اخبار افريقياغرب افريقيافن وثقافة

طاهية بوركينا فاسو في طريقها إلى تسجيل رقم قياسي عالمي في موسوعة جينيس

في أجواء احتفالية تعم العاصمة واجادوجو، أطلقت طاهية بوركينا فاسو جينيبو باناو رسميًا ماراثونها الطهوي مساء الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 داخل قاعة “بيت الشعب” (Maison du Peuple)، في خطوة تهدف إلى تسجيل اسمها واسم بلادها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، في تجربة هي الأولى من نوعها داخل بوركينا فاسو.

وتحول الحدث إلى لحظة وطنية فارقة بعدما دعت باناو جمهورها عبر صفحتها على فيسبوك إلى دعم هذه المغامرة غير المسبوقة، مؤكدة أن بوركينا فاسو تدخل لأول مرة الساحة العالمية من بوابة فنون الطهي. وكتبت كلمات مؤثرة أثارت حماس المتابعين:

“اليوم، تدخل بوركينا فاسو رسميًا الواجهة العالمية… هنا، في بيت الشعب، تختبر جينيبو باناو قدرتها على التحمل وشغفها وشجاعتها في ماراثون طهي لم تشهده أرضنا من قبل. لقد بدأت محاولة تسجيل رقم قياسي عالمي في موسوعة غينيس… والوقت يمضي، لكن البلاد كلها تزداد حماسًا.”

ورغم عدم كشف المنظمين عن المدة الدقيقة للماراثون، فإن الهدف يظل واضحًا: إبراز المطبخ البوركينابي وإدخال البلاد إلى مصاف الدول التي تصنع حضورًا عالميًا من خلال الطهي.

ماراثونات الطهي في إفريقيا

شهدت القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة دخول عدة طهاة إلى مضمار الأرقام القياسية في مجال الطهي، ما شكل مصدر إلهام لجينيبو باناو في خطوتها الجرئية.

من أبرز هؤلاء الطاهية النيجيرية هيلدا باسي التي استحوذت على اهتمام عالمي حينما خاضت في عام 2023 ماراثون طهي استمر أكثر من 90 ساعة، لتصبح واحدة من أشهر طهاة القارة. وفي غانا، دخلت الطاهية فايلات عبد الرازق في عام 2024 تحديًا مشابهًا، واستطاعت تحويل الحدث إلى احتفال وطني شارك فيه الآلاف. كما برز في السنغال عدد من الطهاة الذين نظموا فعاليات واسعة لعرض المطبخ السنغالي، فيما شهدت جنوب أفريقيا عدة محاولات لتسجيل أطول وأكبر فعاليات شواء جماعي، ما عزز حضور الطهاة الجنوب أفارقة على المستوى العالمي.

لماذا يعد هذا الحدث لحظة فارقة لبوركينا فاسو؟

لا تعتبر محاولة جينيبو مجرد رقم قياسي، بل تحمل أبعادًا رمزية وثقافية، فهي تسعى لفتح نافذة جديدة يطل منها المطبخ البوركينابي على العالم. وتعتمد في وصفاتها على مكونات محلية تعكس روح المطبخ الإفريقي مثل الفونيو والمانيهوت والزنجبيل والفول السوداني، وتقدمها بروح تشبه روح الطهاة الأفارقة الذين لطالما استخدموا الطعام كوسيلة للتعبير عن الهوية والذاكرة والارتباط بالأرض.

ومع انطلاق المحاولة، تدفق سكان واغادوغو إلى موقع الحدث لمتابعة ساعات الطهي الطويلة ودعم الطاهية التي أصبحت رمزًا للطموح الوطني. وباتت شاشات الهواتف والبث المباشر مليئة بتعليقات التشجيع، بينما ارتفعت الأصوات التي ترى في هذا التحدي خطوة نحو ترسيخ مكانة الطهي الإفريقي على المستوى الدولي.

ومع استمرار الماراثون، تبقى الأنظار معلقة على جينيبو باناو وهي تخوض تجربة تجمع بين الجهد البدني والشغف الفني، في محاولة لإثبات أن إفريقيا قادرة على الوصول إلى العالمية، ليس فقط من خلال الرياضة أو الفنون، بل أيضًا من خلال نكهاتها وأطباقها وروح مطابخها العريقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »