مصرأخبار عاجلة

كرم زيدان: عسل السدر الصعيدي على أبواب المنافسة الإقليمية… وإنتاجه سيتضاعف خلال ثلاث سنوات

في الوقت الذي يتصدر فيه عسل السدر اليمني الأسواق العربية بوصفه واحدًا من أغلى أنواع العسل في المنطقة، يؤكد منتجو العسل في جنوب مصر أن الساحة مقبلة على متغيّر مهم قد يعيد رسم خريطة الإنتاج خلال السنوات القليلة المقبلة.

وفي هذا السياق، كشف كرم زيدان، أحد أكبر منتجي عسل السدر في صعيد مصر، وصاحب شبكات مناحل تمتد من سوهاج حتى الأقصر، وأسوان، أن “السدر الصعيدي بات اليوم منافسًا حقيقيًا، ليس فقط لجودته، بل لوفرة إنتاجه وتوسّع زراعته في المناطق الصحراوية الجديدة.”

ويقول زيدان إن السنوات الأخيرة شهدت اتجاهًا متزايدًا لزراعة شجرة السدر في مساحات واسعة من جنوب الصعيد، خصوصًا في المناطق المفتوحة والصحراوية التي تتسم بوفرة الشمس وجفاف الهواء، وهما عاملان مهمّان لإنتاج عسل ذي تركيز قوي ونكهة نقية.

ويضيف: “المزارعون بدأوا يدركون القيمة الاقتصادية لشجرة السدر؛ فهي تتحمل الحرارة وقلة المياه، وتُعد مصدر دخل كبير بعد دخول النحل إليها، مطالبًا المزارعين بزراعة شجرة السدر بديلًا لأشجار الزينة والظل، مشيرًا إلي أن هذا التطور سيجعل مصر من أكبر منتجي عسل السدر عربيًا خلال السنوات القادمة.”

وأشار زيدان إلى أن تكلفة إنتاج العسل في مصر أقل بكثير من اليمن والسعودية، ما يمنح المنتج المصري ميزة سعرية واضحة، مؤكدًا: “عسل السدر الصعيدي بدأ يتفوق في السعر والوفرة، ومع اكتمال دورات الزراعة الحديثة سنصل إلى إنتاج مضاعف خلال ثلاث سنوات، وهذا سيضعنا في موقع منافس مباشر للمنتجات اليمنية.”

وأوضح أن المناحل المنتشرة في جنوب الصعيد — من سوهاج وقنا وحتى الوادي الجديد والأقصر — استفادت من مواسم الإزهار الممتدة للسدر، إلى جانب تنوع البيئات الجبلية والصحراوية، ما يعزز نقاء العسل وبصمته المميزة.

ولم يخفِ زيدان الحاجة إلى خطوات إضافية لتعزيز الثقة في السوق، حيث قال: “نحن بحاجة إلى معامل معتمدة وشهادات جودة واضحة تضمن للمستهلك أنه يحصل على عسل سدر نقي بنسبة 100%. عندما يتحقق ذلك، لن يجد المنتج اليمني الأفضلية التقليدية التي يمتلكها اليوم.”

وأشار إلى أن عدداً من المنتجين بدأوا بالفعل إرسال عينات لفحوصات معملية لقياس مؤشرات النقاء، مثل نسب السكريات الطبيعية والمعادن والإنزيمات، بهدف رفع مكانة المنتج المصري في الأسواق المحلية والإقليمية.

ويرى زيدان أن محافظات جنوب الصعيد أصبحت اليوم مركزًا واعدًا لصناعة العسل في مصر، نتيجة عوامل طبيعية وزراعية متكاملة، قائلاً:

“لدينا بيئة مثالية لنمو السدر، ومساحات قابلة للتوسع، ونحالون محترفون ينتشرون من سوهاج حتى أسوان. هذه العناصر مجتمعة تصنع مستقبلًا جديدًا لصناعة العسل المصرية.”

واختتم زيدان تصريحاته بقوله: “إذا استمرت التوسعات في زراعة السدر بالوتيرة الحالية، فأنا أؤكد أن مصر ستتربع على عرش إنتاج عسل السدر عربيًا خلال أقل من عشر سنوات. الأمر لم يعد حلمًا… بل خطة تُنفَّذ على الأرض.”

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »