أخبار عاجلةاخبار افريقياالسودانفن وثقافة

الممثل والمخرج السوداني طارق خندقاوي لـ”أفرو نيوز 24″: طفرة في الأعمال الفنية المشتركة بين نجوم السودان ومصر ” 1 – 2 “

>>ممثلون سودانيون يتصدرون بطولات أعمال فنية مصرية.. نقلة نوعية للفن السوداني في المحروسة

>> ضعف الإنتاج عائث يقيد قدرة الفن السوداني والفنانين السودانيي على نقل مأساة بلادهم للعالم

>> التواجد المستمر والمشاركة في الفعاليات مفتاح شهرة الفنان السوداني في مصر

>>مصر هوليود الشرق.. وضرورة حضور فني سوداني على غرار الفنانين اللبنانيين والسوريين

 

عشرات الفنانين السودانيين، سواء ممثلين أو مطربين، لجأوا إلى مصر قبل عامين ونصف بعد اندلاع الحرب في السودان بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع. وبعيدًا عن ويلات الحرب التي تسببت في فرار ملايين السودانيين ما بين نزوح ولجوء، ومقتل وإصابة الآلاف، يطرح التساؤل: هل استفاد الفنانون السودانيون من تواجدهم في مصر طوال تلك المدة؟ وهل سيأتي اليوم الذي سنجد فيه نجمًا سودانيًا بطلًا لأعمال درامية مصرية، مثلما هو الحال بالنسبة للفنانين السوريين واللبنانيين وغيرهم من الفنانين العرب؟

كل تلك الأسئلة طرحناها على الممثل والمخرج السوداني طارق خندقاوي والذي يحمل كارنية نقابة المهن التمثيلية المصرية ، لتسليط الضوء على حضور الفن السوداني في مصر، وما إذا أصبح الفنان السوداني جزءًا فاعلًا من المشهد الفني المصري في الدراما والسينما والمهرجانات المسرحية.

وتحدث خندقاوي في حوار مع «أفرو نيوز 24» عن النجاحات التي حققها الفنانون السودانيون، والتحديات التي لا تزال تواجه الفنان السوداني، وأهمية التواجد المستمر والتواصل الثقافي والاجتماعي لتحقيق الشهرة والانتشار بين الجمهور المصري.

وفيما يلي نص الحوار :

»» من وجه نظرك .. بعد عامين من الحرب في السودان وتواجد عدد كبير من الفنانين والمطربيين، في مصر.. هل نستطيع القول أن الفن السوداني بصفة عامه استفاد من التواجد في مصر؟ وكيف تري حجم التواجد ؟ .

– هذا سؤال مهم جدا، وأنا أعتقد أنه فرصة مناسبة للحديث عن وجود الفنانين السودانيين في مصر.. أول شيء، واحد من أهم الأشياء التي أنشأت هنا في مصر، وهو اتحاد تجمع الفنانين السودانيين في القاهرة أو في مصر – يقع مقره في  وسط البلد، والذي يعد في رأي  واحدا من المؤشرات التي تؤشر لتعافي للفنانين السودانيين في المهجر، وكون أن يكون انشاء هذا الاتحاد تحت مظلة اتحاد الفنانين العرب، بقيادة الدكتور مسعد فوده، وهو نقيب نقابة المهن السينمائية .. و في نفس الوقت، كون أن يتم رؤية فنانين سودانيين، في المهرجانات والاحتفالات التي تقام في مصر، أو من خلال المشاركات التي يشاركون فيها في الأعياد والاحتفالات، التي كانت في الجامعة الأمريكية أو في دار الأوبرا الخديوية هنا في عابدين، أو في غيرها من المهرجانات السينمائية أو المسرحية الأخري, ففي رأيي أن النظرة ذاتها قد تكون تغيرت هذا من ناحيه ومن ناحية أخري ، حتى حتي طريقة المشاركة، أصبحت فيها تفاعلية و فيها تطور من كل النواحي.

ومن ناحية ثالثه من الملاحظ أن الأعمال الفنية المشتركة التي يشارك فيها فنانين سودانيين ومصريين أصبحت كثيرة جدا , ففي الماضي لم تكن هناك أعمال فنيه مشتركة وكنا نطالب بمثل هذه الأعمال , صحيح كانت هناك أعمال من حين لآخر  علي سبيل المثال رأينا مسلسل قصر عابدين، أو 9 جامعة الدول كنا نجد ممثل سوداني  كل كم سنة، يمثل شخصية، وبعدها سينسي.

أو مثلا مسلسل الخواجة عبد القادر، الذي شارك فيها الممثل السوداني القدير عبد الخالق عمر، وكان فيه الممثل المصري المعروف السيد إبراهيم فرح  رحمة الله عليه، والذي جسد الشخصية السودانية بأجمل صورة في وقتها، وحتي هذه اللحظات ذكراه موجودة في أذهان المجتمع السوداني،لدرجة أن البعض كان يعتقد أنه يحمل الجنسية السودانية وليس مصري .

والآن هناك أعمال فنيه مصرية يقوم بدور البطولة فيها ممثلين سودانيين، وهذا يمثل نقلة كبيرة للفن السوداني , فلقد شاهدنا عدد من الممثلين السودانيين يشاركين في أعمال مصرية، ففي العام الماضي علي سبيل المثال شاهدنا مسلسل أشغال شاقة، أو أشغال شقة كما يقال باللهجة العامية المصرية ، والذي شارك فيه كضيف شرف الممثل السوداني الكبير أستاذ محمود ميسر السراج، والفنانة السودانية إسلام مبارك، التي جسدت فيه شخصية العاملة النيجيرية، أو مثلا فيلم ضي، الذي كان يعرض قبل شهر في السينمات المصرية، وكان فيلم الافتتاح في مهرجان البحر الأحمر، وكان بطولة إسلام مبارك أيضا، التي نوجه لها التحية من هنا ، وضيف شرف كان برضو محمود ميسر السراج، الفنان السوداني القدير.

وبالتالي أصبح هناك أعمال فنية مشتركة، وفيه مشاركات في البطولة، وفي الأعمال السينمائية والدرامية. وسنشاهد إن شاء الله، في الفترة القادمة فيلم أسد، بطولة محمد رمضان، وبطولة مصطفي شحاته، ونزار جمعة، وإسلام مبارك أيضا، وهذا العمل سيكون أيضا نقلة لنا كفانين سودانيين وفي السينما، وفي المشاهدات، التي كانت في  مشاهدات بسيطة تقتصر على شخصيات ضعيفة، أو بسيطة كبواب، أو كسفرجي، لأنه كل فترة تأتي بحقبتها، يمكن في فترة الخمسينات والستينات، رأينا الهجرات بعد بناء السد العالي، حيث حدثت وقتها  هجرة عسكية من السودانيين لمصر ، الأغلبية كان ليس لديهم أعمال، لذلك اتجهوا نحو الأعمال البسيطة التي يمكن أن يعملون بها، وبالتالي السينما في ذلك الوقت كانت تجسد هذه الشخصيات في وقتها، للأسف هناك من يفهم هذا الأمر خطأ ويعتبرونه موضوع نبذ وشتائم وعنصرية , فهذا الأمر بعيد كل البعد عن العنصرية لكنها هكذا هي الدراما المصرية تأخد الحيز بالمكان.

والآن الحيز يمكن تختلف بوضع السودانيين جاؤا إلي مصر، في العامين الأخيرين , صحيح كنا نطالب بأن الشخصية السودانية التي تقدم في السينما المصرية تتغير، حيث يوجد منهم في مصر طلاب وغيرهم من أصحاب المهن والوظائف العالية لكن لم يكن هناك احتكاك بالمجتمع المصري مثلما يحدث الآن , فبعد الحرب في السودان كل المجتمع المصري أصبح محتك مع المجتمع السوداني، بكل طبقاته وأطيافه ووجهاته  سياسة، دراما، كرة، حتى في الشارع عندما تمشي ستجد مواطن سوداني , وفي القهوة أيضا في مقر سكنك في عمارتك وعملك وبالتالي أصبح هناك احتكاك ما بين المجتمعين وتولدت نظرة مختلفة وأصبح هناك اشياء لم يعهدها المصريين من قبل مثل المخبز السوداني والدكان السوداني وأعمالعظيمة جدا غيّرت في الشارع المصري بمعني أنه أصبح هناك تفاعل شعبي .

وأصبحنا نفتخر بالمطاعم السودانية و بالأكلات السودانية التي أصبح لها عشاق مصريين فأصبحنا نري مصريين يقبلون علي أكل ” الأقاشية ” ومنهم يشرب كركدي وغيرها من الأكلات والمشروبات السودانية , وبالتالي كل هذه التفاعلات الشعبية تحولت إلي الدراما والسينما فأصبح هناك تفاعل مرئي و أصبح الجمهورالمصري يطالب ويرحب بالوجود الفني  السوداني , نحن هنا لا نقول الفائدة من الحرب لكن نقول الفائدة من وجود السودانيين في مصر بعد الحرب غير مشهد الدراما في مصر وغير المشهد السينمائي بوجود الفنانين  السودانيين بتفاعل وبوجود سوداني أكبر في المهرجانات وفي المسارح , ولقد رأينا في الفترة الأخيرة عروض عربية مشتركة فلقد حضرت مسرحية  “حرافيش ” هي مسرحية يمنية لكن بيجسد فيها شخصيات برضو سودانية و من دول تانية مختلفة من سوريا و من السعودية و من مصر متواجدين في المسرحية , وبالتالي الموضوع أصبح هناك اخذ وعطاء في تفاصيل كتيرة حتى في المسلسلات السودانية العام الماضي عرض مسلسل المنطقة إكس  او هو عمل سوداني عرض في رمضان الماضي شارك فيه فنان مصري مصرية .

فكما ذكرت لك في السابق بما أنه هناك تواجد تواجد شعبي سوداني في مصر و بالتالي أصبح هنا احتكاك مع المجتمع المصري و بالتالي أصبح هناك تفاعل بين الجمهور.

 

>> في رأيك ماذا ينقص الممثل السوداني لتحقيق الانتشار والشهرة لدي الجمهور المصري مثل الممثل اللبناني أو الممثل السوري وغيرهم من الفنانين والممثلين العرب الذين يشاركون في الأعمال الدرامية والسينمائية المصرية ؟

– نحن كسودانيين بطبعنا ناس بسيطين لان تربتنا تربية صوفية مثلكم في الصعيد , فالتربية الدينية دائما تجعل الشخصية أو الانسان بسيط في تعامله بسيط في طبعه .. بسيط في تواصله مع الآخر .

 للأسف عندما يصل الشخص لمرحلة النجومية أو مرحلة الشهرة بيتعامل بطيبة اصله انا لا أقول أن هذا الأمر سيئ , لكنني أعتقد انه عندما تكون ايقونة لجمهور فيجب عليك أن تحقق الذات وأقصد هنا ذات النجومية , لأن النجم لا يتعامل مع المجتمع لأنه النجم  يظهر أيام معدودة  في السماء بشكل خاطف مقارنة بالقمر الذي انت يمكن أن تراه كل يوم  , نحن عندما نتعامل مع النجومية نتعامل معه علي أساس أنه  فعل وسيمر فترة ينتهي .. انا بطل في فيلم او في مسلسل يأخذ رونقة والبريق وبعد ذلك يختفي .. لدرجة أنه لا يكون هناك  أي  تواصل مع الاعمال الدرامية الجديدة أو مع المجتمع , وللأسف لاحظت أنه لا يوجد مشاركات مع التفاعلات التي تحدث مع الفنانين , وأذكر هنا أننا كبعض الفنانين السودانيين جائنا دعوة العام الماضي للمشاركة في مبادرة لأهل غزة, والشخصيات الفنية من السودان التي تم توجيه الدعوات لها للأسف لم تلبي , بدعوي وبمفهوم ان ما يحدث عندنا في السودان مثل  ما يحدث في غزة ,  انا مدرك لهذه الفكرة او المنطق الإنساني وراء هذا لكن في النهاية ما يحدث في غزة من جرائم ترتكبها اسرائيل ضد اخوك , وفي نفس الوقت يجب عليك كفنان أن تكون متواجد وظاهر , وهذا الظهور ليس مجرد ” شو ” , الظهور هو يعني انتماء للقضية العربية أو انتماء للاخاء ما بيننا كعرب مع القضية الفلسطينية ونصرتها .

والآن نحن عندما احتجنا للرأي العام العربي أن يقفوا معنا أصبحنا كما يقول المثل الدارج ” نشحت فيهم ” في قضية الفاشر بصفة خاصة وفي حرب السودان بصفة عامة ونردد ليس هناك إعلام عربي يقف معنا في قضيتنا وذلك يعود في الأساس إلي اننا نحن بالفعل غير موجودين في الاعلام العربي وبالتالي كما تدين تدان , فأنت لم تجلس معي فكيف أنا سأتعامل معك كيف أعرفك وكيف أصل إليك ؟ , ففي رأيي أن عدم التواجد مشكلة  , ففي رأيي يجب أن يكون هناك تواجد سوداني في أي مكان سواء مهرجان أو مسرحية أو سينما أو دور عرض أو افتتاح فيلم و عضوية في نقابة , وذلك حتي يكون المجتمع فاهم ان هذا نجم سوداني مثله كمثل النجم الفلسطيني و النجم العربي .

مصر هي بلد السينما وبالفعل هوليود الشرق  , وأكرر مرة أخري علي ضرورة أن يكون هناك تواجد فني سوداني مثلما هناك تواجد لبناني وسوري وغيرهم من الفنانين العرب. صحيح نحن علي سبيل المثال ضد تمصر الشخصية السودانية لكن أن عندما تجسد أي شخصية فليس دائما ستكون شخصية سودانية أو ستتحدث دائما بلهجتك , فيجب علي أي فنان سواء سوداني أو غيره أن يجسد شخصيات بلهجات اخرى وتجسد شخصيات مختلفة عن الشخصيات النمطية التي تقوم بتجسيدها مثلما يحدث مثلا مع إخوتنا من الممثلين العرب سواء من المغرب أو سوريا في مصر .

فعلي سبيل المثال النجم العربي الكبير أيمن زيدان وجمال سليمان عندما حضروا إلي هنا مصر خلعوا العباية السورية ودخلوا في العباية المصرية , وجمال سليمان النجم الكبير هو صديق شخصي عندما جسد الشخصية الصعيدية في أحد مسلسلاته كان صعيدي 100% وخلع جلبابه السوري وتقمص الشخصية كأنه ولد وعاش في الصعيد .

وبالتالي يتحتم علينا كفنانين سودانيين موجودين في مصر أن يكون هناك تواصل وتلاقح ثقافي والمجتمعي, فمثلا عندما يكون هناك عزاء لفنان مصري يجب أن يقدم الفنانين السودانيين واجب العزاء فيه , مثلما يفعل الفنانين المصريين حيث رأيت البعض منهم يشارك في عزاءات الفنانيين السودانيين , وهذا يعني أن هناك تواجد مصري  واضح و مشاركات و مؤزرات , والآن في قضية الفاشر والحرب في السودان هناك تضامن كبير من المجتمع المصري ومن الفنانين المصريين الذين طرحوا بالفعل مبادرات نحن كفنانين سودانيين لم نبادر بها.

 فأنت تواصل معي حتي أتواصل معك فالبساطة والطيبة والتعامل البسيط هذا لا يجدي , انت تعمل في مجال يجب أن تكون ظاهر فيه ويجب أن تكون صاحب مبادرات و حضور , فأنت أحد قادة المجتمع ولمجالك .

 

>> هل الفن السوداني استطاع خلال العامين الماضين أن يوصلوا للمشاهد او الرأي العام العالمي الذي يتابع السينما و الافلام و المسرح حجم المأساة التي يعيشها الشعب السوداني جراء الحرب ؟

– للأسف الشديد لم تكن هناك اعمال تجسد الوضع الحالي في السودان الا القليل , وانا عندما قدمت لمصر من السودان فكرت في فيلم والحمد لله عملته اسمه فيلم اندياح هو فيلم قصير مدته 30 دقيقة يتطرق إلي حرب السودان , لكن للأسف عدم الامكانيات عندنا تجعلك مجهول للعالم ومجهول للمجتمع الذي حولك , الفيلم لم يجد اي صدي صوت لانه لم يعرض ولم يشارك في مهرجانات وبالتالي لم يسمع عنه أحد , وذلك بالرغم من أن مواقع اخبارية كثيرة كتبت عنه.

 وأود التأكيد هنا على أن العمل الفردي فيما يُعرف بـ”الون مان شو” لا يصلح في المشاريع الدرامية، ولا سيما الأعمال ذات الطابع المصيري. فنجاح العمل يتطلب جهداً جماعياً متكاملاً وبالروحية ذاتها.

 فإذا كان هناك شخص واحد فقط يعمل بينما الآخرون غائبون أو غير مكترثين، فلن يرى المشروع النور بالشكل المطلوب , ولكن عندما يكون هناك تواصل مستمر بين فريق العمل، واجتماعات مع المخرج والبطل والمنتج وأحد المؤسسين، فإن ذلك يخلق حالة من الحراك والدعم ويكسب المشروع سمعة قوية.

للأسف فيلم “اندياح” لم يحظَ بهذا الدعم، فبعد أن كان الفريق متحمساً ومتجانساً، لم ينجح المخرج — رأس الحربة — في الحفاظ على هذا الزخم، وهو ما أضعف العمل في النهاية.

لقد كان هدفي من الفيلم أن يصل صدى المصيبة التي تحدث السودان إلى العالم، وحجم الكارثة التي يعيشها الشعب السوداني , فالقضية لم تعد مجرد خلاف بين طرفين، بل تحولت إلى إبادة جماعية وحرب قبلية وصراع إثني وحزب ومسميات لا علاقة لها بأرض الواقع الأليم , فبينما تُنقل الأخبار للعالم بسطحية، الواقع في الداخل يفوق الوصف, فقد كان الهدف من الفيلم أن يقول للعالم تعالوا انظروا لما يحدث في السودان علي أرض الواقع.

الصور والفيديوهات التي خرجت مؤخراً من الفاشر والأبيض وبارة هي التي أوضحت للعالم الجرائم وحرب الإبادة والمجازر التي تحدث في دارفور وشمال كردفان وقبلها حدثت في ود النوره ورفاعة لكنها لم تأخذ الحيز الإعلامي التي أخذته المجازر الأخير في الفاشر ،و هي التي كشفت حجم الجرائم والمجازر، لكنها مع ذلك لم تلقَ الاهتمام الدولي إلا بعد مرور عامين من اندلاع المأساة. وحتى حينها، لم يبدأ العالم في التعاطف معنا أو إدراك حجم الأزمة التي يواجهها الشعب السوداني .

حتى المجتمعات التي نلجأ إليها هرباً من الموت، لا تدرك حجم المعاناة التي نعيشها , فعلي سبيل المثال عندما تسمع من يقول: “لقد امتلأت البلاد بكم، لماذا تعودون؟” فهو هنا لا يعرف حجم الضرر والمصيبة الموجودة في السودان والمأساة التي يعيشها الشعب السوداني , حيث لا يعرف أنك فقدت كل شيء: أهلك، ومسكنك، وعملك، واستقرارك، وحياتك كما كانت .. كله انتهي.

ثم تُتهم في نفس الوقت بأنك منحاز لطرف ضد آخر؛ فإن كنت في مناطق الجيش تُعامل كأنك مناصِر للدعم السريع، وإن كنت في مناطق الدعم السريع تُعامل كأنك تابع للجيش.. وفي النهاية، الكارثة الأكبر تقع دائماً على المواطن الأعزل — هو من يُقتل، وهو من يغتصَب، وهو من يموت بصمت.

وبينما نبحث عن النجاة في دول أخرى — سواء في الخليج، أوروبا، أو حتي هنا في مصر، أو دول إفريقيا المجاورة — نجد أن كثيراً من الناس لا يدركون حجم الرعب الذي عشناه.. ما يُشاهد في مقطع فيديو واحد قد يبدو صادماً، لكنه في أرض الواقع أفظع بكثير مما يمكن تخيله.

نحن أمام مأساة إنسانية قاسية تتدهور كل يوم دون أن تجد من يسمع صراخها كما يجب .. الأمر صعب جدا لدرجة أنك ممكن تفقد عقلك أو تفقد شغفك في الحياة أو تفقد حتى طعم الدنيا .

فالأعمال الدرامية هي التي ستوصل صوت الشعب السوداني , لذلك نطالب ونناشد جميع الفنانين السودانيين يجب أن يتحدثوا في أعمالهم عما يحدث في السودان ويجب أن نوصل الرسالة صح حتي يتفهم المجتمع الأجنبي او العربي حجم المشكلة ويستطيع أن  يتواصل معنا و يدرك حجم مصيبتنا .

الآن تسمع في الأخبار وفي التناول الإعلامي نسمع الكثير من التحليلات عن الحرب في السودان , حيث تجد البعض يتحدث عن تدخل خارجي والبعض الآخر يصورها علي أنها مشاكل داخلية وحروب قبلية أو مشاكل ما بين الحزاب , وكل قناة اخبارية تتناول الحرب حسب هواها ووفقا لمنظورها وسياستها التحريرية , وليس هناك لكن معلومة حقيقية عن حقيقة الوضع علي الأرض .. لكن سبحان الله المعلومات الحقيقية خرجت بيد الدعامة و الجنجويد انهم بيغتصبوا ويقتلوا وبيصوروا , صحيح كانت هناك فيديوهات قديمة لجرائم سابقة ارتكبوها لكن لم تأخذ الراوج مثلما يحدث الآن  في الجرائم التي ارتكبت في الفاشر بشكل كان عنيف جدا .

أعود وأكرر أن الأعمال الدرامية مهمة جدا حتي يستطيع أن يفهم العالم ويستوعب العالم  كمية الألم والجراح الموجودة في المجتمع السوداني .

IMG 20251105 WA0004 الممثل والمخرج السوداني طارق خندقاوي لـ"أفرو نيوز 24": طفرة في الأعمال الفنية المشتركة بين نجوم السودان ومصر " 1 - 2 " IMG 20251105 WA0013 الممثل والمخرج السوداني طارق خندقاوي لـ"أفرو نيوز 24": طفرة في الأعمال الفنية المشتركة بين نجوم السودان ومصر " 1 - 2 "

IMG 20251105 WA0008 الممثل والمخرج السوداني طارق خندقاوي لـ"أفرو نيوز 24": طفرة في الأعمال الفنية المشتركة بين نجوم السودان ومصر " 1 - 2 "

إقرأ المزيد :

 

ما بين مصر والسودان .. انطلاق فعاليات النسخة الثالثة لمهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل 15 إبريل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »