المتحف المصري الكبير: حدث القرن الثقافي في عيون العالم

يعتبر الأول من نوفمبر 2025، حين تفتح مصر أبواب أحد أكثر المشاريع الثقافية طموحاً في القرن الحادي والعشرين، حيث ينتظر العالم بترقب الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي يُعد تتويجاً لجهود من التخطيط والبناء، وإعلاناً مصرىًا بالسيادة على الذاكرة الإنسانية.

تشهد تغطية افتتاح المتحف المصري الكبير اهتماماً إعلامياً غير مسبوق، حيث يُنقل الحدث على الهواء مباشرة إلى مئات الملايين من المشاهدين حول العالم، يشارك في التغطية 450 مراسلاً يمثلون 180 وسيلة إعلامية دولية، بما في ذلك 70 وسيلة إعلامية أوروبية، و24 أمريكية، و30 آسيوية، و48 عربية، كما تشارك 70 من أكبر قنوات التلفزيون العالمية، و35 وكالة أنباء دولية مصورة، بالإضافة إلى الصحف والمواقع الإخبارية الكبرى، بخلاف القنوات والصحف الوكالات الصحفية المحلية والإقليمية، ليتخطى الإجمالي ألفي مراسل ووكالة وقناة.

قراءة دولية: إعادة تعريف مصر كقوة ناعمة

تقرأ العواصم العالمية هذا الافتتاح باعتباره تتويجاً لمسار طويل من الدبلوماسية الحضارية المصرية، التي أعادت تقديم مصر كقوة ناعمة ذات سيادة ثقافية وتأثير عالمي متجدد، المتحف يُعد رسالة سياسية رمزية تؤكد أن مصر تمتلك سرديتها الحضارية، وتفرضها بثقة على الوعي الدولي في وقت تتنافس فيه الأمم على الهوية والمعنى والرمز، وتكشف مشاركة قادة ومسؤولي كبريات الدول في حفل الافتتاح عن إدراك عالمي بأن مصر تستعيد زمام المبادرة في صياغة صورتها الحضارية.

التوقعات الاقتصادية والسياحية: دفعة للاقتصاد المصري

تُعقد آمال كبيرة على دور المتحف في دعم الاقتصاد المصري، حيث تتوقع الحكومة المصرية أن يجذب المتحف 5 ملايين سائح سنوياً، وقد زار نحو 800 ألف سائح المتحف خلال مدى الافتتاح التجريبي من يناير حتى ديسمبر 2023، مما يُنبئ بأداء سياحي قوي.

وبحسب مؤسسة “فيتش”، من المتوقع أن يسجل قطاع السياحة المصري نمواً سنوياً متوسطاً قدره 5.7% ليصل إلى نحو 20.65 مليون سائح بحلول عام 2029، لترتفع إيرادات السياحة المتوقعة إلى نحو 19 مليار دولار، ويُعتبر قطاع السياحة ثالث مورد للعملات الأجنبية لمصر بعد التصدير وتحويلات المصريين العاملين بالخارج، كما يستوعب القطاع نحو 10% من الأيدي العاملة المصرية.

المتحف بين الماضي والمستقبل: حقائق وأرقام

يعد المتحف المصري الكبير تحفة معمارية فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة- المساحة: يمتد على مساحة 500 ألف متر مربع (117 فداناً) بالقرب من أهرامات الجيزة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، وبلغت التكلفة الإجمالية حوالي 1.2 مليار دولار، ساهمت اليابان عبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) بقروض ميسرة بلغت 800 مليون دولار، أبرز المقتنيات: مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة (5000 قطعة)، تمثال رمسيس الثاني، مراكب الملك خوفو

يمثل المتحف المصري الكبير أكثر من مجرد صرح لعرض الآثار، فهو تجسيد لرؤية مصر لاستعادة دورها الحضاري وإعلان سيادتها الثقافية، كما قال عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، فإن هذا المتحف “سيكون رمزاً حضارياً ورسالة للعالم بأن مصر تصون تراثها الإنساني رغم التحديات الاقتصادية”.

في هذا اليوم التاريخي، لا تفتح مصر متحفاً جديداً فحسب، بل تعيد فتح حوارها الخالد مع التاريخ، وتؤكد للعالم أن الحضارة ليست ما نحتفظ به في الصناديق الزجاجية، بل ما نحمله في وعينا وهويتنا، وما نبنيه للمستقبل من إيمان بالذات وإصرار على البقاء.

اقرا المزيد:-

حسام الشاعر: المتحف المصري الكبير بداية عصر سياحي ذهبي ومصر تستعد لإضافة 200 ألف غرفة فندقية

حضور أفريقي في افتتاح المتحف المصري الكبير غدا .. تعرف علي أبرز الملوك والرؤساء المشاركين

مصر: الطيران  ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال ضيوف افتتاح المتحف المصري الكبير