ترامب يرفض السير على خطى نتنياهو ويستبعد الاعتراف باستقلال «أرض الصومال»
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يعتزم في الوقت الراهن الاعتراف باستقلال إقليم «أرض الصومال»، مشيرا إلي أن هذا الملف لا يزال «قيد الدراسة»، وذلك في أعقاب إعلان إسرائيل اعترافها بما وصفته بـ«دولة أرض الصومال المستقلة ذات السيادة».
وأوضح ترامب، في مقابلة هاتفية مع صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، أُجريت من ملعب الجولف الخاص به في مدينة وست بالم بيتش، أنه لا يفكر حاليًا في اتخاذ خطوة الاعتراف، قائلاً: «لا.. ليس في هذا الوقت»، قبل أن يعدل إجابته ويؤكد: «فقط أقول لا». وتساءل ترامب بسخرية: «هل يعرف أحد حقًا ما هي صوماليلاند؟».
وفيما يتعلق بعرض إقليم «أرض الصومال» استضافة قاعدة بحرية أمريكية بالقرب من مدخل البحر الأحمر، قلل الرئيس الأمريكي من أهمية المقترح، واصفًا إياه بأنه «غير مهم»، مضيفًا: «كل شيء قيد الدراسة». وتابع ترامب: «سوف ندرس الأمر.. أنا أدرس الكثير من الأشياء، وأتخذ دائمًا قرارات عظيمة، ويتبين لاحقًا أنها صحيحة».
غضب إفريقي وعربي من الإعلان الإسرائيلي
وأشعل إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم «أرض الصومال» موجة غضب واسعة في الأوساط الإفريقية والعربية والإسلامية، وسط تحذيرات من أن هذه الخطوة قد تمثل بؤرة جديدة مرشحة للاشتعال في منطقة القرن الإفريقي، وتهديدًا مباشرًا لوحدة الدولة الصومالية واستقرار الإقليم.
الاتحاد الإفريقي: أرض الصومال جزء لا يتجزأ من الصومال
وفي هذا السياق، رفض رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، بشكل قاطع أي اعتراف بما يُعرف بـ«أرض الصومال»، مؤكدًا التزام الاتحاد الإفريقي الراسخ بوحدة جمهورية الصومال الفيدرالية وسيادتها وسلامة أراضيها.
وأعرب رئيس المفوضية، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الصومالية «صونا»، عن قلقه البالغ إزاء التطورات الأخيرة المتعلقة بالإقليم، مجددًا الموقف الثابت للاتحاد الإفريقي، المستند إلى المبادئ المنصوص عليها في قانونه التأسيسي، ولا سيما مبدأ احترام الحدود الموروثة عند الاستقلال، كما أقرته منظمة الوحدة الإفريقية في قرارها الصادر عام 1964.
وأكد أن «أرض الصومال» لا تزال جزءًا لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية، مشددًا على أن أي مبادرة أو إجراء يهدف إلى الاعتراف بها ككيان مستقل يتعارض مع المبادئ الأساسية للاتحاد الإفريقي، وقد يشكل سابقة خطيرة تهدد السلم والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.
كما جدد رئيس المفوضية دعم الاتحاد الإفريقي الكامل لجهود السلطات الصومالية الرامية إلى ترسيخ السلام، وتعزيز مؤسسات الدولة، ودفع مسار الحكم الشامل في البلاد.
تحركات دبلوماسية صومالية إقليمية
على الصعيد نفسه، بحث الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، خلال اتصالات هاتفية، مع كل من الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، والرئيس الكيني ويليام روتو، ورئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة سامية حسن صولوحو، والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، ما وصفه بالانتهاك غير القانوني الذي قام به رئيس وزراء إسرائيل ضد استقلال وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية.
وذكرت وكالة الأنباء الصومالية «صونا» أن هذه الاتصالات تناولت التداعيات الخطيرة للخطوة الإسرائيلية، التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتتعارض مع القوانين والمواثيق الدولية.
ومن جانبهم، أكد القادة دعمهم الكامل لوحدة الأراضي الصومالية وسيادتها واستقلالها، مشددين على أن «أي اعتراف بمناطق تنتمي لدولة عضو في الأمم المتحدة بشكل غير قانوني يُعد انتهاكًا صريحًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ولمبدأ الوحدة الترابية للاتحاد الإفريقي، والقواعد المنظمة للعلاقات بين الدول».
وأكدت الرئاسة الصومالية أن الرئيس حسن شيخ محمود يواصل التشاور مع قادة العالم لتعزيز الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية الدولية اللازمة، لحماية وحدة الأراضي وسيادة الجمهورية الصومالية.
إيجاد تؤكد التزامها بوحدة الصومال
من جهتها، جددت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيجاد» التزامها الراسخ بوحدة جمهورية الصومال الفيدرالية وسيادتها وسلامة أراضيها.
وأعلنت أمانة «إيجاد» إحاطتها علمًا بالتطورات الأخيرة في منطقة القرن الإفريقي، بما في ذلك الإعلانات المتعلقة باعتراف إسرائيل بـ«صوماليلاند»، مؤكدة أن جمهورية الصومال الاتحادية لا تزال دولة ذات سيادة وعضوًا كامل العضوية في الهيئة، وأن وحدتها وسلامة أراضيها معترف بها بموجب القانون الدولي.
وشددت الأمانة على أن أي اعتراف أحادي الجانب يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، والاتفاقية المنشئة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية.
ودعت «إيجاد» جميع الشركاء الدوليين وأصحاب المصلحة إلى الالتزام بالقانون الدولي، ودعم الحوار والعمليات السياسية التي تعزز السلام والاستقرار والتعاون الإقليمي.
كما أكدت تضامنها الكامل مع حكومة وشعب جمهورية الصومال الفيدرالية، والتزامها بدعم العمليات السياسية الشاملة والتعاون الإقليمي، بما يخدم تحقيق السلام والاستقرار والازدهار المستدام في الصومال ومنطقة «إيجاد» ككل.
إقرأ المزيد :
