أخبار عاجلةاخبار افريقياالقرن الافريقى

« الصحة العالمية » تدق ناقوس الخطر : شمال إثيوبيا يواجه انتشارا مروّعا للأمراض

أعربت منظمة الصحة العالمية عن مخاوف جدية من ارتفاع محتمل في الأمراض التي يمكن الوقاية منها في المناطق الشمالية لإثيوبيا – وعلى وجه الخصوص تيجراي – بسبب ما يقرب من عامين من الصراع والعقبات المزمنة أمام الحصول على المساعدات .

وقالت إلهام عبد الحي نور، رئيسة عمليات الطوارئ لمنظمة الصحة العالمية في إثيوبيا: “يحتاج 5.2 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية في تيغراي، يشمل هذا العدد 3.8 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة صحية ونحتاج للوصول إلى هؤلاء الأشخاص.”

وذكر تقرير بثه المركز الاعلامي للأمم المتحدة إنه ليس من الممكن الوصول إلى تيجراي .

وأشارت المسؤولة الأممية إلى المناطق القريبة من تيغراي، قائلة: “لدينا إمكانية الوصول إلى أمهرة وعفار، لذا فنحن نعرف المزيد عن الوضع هناك وتمكنّا من تقديم التدخلات والدعم.”

لكنّها أضافت أنه “لا نتمتع بإمكانية الوصول إلى تيجراي ، لم يُتح الوصول الجوي أو البريّ إلى تيجراي خلال الأسابيع الستة الماضية.”

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، ارتفعت حالات الإصابة بالملاريا بنسبة 80 في المائة في تيغراي وبنسبة 40 في المائة في أمهرة المجاورة مقارنة بالعام الماضي – على الرغم من انخفاض الحالات في أمهرة.

لكنّ الملاريا ليست سوى واحدة من التهديدات المميتة التي تواجه ملايين الأشخاص المتضررين من النزاع، وقد أصدرت الوكالات الإنسانية تنبيهات متكررة نيابة عنهم، منذ اندلاع القتال بين القوات الفيدرالية والانفصاليين في تيجراي في نوفمبر 2020.

يُعدّ تقديم المساعدة في تيجراي أمرا صعبا، حيث تم إغلاق أكثر من نصف المرافق الصحية في المنطقة، مما يترك الناس دون علاج من الصدمات والإصابات وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والأمراض المعدية مثل الكوليرا والملاريا، فضلا عن انخفاض القدرة على الوصول إلى العلاج من الأمراض غير المعدية وخدمات صحة الأم والطفل.

في وقت سابق من هذا الشهر، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن المدنيين ينتظرون تلقي المساعدة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.

كما حذر من أن النازحين الجدد في زيلازيليه في تيغراي كانوا في “وضع حرج للغاية حيث تنام الغالبية العظمى في العراء وهي معرّضة بشكل مباشر للطقس البارد ومخاطر أخرى تتعلق بالحماية.”

وكان مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم جيبرييسوس – وهو من تيغراي – قد أعرب عن مخاوف واسعة النطاق بشأن الأزمة عدة مرات بما في ذلك الأسبوع الماضي، عندما حذر من وجود “نافذة ضيّقة للغاية” لمنع الإبادة الجماعية هناك.

وأكدت الوكالة الأممية أنه على الرغم من الحواجز المادية وعوائق الوصول إلى الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تواجهها فرق الإغاثة العاملة في تيغراي، تظهر تحديثات منتظمة كافية تصدر من المنطقة – يتم تسليمها في بعض الأحيان باليد إلى منظمة الصحة العالمية.

نقص في الغذاء

ونقل التقرير عن بيانات برنامج الأغذية العالمي، لاحظت منظمة الصحة العالمية أنه في أمهرة وعفار يعاني بشكل رئيسي 19 في المائة و14 في المائة من الأطفال النازحين دون سن الخامسة من انعدام الأمن الغذائي، بينما في تيغراي “العدد هائل” – يعاني 89 في المائة من السكان – من انعدام الأمن الغذائي ويعاني نصفهم تقريبا من انعدام الأمن الغذائي الشديد.

وقال ألطاف موساني، مدير تدخلات الطوارئ الصحية متحدثا من جنيف: “يعاني طفل واحد تقريبا من بين كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة في تيغراي من سوء التغذية.”

وقال: “تبلغ نسبة سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال في المنطقة 6 في المائة، ولم يتلق 65 في المائة من الأطفال الدعم الغذائي منذ أكثر من عام.”

وسلّط موساني الضوء على الصلة الواضحة بين سوء التغذية والمرض، ووصف كيف تم قطع الخدمات الصحية الأساسية.

كما أن فهم الحجم الحقيقي للاحتياجات كان معقدا بسبب حقيقة أن 30 في المائة فقط من المرافق الصحية في تيغراي لا تزال قادرة على تقديم تقارير أسبوعية عن الحالة إلى منظمة الصحة العالمية.

قال موساني إن خدمات التحصين (هي) شريان الحياة للأطفال من أجل بقائهم على قيد الحياة: “لقد توقفت هذه الخدمات.”

وأضاف أن ثمّة تقارير مؤكدة عن نفاد المخزون؛ السوائل الوريدية والمضادات الحيوية والأدوية العلاجية الأخرى غير موجودة في تلك المرافق، “وقد تلقينا تقارير مباشرة عن تلك المعلومات.”

وأصرّت المنظمة على أنه مع بدء محادثات السلام بين المتحاربين هذا الأسبوع في جنوب أفريقيا، فإن مجتمعات تيغراي بحاجة ماسة إلى وصول مضمون وآمن لتقديم المساعدة المنقذة للحياة.

من جانبها، قالت إلهام عبد الحي نور، رئيسة عمليات الطوارئ لمنظمة الصحة العالمية في إثيوبيا: “كان الوصول متقطعا بين مارس وأغسطس، وخلال الهدنة الإنسانية (في عفار وأمهرة وتيجراي) تمكنّا من إدخال – ليس الكثير – ولكن في الحقيقة كمية صغيرة تغطّي حقا جزءا يسيرا من الاحتياجات هناك.”

وأضافت تقول: “تمكنّا أيضا من دعم الخدمات الأساسية في تيجراي، ودعم حملة التطعيم ضد الحصبة، لكننا لم نتمكن من توزيع الإمدادات بسرعة كبيرة بسبب قلة النقد والوقود. لم نتمكن من القيام بأنشطة الوقاية من الملاريا للأسباب نفسها؛ ولم نتمكن من تمديد حملة التطعيم ضد كوفيد-19 إلى أبعد من العاصمة ميكيلي، لذلك لدينا مشكلة كبيرة في الوصول إلى هناك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »