غضب إفريقي وصومالي متصاعد.. دول شرق أفريقيا تدعو إلى احترام وحدة وسيادة الصومال

في ظل استمرار موجة الغضب الإقليمي والدولي الرافضة لقرار إسرائيل الاعتراف باستقلال إقليم “أرض الصومال”، تتوالى المواقف الرسمية والشعبية الصومالية والإفريقية المؤكدة على وحدة وسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، واعتبار أي اعتراف أحادي خطوة باطلة ومخالفة للقانون الدولي ومواثيق المنظمات الإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق، أكدت مجموعة دول شرق أفريقيا مجددًا اعترافها الكامل بـ جمهورية الصومال الفيدرالية كدولة واحدة ذات سيادة، تعمل تحت السلطة الشرعية لحكومة الصومال، مشددة على دعمها الثابت لوحدة الأراضي الصومالية.
وأوضحت المجموعة، في بيان رسمي صدر اليوم الأحد وأوردته وكالة الأنباء الصومالية (صونا)، أنها تتفق تمامًا مع موقف الاتحاد الإفريقي، كما هو منصوص عليه في ميثاق الاتحاد وقراراته المتعلقة بسيادة الصومال ووحدة أراضيه. وأشارت إلى أن هذا الموقف ينسجم مع معاهدة تأسيس مجموعة دول شرق إفريقيا، التي تعترف بالصومال ضمن حدوده الرسمية المعروفة دوليًا منذ نيله الاستقلال.
ودعت المجموعة، في ختام بيانها، جميع الأطراف المعنية إلى احترام سيادة الصومال ووحدة أراضيه، والالتزام بالمعايير القانونية الإقليمية والدولية المتعلقة بسيادة الدول وعدم المساس بحدودها المعترف بها.
البرلمان الفيدرالي يدين الاعتراف الإسرائيلي ويصفه بالباطل قانونيًا
على الصعيد الداخلي، أقرّ البرلمان الفيدرالي الصومالي، خلال جلسة مشتركة غير عادية، قرارًا رسميًا يرفض ويدين أي اعتراف صادر عن إسرائيل من شأنه المساس بسيادة ووحدة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل خرقًا صريحًا للقانون الدولي والمواثيق الإقليمية والدولية.
وأوضح البرلمان، في قراره الصادر بتاريخ 28 ديسمبر/كانون الأول 2025، أن أي اعتراف تدّعيه إسرائيل يشكل انتهاكًا واضحًا لـ ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ الاتحاد الإفريقي، وميثاق جامعة الدول العربية، وميثاق منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدًا أن هذا الاعتراف لا يترتب عليه أي أثر قانوني أو شرعية دولية.
وخلال الجلسة التي عُقدت في مقر فيلا هرجيسا، أعلن البرلمان الفيدرالي، بمجلسيه، رفضه القاطع لأي اعتراف تصدره إسرائيل أو أي دولة أخرى، مشددًا على أن هذا الاعتراف باطل ولاغٍ ولا قيمة قانونية له على المستويين الوطني والدولي.
ودعا البرلمان الحكومة الفيدرالية الصومالية إلى التحرك العاجل لإبلاغ هذا القرار رسميًا إلى الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، ومجتمع شرق إفريقيا، تأكيدًا على حق الشعب الصومالي في حماية سيادته ووحدة أراضيه والحفاظ على استقلاله.
كما شدد القرار على أن أي فرد أو جهة، محلية كانت أو دولية، تخالف أو تنتهك مضامين هذا القرار، ستخضع للمساءلة القانونية وفقًا لقانون العقوبات الصومالي والتشريعات الوطنية ذات الصلة، إضافة إلى القوانين الدولية المعمول بها.
علماء الصومال: الاعتراف الإسرائيلي تهديد لوحدة الأمة
من جانبه، أصدر اتحاد مجالس علماء الصومال بيانًا صحفيًا شديد اللهجة، ندد فيه بما وصفه بـ”التعدي الإسرائيلي” واعترافه المزيف بإدارة إقليم “أرض الصومال”، مؤكدًا أن هذه الخطوة تشكل تهديدًا مباشرًا لوحدة الأمة الصومالية واستقلال جمهورية الصومال الفيدرالية.
وجاء في البيان، الصادر عقب نقاش وتحليل موسعين، أن الاتحاد يعلن رفضه التام لأي تدخل إسرائيلي واعتراف يمس وجود الأمة الصومالية ومعتقداتها، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية تفرض الحفاظ على وحدة الأمة، وأن من واجب كل صومالي منع الانقسام والتدخل الأجنبي، لا سيما من طرف يواصل انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
وحذر العلماء من أن هذا الاعتراف الزائف يمهد الطريق لتنفيذ ما يسمى بـ ”مشروع إبراهيم” أو “الدين الإبراهيمي”، الذي يروج لأفكار تتعارض مع العقيدة الإسلامية الصحيحة، مشيرين إلى أن الهدف الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي من هذه الخطوة هو إضعاف الدور التاريخي للأمة الصومالية في حماية المقدسات الإسلامية وممر باب المندب الاستراتيجي.
ودعا اتحاد علماء الصومال الشعب الصومالي في الداخل والخارج إلى توخي الحذر من أي استخدام أو ترويج لشعارات أو رموز أو أعلام إسرائيل، معتبرًا ذلك مخالفًا لقيم الدين الإسلامي ومبادئ الأمة.
وختم البيان بدعوة جميع السياسيين الصوماليين، بمختلف أطيافهم، إلى إظهار النضج السياسي والمسؤولية الوطنية، والتوحد في الدفاع عن وحدة واستقلال البلاد، ودعم الحكومة الصومالية في جهودها الدبلوماسية والقانونية لحماية الهوية الوطنية للأمة الصومالية.
وأكد اتحاد علماء الصومال أن حماية وحدة الأمة وسيادة الدولة ليست خيارًا، بل واجب ديني ووطني يستوجب الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة أي تدخل خارجي يمس سيادة الصومال ووحدة أراضيه.
إقرأ المزيد :




