أخبار عاجلةمصر

رئيس الوزراء : مصر لن تفرط أبدا في حقها التاريخي في نياة النيل .. ومدبولي : ندير ملف سد النهضة بمنتهى الحكمة والصبر

شدد رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي،على ثوابت الموقف المصري بأن مصر لن تفرط أبدًا في حقها التاريخي في مياه النيل ولن تفرط بأي نقطة من حصتها المائية , مؤكدا أن كلمة رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فعاليات “أسبوع المياه” الأخيرة جاءت واضحة وحاسمة بشأن ملف سد النهضة؛ مطمئنا المواطنين بأن مصر تدير ملف سد النهضة الإثيوبي بمنتهى الحكمة والصبر.
وقالرئيس الوزراء المصري – خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم /الأربعاء/ عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة – أن الرئيس أكد في كلمته أن “حرصنا على التفاوض مع اشقائنا في إثيوبيا لا يأتي من منطلق ضعف بل على العكس تماما“.
وتابع :”نحن – كدولة – نعي التحديات الموجودة، واستطاعنا أن نتجاوز مراحل ملء السد السابقة دون أن تتأثر حصتنا المائية؛ لكن يبقي التوصل إلى اتفاق ملزم مع أشقائنا في إثيوبيا والسودان على عملية الإدارة لكل منظومة المياه وإدارة المياه على امتداد النيل الأزرق تحديدًا، لأنه النيل المشترك ما بين الثلاث دول، أملا أن يتم ذلك خلال الفترة المقبلة .

وأعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر ستستضيف المؤتمر الخاص بإعادة الإعمار في قطاع غزة خلال الفترة القادمة، عقب تثبيت وقف إطلاق النار، موضحاً أنه مازالت هناك خطوات صعبة وشاقة في عمليات التفاوض وتثبيت الوضع على الأرض والانتقال إلى الخطوات الأخرى؛ “لكن لدينا أمل في الله عز وجل، بالإضافة إلى الإخلاص في هذا الملف والتفاوض القوي الذي تشارك فيه الدول الداعمة لإنجاح هذه المبادرة والاتفاق، وسوف تكلل هذه الجهود بالنجاح بمشيئة الله“.

وقال مدبولي  “ما تابعناه – بكل فخر واعتزاز – خلال مؤتمر شرم الشيخ للسلام، يعيد ويسترجع لنا جميعاً أن مصر دائما كانت سباقة للسلام”، لافتاً في هذا الصدد إلى ما أشار إليه السيد رئيس الجمهورية خلال كلمته، من أن مصر كانت أول دولة تأخذ هذا القرار، وذلك خلال فترة السبعينيات، من خلال الزعيم الراحل محمد أنور السادات، بالمضي قدماً في عملية السلام، مُضيفاً أن اليوم تكرر مصر نفس الموضوع وليس لنفسها بل للأشقاء الفلسطينيين، وذلك من خلال التعاون والتنسيق مع مجموعة من الدول الشقيقة والحليفة والصديقة، ومن ذلك الأشقاء في دولة قطر، وكذا الولايات المتحدة الامريكية، ودولة تركيا، ومختلف الدولة الصديقة والداعمة، والذي شهد زعماؤها هذا الاتفاق المهم، مُتطلعاً إلى استكمال باقي الخطوات التالية لهذا الاتفاق الذي نأمل أن ينهي مُعاناة الشعب الفلسطيني.

وأضاف مدبولي – وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء – أن مؤتمر شرم الشيخ للسلام، يعد الحدث الأبرز ليس فقط خلال هذا الأسبوع، بل الحدث الأبرز لعام 2025، والذي انعقد برئاسة مُشتركة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وبتواجد عدد كبير من زعماء دول العالم، بأكثر من 20 زعيماً وقائداً شاركوا معنا جميعاً للاحتفال بتوقيع هذا الاتفاق التاريخي الذي ساهم في وقف حرب شرسة وكارثية بكل المقاييس على أشقائنا في فلسطين دامت لعامين كاملين.

وقال: قبل استعراض تفاصيل القمة، التي كانت بشراكة قوية من الولايات المتحدة الأمريكية، ودولة قطر الشقيقة، وتركيا، أود التأكيد على عدة نقاط رئيسية مهمة جداً، نتذكرها سوياً، فوسط كل مشاهد الحرب المؤلمة والمأساوية التي كنا جميعاً نعاني منها، ونشاهد تفاصيلها كل يوم على شاشات التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وقفت مصر بقيادتها وشعبها وقواتها المسلحة وكل مؤسساتها ودبلوماسيتها الرصينة، لتؤدي واجبها بمنتهي القوة والشفافية، والشرف والحكمة والنزاهة في هذه القضية منذ أول يوم.

وتابع رئيس الوزراء: قواتنا المسلحة كانت تقف شامخةً لحماية حدودنا وأمننا القومي، ولم ولن تفرط في أي حقوق لهذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعاً، وقد مدت مصر يد العون لأشقائنا في فلسطين بكل ما نستطيع من قوة في ضوء المتاح لنا في خضم هذه الحرب غير الإنسانية التي كانت تفرض على أشقائنا في فلسطين، ولم نتخل عنهم يوماً واحداً، على الرغم من كل حملات التشوية والإنكار والتشكيك فيما تقوم به مصر، فمصر بذلت كل جهودها مع أشقائها في قطر وكذا الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وكل الدول الأخرى أمام كل المحافل والمؤتمرات الدولية، وكانت دائماً مصر ما تركز على عرض القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وحقه الدائم في إنشاء دولته المستقلة.

وأردف: نجحنا بالفعل في المشاركة مع كل حلفائنا وأصدقائنا في تكوين رأي عالمي يموج بالدعم والتأييد للموقف الذي بدأته مصر في هذه الحرب من بدايتها، وأصبح هناك رأيا عالميا قد تشكل لدعم الفلسطينيين ودعم فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة؛ وهو الأمر الذي تجلي بوضوح في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر تواتر الاعتراف بفلسطين من العديد من الدول.

وأشار مدبولي إلى أن الدولة المصرية قامت – خلال الفترة الماضية – من خلال أجهزتها المختلفة سواء الدبلوماسية أو السيادية بتفاوض طويل وشاق لتحقيق عملية وقف إطلاق النار سواء الذي تحقق في وسط الحرب، أو الاتفاق النهائي الذي كلل بالنجاح في الأيام القليلة الماضية، مُؤكداً وضوح الأمور بالنسبة للدولة المصرية منذ اليوم الأول للحرب بمختلف المخططات التي كان هناك العديد من المحاولات لتمريرها بهدف تصفية القضية الفلسطينية تماماً، وتهجير الاشقاء الفلسطينيين من موطنهم الأصلي تحت دعوى الظروف الإنسانية التي يعانون منها، وكذا المشكلات والتحديات التي تواجههم، وضرورة الذهاب إلى أماكن أخري تضمن لهم الحياة والبقاء، مؤكداً أيضاً على موقف مصر الواضح ورفض أي محاولات تستهدف تهجير الاشقاء الفلسطينيين، وهو الذي يعني تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.

وفي هذا الصدد، جدد رئيس الوزراء تقديم التحية والتقدير للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، قائلاً: “فخامة الرئيس السيسي منذ اليوم الأول لهذه الأزمة كان صمام أمن الدولة المصرية، برؤيته الواضحة وموقفه الثابت الذي لم يتغير قيد أنملة في هذا الأمر”، مُضيفاً: بمتابعة مختلف التصريحات، وكل مواقف فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، نجدها واحدة منذ اندلاع الأزمة، لافتاً إلى أن ما حدث في مؤتمر شرم الشيخ للسلام والاتفاق الذي تم التوقيع عليه، يأتي تحقيقاً لمختلف الثوابت التي نادت بها مصر منذ اللحظة الأولي لهذه الازمة.

ولفت الدكتور مصطفى مدبولي، إلى كلمة فخامة السيد رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فعاليات مؤتمر شرم الشيخ للسلام، والتي أكد خلالها على ثوابت الدولة المصرية، وعلى حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وأن كل الخطوات التي تتم على الأرض اليوم هي بمثابة تمهيد واستشراف لتحقيق هذا الأمر في القريب العاجل بمشيئة الله.

وعن ادعاءات عدم فتح الحدود لإدخال المساعدات، قال مدبولي: دائماً ما كنا نؤكد أن المعبر له اتجاهان، وإن كانت لمصر السيطرة على اتجاه داخل الحدود المصرية، لكن الاتجاه الآخر ليس تحت السيطرة المصرية، لافتًا إلى أن أبلغ دليل على هذا، أن بعد الاتفاق مُباشرةً أصبح هناك حجم هائل من دخول شاحنات المساعدات من الجانب المصري، مُشيرًا إلى مشاركة وزيرة التضامن الاجتماعي في المؤتمر الصحفي، والتي سوف تتحدث تفصيليًا عما تم إدخاله من مساعدات على مدار الفترة الأخيرة.

وانتقل رئيس الوزراء بحديثه إلى الشأن الاقتصادي، حيث أوضح أنه خلال جولة محافظة القليوبية كان قد أشار إلى إعلان مؤسسة “ستاندرد آند بورز” زيادة ورفع التصنيف الائتماني لمصر، والانتقال من المستوى (B-) إلى (B) مع نظرة مُستقبلية مُستقرة، لافتًا إلى أن هذا أعلى تصنيف تمنحه المؤسسة لمصر منذ سبع سنوات، وفي نفس الأسبوع أكدت مُؤسسة “فيتش” على التصنيف المُتقدم لمصر مع نظرة مُستقبلية مُستقرة، وبالتالي كل هذا بمثابة شهادة تقدير للخطوات الإصلاحية التي نفذتها الدولة والحكومة المصرية خلال الفترة الأخيرة، والتي أدت إلى تحسن كل المؤشرات الاقتصادية واصبحت محل إشادة من جميع العالم.

واختتم رئيس الوزراء حديثه بالإشارة إلى أبرز ما جاء بالتقرير المُحدث الصادر عن “صندوق النقد الدولي” الذي رفع توقعاته لزيادة نمو الاقتصاد المصري لعام 2025 من 4% إلى 4.3%، بالإضافة إلى توقعاته أنه خلال عام 2026 سيزيد نمو الاقتصاد المصري إلى 4.5% على الأقل، بالإضافة إلى تأكيد “البنك الدولي” في هذا الشأن ورفع توقعاته للاقتصاد المصري لأكثر من ذلك، مُوضحًا أن كل هذه المؤسسات الدولية المعنية بالاقتصاد تؤكد أن الدولة المصرية تسلك المسار الصحيح في برنامج الإصلاح الاقتصادي.

 

إقرأ المزيد :

تحرك عاجل من مصر بعد اعلان إثيوبيا انتهاء وتشغيل سد النهضة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »