سيدة الأعمال السودانية نرمين قرقفي في حوار مع ” أفرو نيوز 24 ” : التنوع الثقافي في السودان ثروة وثراء حقيقي يجب الإحتفاء به وابرازه في كافة المحافل

سيدة الأعمال السودانية نرمين قرقفي توصف بأنها أحد أبرز منظمي المهرجانات التراثية وعروض الأزياء في السودان، حيث قامت بالفعل بتنظيم عدد من الفعاليات في السودان عقب ثورة ديسمبر 2019 في السودان حيث وجدت عروض الأزياء والمهرجانات التراثية موطئ قدم لها في المجتمع السوداني كأحد الفنون التي لاقت ترحيبا كبيرا في الأوساط الشعبية والثقافية السودانية .

نرمين قرقفي التي تستعد لتنظيم أول مهرجان للتراث السوداني بالقاهرة يوم 27 مايو الجاري تحت شعار ” العز وطن ” كشفت في  حوارها مع ” أفرو نيوز 24 ” عن تفاصيل المهرجان والجهات المشاركة , كما حرصت علي التأكيد  علي تمسكها في كل المهرجانات التراثية وعروض الأزياء التي تقوم بتنظيمها بكل الموروثات والتقاليد والأعراف التي يتميز المجتمع السوداني ، وفي ذات الوقت الحرص إبراز التنوع الثقافي في البلاد. 

وفيما يلي نص الحوار :

>> بداية ما الهدف من إطلاق مهرجان التراث السوداني الأول في القاهرة خلال أيام ؟

– بدايه أسمح لي قبل أن أبدأ حواري معك بأن أشكر الشقيقة قولًا وفعلًا جمهورية مصر العربية شعبًا وحكومة , فقد جسدوا كل معاني الإخاء والترابط بين البلدين الشقيقين السودان ومصر وهذا ليس بغريب علي مصر التي ظلت علي الدوام أبوابها مشرعة لكل الأشقاء , وكانت ولا زالت الملاذ الآمن لكل المنكوبين ولن ننسي نحن كسودانيين في هذا الظرف العصيب التي نمر به ونحن في أمس الحوجة لأشقائنا كانت مصر أول من مدت يد العون لنا كشعب وبلد  , كما نسأل الله ان يحفظ مصر وشعبها
كما أود ان أشكر موقع ” آفرو نيوز 24 ”  علي الإستضافة ونتمني أن نشكل إضافة للقارئ الكريم .

ليس المهرجان الأول

بالعودة إلي سؤالك أود أن أذكر هنا أنه قد سبق لنا تنفيذ عدد من المهرجانات في السودان وكان آخرها مهرجان التراث القومي السوداني في العام ٢٠٢٢ م , أو بمعنى أدق انه ليس  المهرجان  الأول بالنسبة لنا ولكنه و لأول مرة يقام خارج السودان في الشقيقة مصر تحديدًا .
وقد كنا نستهدف اقامة المهرجان في مصر حتى من قبل الحرب والهدف من ذلك العلاقات التاريخية والمصير المشترك الذي يربط البلدين والتأكيد علي أن شعبي مصر والسودان تربطهم روابط النسب والدم والمصاهرة
وخصوصًا ان هنالك ثقافات مشتركة بين الشعبين في البلدين الشقيقين , وهذا الجانب هو من الأهداف التي نحب أن نبرزها ونحتفي بها ونعرف بها الشعبين بغرض توطيد وتمتين الأواصر بين الأشقاء بين مصر والسودان .

>> في رأيك ما الذي يميز التراث السوداني ؟

– ما يميز التراث السوداني هو التنوع الثقافي الفريد بين مكونات المجتمع السوداني والذي ساهم بدوره في خلق مزيج مميز ثقافي في لوحة كبيرة إسمها السودان , وكما هو معلوم أن السودان بلد غني جدأ بموارده , فمن وجهة نظري أن أهم مورد هو التنوع الثقافي وهو ثروة وثراء حقيقي يجب الإحتفاء به وابرازه في كافة المحافل .

السودان بلد متنوع الثقافات

>> معروف أن السودان يتميز بحضارته وتراثه وامتداداته الثقافية مع كثير من دول الجوار  .. كيف يمكن استغلال هذا الامر للترويج للثقافة والتراث السوداني ؟

–  كما ذكرت لك سابقا السودان بلد متنوع الثقافات ولديه إمتداد ثقافي مع دول الجوار ومن أهم تلك الدول التي نرتبط بها وجدانيًا كشعب سوداني هي الشقيقة مصر التي نتداخل معها في عدد من الثقافات , وهذا ما يؤكد علي ضرورة التعريف والتأكيد على العلاقة الضاربة بين الشعبين المصري والسوداني , والعمل علي زيادة تقوية الأواصر الشعبية من خلال ذلك التداخل الثقافي , كما أن مصر تعتبر دولة رائدة ولها تاريخ في مجال الفن والثقافة ولها تاريخ ضارب في كل المجالات الفنية .

>> هل تتوقعين نجاح المهرجان خاصة في ظل ما يشهده السودان حاليا من حرب ؟

– بإذن الله ثقتي في الله كبيرة كما نسأله ان يرفع البلاء عن السودان وشعبه وينعم عليه بالأمن والاستقرار والسلام  , وأؤكد لك أن الطريق الي ذلك أي السلام والأمن والإستقرار في السودان يكمن في كيفية إدارة ذلك التنوع , وهو أيضًا من أهدافنا بقية خلق جذور التواصل بين المكونات الثقافية في السودان للوصول في نهاية المطاف الي رتق النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي وقبول الآخر بين المكونات الثقافية في السودان .

>> هل يمكن القاء الضوء علي أهم الجهات المشاركة في المهرجان .. وأهم الفعاليات التي سيشهدها ؟

– أولًا المهرجان تحت مظلة وتشريف الدكتور يوسف بن علي الكاظم رئيس الإتحاد العربي للإعلام التراثي وعدد من الشخصيات السودانية و المصرية البارزة في كل المجالات وتتضمن الفعاليات عرض للتراث السوداني بكل أنماطه وتنوعه سواء أزياء ومأكولات وآلات موسيقية وعادات وتقاليد ومعرض للفولكلور كما تتضمن الفعاليات وأيضا الثقافات المشتركة بين السودان ومصر .

إبراز حقيقة ما يجهله الكثيرون عن السودان

>> كانت لك تجارب سابقة بتنظيم مهرجانات وعروض أزياء داخل السودان .. كيف تقيمين هذه التجارب خاصة وأنك شخصيا تعرضت لانتقادات كبيرة بسبب هذه الفعاليات ؟

– بالفعل لدي عدد من التجارب بتنظيم مهرجانات داخل السودان ويمكنك القول أنني أول من بدأت بتفيذ المهرجانات بصورة رسمية في السودان وكان الإطار العام لكل هذه الأعمال هي إبراز الهوية والتراث والتنوع الثقافي في السوداني وأنا راضية عنها كل الرضا وأتطلع من خلال ذلك  إبراز حقيقة ما يجهله الكثيرون عن السودان .

وفيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك المتعلق بالإنتقادات ,  ففي إعتقادي فإن أي عمل يطرح للرأي العام لابد فيه من إنتقادات وفي المقابل كانت هناك كثير من الإشادات والإطراء بما قمنا به من أعمال خاصة و أننا ألقينا حجر في بركة المياه الساكنة فيما يخص كيفية إدارة ذلك التنوع الثقافي في السودان.

وأؤكد هنا  علي أننا نتمسك في كل المهرجانات التراثية وعروض الأزياء التي نقوم بتنظيمها بكل الموروثات والتقاليد والأعراف التي يتميز المجتمع السوداني ، وكما ذكرت لك في ذات الوقت نحرص على إبراز التنوع الثقافي في البلاد.

قادرة علي المنافسة عالميا

>> في رأيك هل بمقدور بيوت الأزياء السودانية المنافسة عالميا ؟

– نعم خصوصًا من خلال ذلك التراث والتنوع الذي يخلق زخمًا وشغفًا تستقطب به الجمهور وتلفت به أنظار كل المهتمين في العالم , أنا أقر بأن هنالك بعض النواقص التي لا تندرج تحت مسمي العيوب ومن الممكن تداركها بقليل من الخبرة والتجارب وفتح قنوات للتواصل مع دور الأزياء العالمية والتسويق الأمثل الذي يمكن بيوت الأزياء في السودان من عرض بيوت الأزياء متجهة في السوق العالمي , وخصوصًا ان هنالك عدد ليس بالقليل من المبدعين في هذا المجال في السودان .

>> أخيرا هل يمكن أن نلقي الضوء علي من شخصية نرمين قرقفي ولماذا دخلت هذا المجال وما الذي تهدفين إليه من الدخول فيه ؟

– أنا نرمين عوض شريف خريجة جامعة الخرطوم بكالريوس إدارة أعمال , أصف نفسي دائما بأنني مهتمة بالتراث والثقافة , كما أعتبر نفسي نموذجا للتداخل المشترك بين مصر والسودان , فأنا نوبية من أقصي شمال السودان ودخولي لهذا المجال لم يكن محض صدفة فمنذ نعومة أظافري مهتمة بهذا المجال وكرست ذلك الإهتمام والشغف والموهبة بالعمل والتجارب والبحث كما أنني مهتمة وباحثة ومحبة جدأ للتنوع الثقافي والتراث .

إقرأ المزيد :

قريبا .. انطلاق أول مهرجان تراثي يجمع ثقافات وادي النيل بالقاهرة