الفيومي: أنطاليا.. نموذج عالمي للسياحة المستدامة على مدار العام
يجب أن يكون لمصر خطط تسويقية لكل مدينة وبورصة عالمية تجوب كافة المقاصد السياحية
أكد الخبير السياحي هاني الفيومي، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة وعضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة المصرية، أن مدينة أنطاليا التركية أصبحت نموذجًا يحتذى به في تطوير وتنشيط السياحة المستدامة، بعد أن نجحت في استقبال ما بين 17 إلى 18 مليون سائح سنويًا، بفضل ما وفرته الحكومة التركية من بنية تحتية متكاملة وتسهيلات مستمرة جعلت منها وجهة مفتوحة أمام الزوار في جميع فصول السنة.
وأوضح الفيومي، خلال مشاركته في مؤتمر ومعرض أنطاليا السياحي الدولي، أن سر نجاح التجربة التركية يكمن في تخطيطها المتكامل لجذب السائحين شتاءً وصيفًا على حد سواء، من خلال بنية فندقية وخدمية متطورة، واهتمام بتقديم تجربة سياحية مريحة ومتصلة بالطبيعة والثقافة المحلية. ودعا المدن المصرية إلى أن تحذو هذا النهج، من خلال تصميم خطط تسويقية منفصلة لكل مدينة سياحية مصرية تتكامل مع الخطة التسويقية العامة للدولة، بما يعكس تنوع المنتج السياحي المصري من شواطئ وآثار وصحراء وثقافة.
وأشار الفيومي إلى أن مصر تمتلك المقومات الحقيقية لتكرار التجربة التركية بل وتجاوزها، في ظل ما حققته من إنجازات بارزة خلال السنوات الأخيرة، مثل فوزها بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، ووصول منتخبها إلى كأس العالم لكرة القدم، وتنظيمها الناجح لمؤتمر المناخ والسلام في شرم الشيخ، بالإضافة إلى قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي وصفه بأنه “هدية مصر للعالم” وحدث ثقافي وسياحي لن يتكرر إلا مرة واحدة كل قرن.
وشدد الفيومي على أهمية تسويق هذا الحدث العالمي بشكل أوسع، قائلاً إنه كان يأمل أن تشارك وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة المصرية في معرض أنطاليا للاستفادة من التجارب الدولية في التسويق، مضيفًا أنه كان يتمنى رؤية إعلانات ضخمة في ميادين ومدن العالم الكبرى تروج لافتتاح المتحف المصري الكبير وتربط العالم بالحضارة المصرية
وطالب الفيومي بإنشاء بورصة سياحية مصرية سنوية، تكون منصة وطنية لعرض كل ما تقدمه المقاصد المصرية من منتجات وخدمات سياحية متنوعة، على غرار البورصات العالمية مثل “برلين” و”لندن” و”أنطاليا”.
واقترح أن تُقام هذه البورصة كل عام في مدينة مصرية مختلفة، بحيث تسهم في التعريف بمقومات كل منطقة على حدة، وتنشيط الحركة السياحية الداخلية، إلى جانب تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة السياحة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأكد على أن الترويج الذكي والمستدام هو مفتاح المنافسة العالمية، وأن مصر تمتلك كل الأدوات لتكون في صدارة المشهد السياحي الدولي إذا ما وُضعت الخطط التنفيذية بوعي واستراتيجية متكاملة.




