الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا تضغط لضبط إيقاع التصعيد في غزة

في محاولة جديدة لاحتواء الانزلاق نحو تصعيد واسع، دعت الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا كلاً من إسرائيل وحركة حماس إلى الالتزام بتعهداتهما وممارسة أقصى درجات ضبط النفس في قطاع غزة، وذلك عقب اجتماع رباعي عُقد في ولاية فلوريدا الأمريكية.
الاجتماع ركّز بالأساس على تقييم المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية، التي قامت على معادلة “الرهائن مقابل الأسرى”، وشملت إعادة المحتجزين الإسرائيليين – أحياءً وأمواتًا – مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إلى جانب بحث ترتيبات الانتقال إلى المرحلة التالية الأكثر تعقيدًا وحساسية.
المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، شدد في بيان رسمي على التزام الدول الأربع بخطة السلام المكونة من 20 نقطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها، والتعاون مع آليات المراقبة الدولية، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا للحفاظ على وقف إطلاق النار الهش.
المرحلة الثانية من الخطة، وفق التصور الأمريكي، تمثل تحولًا نوعيًا في مسار الأزمة، إذ تتضمن نزع سلاح حركة حماس، والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإنشاء سلطة انتقالية تتولى إدارة الشؤون المدنية والأمنية، بدعم من قوة دولية متعددة الجنسيات، وهو ما يعكس رغبة واشنطن في إعادة هندسة المشهد السياسي والأمني في القطاع.
وفي هذا السياق، كشف ويتكوف عن توافق مبدئي بين الأطراف الداعمة للخطة على تسريع إنشاء ما يُعرف بـ”مجلس السلام”، كإطار انتقالي لإدارة غزة والإشراف على ملفات الأمن وإعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد مشاورات مكثفة لدفع المرحلة الثانية إلى حيز التنفيذ.
غير أن هذه التحركات السياسية تأتي في ظل واقع ميداني شديد الهشاشة، إذ يتبادل الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار. فقد أدت غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة تُستخدم كمأوى للنازحين إلى مقتل ستة مدنيين، بحسب الدفاع المدني في غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة في القطاع سقوط ما لا يقل عن 401 قتيل فلسطيني منذ بدء سريان الهدنة، مقابل مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين خلال الفترة نفسها.
وتعكس هذه الأرقام حجم التحدي الذي يواجه الوسطاء الإقليميين والدوليين، إذ بات واضحًا أن أي إخفاق في تثبيت التهدئة قد يُطيح بالمسار السياسي برمته، ويعيد الأزمة إلى مربع المواجهة المفتوحة، في منطقة لم تعد تحتمل مزيدًا من الانفجارات.
اقرا المزيد:-
بدر عبد العاطي وفيدان يناقشان مؤتمر إعادة إعمار غزة وتعزيز التعاون الثنائي
الفصائل الفلسطينية تجتمع في القاهرة: اتفاق على تسليم إدارة غزة للجنة مستقلة من التكنوقراط
الرئيس السيسي يؤكد تقدير مصر البالغ لدور الرئيس الأمريكي في وقف الحرب بقطاع غزة




