رسالة دكتوراه بجامعة الإسكندرية توثق ترميم إرث «فازاني مصور الأهرامات»

تناولت رسالة دكتوراه نوقشت مؤخرًا بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية ترميم ودراسة مجموعة المصور الإيطالي الشهير جيوفاني فازاني، المعروف بلقب «مصور الأهرامات»، والذي يُعد أحد أهم من وثّقوا التحولات التاريخية التي شهدها تمثال أبو الهول في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.

ويُعتبر فازاني مؤرخًا بصريًا لتمثال أبو الهول، حيث بدأ تصويره عام 1890 في وقت كان التمثال مغمورًا بالرمال حتى كتفيه، مرورًا بمراحل الحفائر الجزئية التي قادها كل من ماسبيرو وجريبو، وصولًا إلى الكشف الكامل عن التمثال عام 1931 على يد عالم المصريات الدكتور سليم حسن، وهو العام نفسه الذي شهد وفاة فازاني.

ولد جيوفاني فازاني في روما عام 1859، ودرس في مدرسة الفنون قبل أن يتولى إدارة مدرسة الفنون الحربية في روما. وفي عام 1890 انتقل مع أسرته للإقامة في القاهرة، حيث افتتح أول استوديو تصوير له في شارع الموسكي بالعتبة الخضراء، ثم افتتح عام 1900 الاستوديو الشهير أمام فندق مينا هاوس، ليحمل منذ ذلك الحين لقب «مصور الأهرامات» بفضل أعماله المميزة المرتبطة بالمنطقة الأثرية بالجيزة.

وشكلت مجموعة فازاني الفوتوغرافية نموذجًا علميًا وتطبيقيًا اعتمدت عليه الباحثة الدكتورة ميرڤت جرجس في رسالتها الأكاديمية، التي حصلت بموجبها على درجة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية يوم السبت الماضي. وجاءت الرسالة بعنوان:«دراسة مقارنة بين الطرق التقليدية والحديثة لإزالة ظاهرة ازرقاق الفضة من السلبيات الفوتوغرافية الجيلاتينية – تطبيقًا على مجموعة المصور فازاني (1890–1930م)».

وأوضحت الدكتورة ميرڤت جرجس أن الهدف الرئيسي من الرسالة يتمثل في مساعدة مقتني الصور الفوتوغرافية والأرشيفات الخاصة على فهم أفضل الطرق العلمية للتعامل مع مجموعاتهم، وتقديم أساليب فعالة للحفاظ على الصور التاريخية وصيانتها من التلف، خاصة السلبيات الفوتوغرافية الجيلاتينية التي تُعد من أكثر المواد حساسية للتدهور.

وشارك في الإشراف والمناقشة العلمية للرسالة كل من: الدكتور محمد هلال، والدكتور ياسر سعيد، والدكتور محمود سيف، والدكتورة مها علي، والدكتورة سوسن درويش، في إطار أكاديمي يؤكد أهمية الربط بين الترميم العلمي وتوثيق التراث البصري المصري.

وتُعد هذه الرسالة إضافة مهمة لمجال ترميم الصور الفوتوغرافية والحفاظ على التراث، كما تسلط الضوء على القيمة التاريخية والفنية لأعمال المصور جيوفاني فازاني ودوره البارز في توثيق أحد أهم رموز الحضارة المصرية القديمة.