بأكملها من بين القتلى
أفادت التقارير أن من بين الضحايا شامبال مولو، وهو مزارع وزعيم مجتمعي معروف في المنطقة، قُتل مع جميع أفراد أسرته.
وأكد السكان أن الضحايا دفنوا في مقابر المسلمين والكنيسة الأرثوذكسية بقرية هالو دينكي، في مشهد جسّد وحدة الحزن بين مكونات المنطقة.
قوات الأمن تصل بعد فوات الأوان
قال السكان المحليون إن المنطقة كانت تعيش هدوءًا نسبيًا قبل الحادث، لكن قوات الأمن لم تتمكن من التصدي للهجوم بسبب التسليح القوي للمهاجمين.
وأشار شهود إلى أن المهاجمين فرّوا باتجاه مديرية أبيشقي بعد تنفيذ الجريمة، بينما انتشرت القوات الفيدرالية في المنطقة لإعادة الاستقرار.
وأوضح إيبسا جمال أن محاولات السلطات المحلية لمعالجة الأزمة لا تزال محدودة، فيما لم تصدر السلطات الإقليمية أو الفيدرالية أي بيان رسمي حتى الآن رغم محاولات متكررة من الصحيفة للتعليق.
تكرار المأساة: هجمات متتالية في نونو خلال الأعوام الأخيرة
ويأتي هذا الهجوم بعد أشهر قليلة من مجزرة يوليو الماضي، التي أسفرت عن مقتل 16 مدنيًا بينهم رضيع يبلغ من العمر 6 أشهر في منطقة كوندالا المجاورة، وسط اتهامات مماثلة لميليشيا فانو.
وعلى الرغم من نفي الجماعة المسلحة تورطها في أحداث يوليو، فإنها أقرت بوجود مقاتليها في عدة مناطق من أوروميا، منها غرب شيوا حيث وقع الهجوم الأخير.
سجل دموي في نونو: حفلات زفاف تتحول إلى مآتم
لم تكن هذه المذبحة الأولى في المنطقة، إذ شهدت نونو خلال السنوات الأخيرة سلسلة من الهجمات الدامية. ففي يونيو 2024، قُتل 24 شخصًا في هجوم استهدف حفل زفاف، أُحرق خلاله العشرات داخل القاعة، وفق تأكيدات رسمية آنذاك.
كما شهدت المقاطعة في مارس 2022 مقتل أربعة أفراد من عائلة واحدة وتدمير أكثر من 40 منزلًا للمزارعين.
قلق دولي متزايد من اتساع رقعة العنف الإثيوبي
تثير هذه الهجمات المتكررة مخاوف من عودة البلاد إلى دوامة العنف العرقي التي أرهقت إثيوبيا خلال السنوات الأخيرة، رغم جهود الحكومة الفيدرالية لنزع سلاح الجماعات المتمردة وتعزيز الأمن في المناطق الريفية.
ويرى مراقبون أن استمرار الهجمات في أوروميا وغرب شيوا يشكل تحديًا كبيرًا أمام جهود المصالحة الوطنية، ويهدد بمزيد من الانقسامات داخل المجتمع الإثيوبي.
إقرأ المزيد :
الرئيس السيسي: مصر لن تقف مكتوفة الأيدى، أمام النهج غير المسئول الذى تتبعه إثيوبيا