أخبار عاجلةاخبار افريقياجنوب افريقيا

بعد لقاء نائب وزير الخارجية السعودي بالملك مسواتي الثالث .. تعرف علي مملكة إسواتيني

بعد لقاء ملك مملكة إسواتيني الملك مسواتي الثالث اليوم بنائب وزير الخارجية السعودية وليد الخريجي وذلك خلال الزيارة الرسمية الذي يقوم بها المسؤول السعودي رفيع المستوي للعاصمة الإسواتيني لوبامبا , ذات عمليه البحث عن مملكة إسواتيني .

ويستعرض ” أفرو نيوز 24 ” في التقرير التالي عدد من المعلومات عن مملكة إسواتيني التي رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها، تظل تلك المملكة واحدة من أكثر الدول الإفريقية تميزًا من حيث حفاظها على تراثها وثقافتها التقليدية، وتمسكها بنظامها الملكي الفريد في القارة السمراء , فهذه المملكة الصغيرة الواقعة في قلب الجنوب الإفريقي استطاعت أن تحافظ على هويتها الثقافية والسياسية وسط موجات التغيير التي اجتاحت القارة خلال العقود الماضية، لتصبح نموذجًا مدهشًا في التوازن بين الأصالة والتحديث.

الموقع الجغرافي والمساحة والسكان

تقع إسواتيني – التي كانت تُعرف سابقًا باسم سوازيلاند – في الجنوب الشرقي من قارة إفريقيا، وتحدها جنوب إفريقيا من الشمال والغرب والجنوب، بينما تحدها موزمبيق من الشرق. تتميز بموقع استراتيجي يربط بين الداخل الإفريقي وساحل المحيط الهندي عبر الأراضي الموزمبيقية.

تبلغ مساحة المملكة نحو 17,364 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها واحدة من أصغر دول القارة الإفريقية , ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.2 مليون نسمة وفق تقديرات عام 2025، يعيش أغلبهم في المناطق الريفية، ويعتمدون على الزراعة وتربية الماشية كمصدر رئيسي للعيش.

العاصمة السياسية والإدارية هي مبابان، في حين تُعد لوبامبا العاصمة الملكية والبرلمانية، ما يعكس الطابع المزدوج لنظام الحكم الذي يجمع بين التقاليد الملكية والمؤسسات الحديثة.

القبائل والسكان الأصليون

ينتمي غالبية سكان إسواتيني إلى القبائل السوازية، وهي قبيلة تنحدر من أصول البانتو الذين استقروا في المنطقة منذ قرون طويلة ,  وتمثل هذه القبيلة الركيزة الأساسية في الحياة الاجتماعية والسياسية للمملكة، حيث لا تزال العادات والتقاليد القبلية تُمارس بشكل واسع في المناسبات الوطنية والاحتفالات الرسمية.

وتحافظ القبائل السوازية على طقوسها التراثية في الزواج والمهر والاحتفالات الموسمية مثل احتفال “أومهلانغا” أو رقصة القصب، وهو أحد أهم المهرجانات الثقافية التي تشهد مشاركة واسعة من النساء والفتيات في أجواء احتفالية تعكس الهوية الإفريقية الأصيلة.

نظام الحكم والقيادة الملكية

تُعد إسواتيني آخر مملكة مطلقة في إفريقيا، إذ يحتفظ الملك بصلاحيات واسعة تشمل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية , ويُعتبر الملك رمز الوحدة الوطنية وحامي التقاليد والدستور.

يحكم المملكة حاليًا الملك مسواتي الثالث، الذي تولى العرش عام 1986 خلفًا لوالده الملك سوبهوزا الثاني، الذي حكم البلاد لأكثر من 60 عامًا. ويُعرف الملك مسواتي بشخصيته الكاريزمية وتمسكه بالعادات السوازية، إلى جانب جهوده في تحديث البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية.

يُلقب الملك رسميًا بـ”نغوينياما”، أي “الأسد” في اللغة السوازية، ويُعتبر أحد أبرز الملوك الأفارقة الذين يجمعون بين السلطة التقليدية والاهتمام بالتنمية.

الزي الملكي التقليدي

ويعد الزي الوطني للملك في إسواتيني من أبرز الرموز الثقافية للبلاد، فهو مزيج بين الفخامة والرمزية التاريخية , حيث يرتدي الملك عادةً رداءً تقليديًا مصنوعًا من الأقمشة المحلية المزخرفة، مع وشاح يحمل ألوانًا ترمز إلى القوة والشجاعة والوحدة الوطنية. وغالبًا ما يُرافق هذا الزي ارتداء جلد النمر الذي يُعد علامة على السيادة والقيادة في التقاليد السوازية القديمة، بالإضافة إلى العصا الملكية والقلادة التي تعبر عن الانتماء القبلي.

ويحظى هذا الزي بمكانة مقدسة لدى الشعب، إذ يرتديه الملك في المناسبات الوطنية والاحتفالات الدينية والطقوس التقليدية، مثل مهرجان القصب ومهرجان الملكية السنوي.

الاقتصاد والثروات الطبيعية

يعتمد اقتصاد مملكة إسواتيني كغالبية الدول الإفريقية بشكل رئيسي على الزراعة والصناعات المرتبطة بها، حيث تُعد زراعة قصب السكر من أهم الأنشطة الاقتصادية وأكثرها ربحًا. كما تنتج البلاد الذرة، والحمضيات، والأناناس، وتصدرها إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.

تتميز إسواتيني أيضًا بوجود ثروات طبيعية محدودة ولكن ذات قيمة اقتصادية، مثل الفحم الحجري، والأسبستوس، وخام الحديد، والحجر الجيري، فضلاً عن الغابات التي تمثل موردًا مهمًا لصناعة الأخشاب والورق.

أما القطاع الصناعي، فيعتمد على التصنيع الزراعي وإنتاج السكر والمشروبات والمنسوجات. ورغم محدودية حجم اقتصادها، فإن المملكة تحظى باستقرار مالي نسبي بفضل علاقاتها الاقتصادية الوثيقة مع جنوب إفريقيا، التي تُعد شريكها التجاري الأكبر.

العلاقات الخارجية مع مصر والسعودية والدول العربية

تحافظ إسواتيني على علاقات دبلوماسية متينة مع مصر والسعودية ، تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون في المجالات التنموية والتعليمية. فقد شاركت المملكة في عدد من المبادرات الإفريقية التي تدعمها مصر، خاصة في إطار الاتحاد الإفريقي ومبادرات التنمية المستدامة. كما تلقى عدد من طلاب إسواتيني تعليمهم في الجامعات المصرية ضمن منح مقدمة من الحكومة المصرية.

وعلى الصعيد العربي، ترتبط إسواتيني بعلاقات طيبة مع دول الخليج العربي والمغرب العربي، وتشارك في مؤتمرات التعاون الإفريقي-العربي، حيث تسعى إلى جذب الاستثمارات في مجالات الزراعة والطاقة والسياحة. كما أبدت المملكة اهتمامًا متزايدًا بتعزيز التعاون مع المؤسسات التنموية العربية مثل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

ورغم التحديات الاقتصادية ومحدودية الموارد، تظل إسواتيني نموذجًا فريدًا لدولة استطاعت الحفاظ على تراثها الملكي وثقافتها الإفريقية الأصيلة، دون أن تنعزل عن العالم الخارجي. فهي تجمع بين النظام التقليدي والحديث، وتتبنى سياسات تهدف إلى تطوير التعليم والصحة وتمكين المرأة، مع الحفاظ على الهوية الوطنية العميقة الجذور.

ومع استمرار الانفتاح على القارة الإفريقية والعالم العربي، تبدو إسواتيني اليوم دولة صغيرة بمساحتها، لكنها كبيرة بثقافتها وتاريخها وحضورها المميز على خريطة إفريقيا الحديثة.

جدير بالذكر أنه وفقا لبيان لوزارة الخارجية السعودية نقل نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي لملك مسواتي الثالث ملك مملكة إسواتيني تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، و الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ، فيما حمّله الملك إيسواتيني تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، و ولي العهد ولشعب وحكومة المملكة العربية السعودية.

وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات على الساحة الدولية والجهود المبذولة بشأنها.

إقرأ المزيد 

تشكيل منتخب مصر الأوليمبي المتوقع أمام إيسواتيني في تصفيات أمم إفريقيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »