أخبار عاجلةمصر

السفير أشرف إبراهيم الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في حوار مع ” أفرو نيوز 24 ” : الوكالة هي الذراع التنموية للحكومة المصرية في أفريقيا ” 1 – 2 “

>> مصر لها دور تاريخي في مساعدة الدول الأفريقية لتحقيق التنمية منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي

>> أحد نقاط القوة لمصر في مساهماتها في مساعدة الدول الأفريقية هي عملية رفع القدرات والتدريب

>> جانب رئيسي من عمل الوكالة رفع وتنمية القدرات الأفريقية في جميع المجالات

>>  نقوم بتنظيم دورات في مجال الكهرباء خاصة وأن عدد كبير من الدول الأفريقية تعاني من مشكلة نقص الطاقة الكهربائية

 

 

تطورات كبيرة  شهدتها العلاقات المصرية الأفريقية منذ العام 2014 منذ بداية عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث شهدت العلاقات بين القاهرة ومختلف العواصم الأفريقية زخماً قويا على مدار السنوات العشر الماضية يعززه إرادة سياسية مصرية حقيقية على أعلى المستويات بالارتقاء بهذه العلاقات مع دول القارة في كافة المجالات خاصة المجالات التنموية ,وفي هذا الإطار اتخذت القيادة السياسية المصرية قرارا بإنشاء “الوكالة المصرية من أجل التنمية ” التي دشنت عملها رسميا في العام 2014  لتصبح أحد أدوات الدولة المصرية لدعم وتعزيز جهود تحقيق التنمية في قارة أفريقيا ودعم جهود دول القارة في تنفيذ أجندة أفريقيا 2063.

ولمناسبة مرور 10 سنوات علي تدشين عمل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية أجرت ” أفرو نيوز 24 ” حوارا شاملا مع السفير أشرف إبراهيم الأمين العام للوكالة الذي أكد أن مصر كانت دائما تقف إلى جانب شقيقاتها من الدول الأفريقية سياسيا واقتصادياً واجتماعياً، وكان لها دور كبير فى دعم حركات التحرر في أفريقيا في الخمسينات والستينات، وسعت دائما إلى دعم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة سواء ثنائياً أو من خلال الاتحاد الأفريقي.

السفير أشرف إبراهيم أكد في حواره أن الوكالة تمثل الذراع التنموية للحكومة المصرية في أفريقيا , متطرقا إلي آليات عمل الوكالة والدور الذي تقوم به في مساعدة الدول الأفريقية في تحقيق عملية التنمية .

وفيما يلي نص الحوار :

>> تكمل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية  خلال أيام عامها العاشر منذ بدء تدشين.. فهل يمكن القاء الضوء علي الوكالة وآلية عملها والدور الذي تقوم به في مساعدة الدول الأفريقية في تحقيق عملية التنمية ؟

–   مصر لها دور تاريخي في مساعدة الدول الأفريقية لتحقيق التنمية والجميع يعرف هذا الدور منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي , مصر دولة مؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية والتي تحولت بعد ذلك إلي الاتحاد الأفريقي فمصر كانت من الدول الرئيسية المؤسسة للاتحاد وأشير هنا إلي أن أول اجتماع لمنظمة الوحدة الأفريقية كان في القاهرة .

بالطبع الدور يختلف ففي فترة الستينيات كانت غالبية الدول الأفريقية لم تستقل بعد وكانت ترزخ تحت الاحتلال والدور الرئيسي وقتها كان دعم حركات التحرر ومساعدة الدول الأفريقية الصديقة علي الاستقلال وهذا الدور استمر لسنوات طويلة , وفي ثمانينات القرن الماضي كان هناك اهتمام لدي الدولة المصرية بأن يكون هناك إطار مؤسسي لدعم جهود التنمية في الدول الأفريقية  وتم انشاء الصندوق الفني لدعم التعاون مع أفريقيا العام 1985  وقام الصندوق بدور كبير جدا حيث كان يمثل دعما مؤسسيا للدول الأفريقية بحيث يكون هناك محددات وأهداف ووسائل .

رفع القدرات

20464786821683037732 السفير أشرف إبراهيم الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في حوار مع " أفرو نيوز 24 " : الوكالة هي الذراع التنموية للحكومة المصرية في أفريقيا " 1 – 2 "

وأحد نقاط القوة لمصر ومساهماتها في مساعدة الدول الأفريقية هي عملية رفع القدرات والتدريب , فأفريقيا في جزء كبير منها تفتقر لوجود كوادر مدربة  لذلك فهي تحتاج إلي أن تكون هناك تنمية للكوادر بحيث تستطيع أن تدير وموارد الدولة , بالطبع الدول الأفريقية زاخرة بالكوادر لكنها تحتاج إلي تنمية .

أنا دائما أطلق تعبير شخصي بأن التعاون مع أفريقيا في بناء القدرات قد يكون مفيد وأسهل  أكيد هناك مناطق أخري في العالم لديها خبرات في بناء القدرات مثل أوروبا  لكننا في مصر نتميز بأننا في الوسط وبالتالي الإمكانيات التي نستطيع تقديمها تكون وسيطة وتستطيع تقديم مستويات عالية قد يكون من الصعب علي أية جهات أخري تقديمها أو الوصول إليها .

 جانب رئيسي من عمل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية رفع وتنمية القدرات في جميع المجالات خاصة في مجالات الزراعة والموارد المائية والشرطية ومجالات الكهرباء والنقل الجوي , تقريبا نحن نعمل في جميع المجالات وقد كان صندوق دعم التعاون الفني مع أفريقيا يعمل في هذه المجالات هذا جزء والجزء الثاني من مجال عملنا هو إرسال الخبراء المصريين للدول الأفريقية خاصة في المجالات الطبية , وأوقات كثيرة كان يتواجد أكثر من 100 خبير مصري في الدول الأفريقية في جميع المجالات .

في بداية التسعينيات ومع انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككة وانشاء دول الكومنولث كانت هذه الدول مهمة جدا للتعاون مع مصر خاصة وأنها دول إسلامية , فتم إنشاء صندوق الكومنولث , وقد كنا نعمل علي مسارين وأشير هنا الي أنه في وقت من الأوقات كان الكثيرون يطالبون بأن مصر يبنغي ان تكون لديها مظله للتعاون من أجل التنمية , ومع بدايه عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2014 تم انشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بدمج الصندوقين , بالطبع العنوان يتحدث عن الشراكة من أجل التنمية بصفة عامة ولم يحدد منطقة بعينها إنما تركيزنا الرئيسي في القارة التي ننتمي لها وهي القارة التي مصالحنا ومصالحها تهمنا , وبالتالي التركيز الرئيسي لعمل الوكالة هي القارة الأفريقية , صحيح لنا بعض الأنشطة الأخري مع دول الكومنولث ومع الدول النامية الصغيرة انما كما ذكرت لك تركيزنا الرئيسي في عملنا كما ذكرت لك هي القارة الأفريقية .

أخذنا أساس العمل الذي كان يقوم به صندوق دعم التعاون الفني مع أفريقيا وهو رفع القدرات والتدريب وارسال الخبراء و نعمل تقريبا علي ذات العناصر لكن بتوسع وتركيز أكبر فالهدف الرئيسي هو دراسة الاحتياجات والعمل عليها , فعلي سبيل المثال اليوم جزء كبير من دول القارة يعاني من مشاكل وعدم استقرار وجماعات متطرفة في المناطق خاصة دول منطقة الساحل والصحراء , وبالتالي في جزء من عملنا هو التدريب في مجال مكافحة الإرهاب التطرف الديني وهذا يتم خلال دورات تدريبية , وأذكر هنا أنه سيتم قريبا اطلاق برنامج لمكافحة التطرف الديني في الصومال من خلال تدريب القيادات القبلية بالتعاون مع الأزهر .

مشكلة نقص الطاقة الكهربائية في أفريقيا

 

 ومن المجالات الأخري التي نقوم بتنظيم دورات فيها مجال الكهرباء خاصة وأن عدد كبير من الدول الأفريقية تعاني من مشكلة نقص الطاقة الكهربائية  فأفريقيا لديها قدرات كبيرة في الطاقة لكن دولها تعاني من نقص الإنارة يكفي أن أشير هنا الي أن بعض الدول لا تتعدي نسبة الإنارة بها 7 % , إضافة الي نقص مياة الشرب النظيفة , فهذه مجالات نقوم بدور كبير فيها في عملية التدريب , ووزارة الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة تعمل علي التدريب في هذا المجال لرفع قدرات الدول الأفريقية لمساعدتها في انارة القارة , وهذا كان أحد أهداف رئيس البنك الأفريقي للتنمية الدكتور إديسينا , ونحن نعمل علي هذا المجال من فترة طويلة جدا وبالطبع هناك تطور دائم مثل صيانة الشبكات واقامتها , اضافه إلي الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية , حيث نقوم بتدريب الكوادر الافريقية علي هذه المجالات بحيث تكون هناك تنمية في الدول الافريقية .

أيضا هناك جزء من عمليات التدريب في مجال الزراعة فأفريقيا قارة زراعية بامتياز وتملك موارد هائلة غير مستغلة , فنحن نعمل علي التدريب في جميع مجالات الزراعة , وأيضا التدريب في مجال الري , صحيح أفريقيا قارة تسقط عليها كميات كبيرة من الأمطار وتعتمد في ري الأراضي الزراعية علي مياة الأمطار , لكن الدول الأفريقية في حاجة لوسائل الري الحديثة لمساعدتها علي زيادة الانتاج من المحاصيل الزراعية .

هناك مجالات كثيرة للتعاون من بينها مجالات الاستشعار عن بعد , نحن هنا لا نتحدث عن تصنيع أقمار صناعية لكن نتحدث عن استخدامات هذه الوسائل للمساهمة في الزراعة والصناعة والتغيرات المناخية , خاصة وأن أفريقيا من المناطق التي تتأثر بشدة من التغيرات المناخية .

وكما ذكرت لك نعمل ايضا في مجال ارسال الخبراء المصريين للدول الافريقية , صحيح أن هذا الأمر أقل من الفترات السابقة , لكننا مستمرون في إرسال الخبراء المصريين لعدد من الدول الأفريقية في مجالات محددة علي رأسها المجال الطبي والزراعة والري , نتعاون في هذه المجالات الثلاث مع هيئات و وكالات تنمية أخري مثل الجايكا التي لنا معها تعاون طويل جدا قد يمتد لأكثر من 30 عام .

التعاون الثلاثي

السفير أشرف إبراهيم الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في حوار مع " أفرو نيوز 24 " : الوكالة هي الذراع التنموية للحكومة المصرية في أفريقيا " 1 – 2 "

>>  تقصد هنا التعاون الثلاثي ؟

-صحيح , فقد يكون هناك دول أخري تملك خبرات مختلفة قد تفيد أفريقيا  ونحن في مصر لدينا القدرة أن نقدم هذه  البرامج أو التدريبات المتعلقة برفع القدرات , وبالتالي نتعاون مع الجايكا اليابانية في مجالات الزراعة ومجالات محددة من الطب لدي اليابانيين اهتمام بها مثل الأمراض المتوطنة والأوبئة , وفي مجال الزراعة اليابانيين لديهم اهتمام خاص بزراعة الأرز , ونحن نتعاون معهم في عدد من مجالات الزراعة لكن زراعة الارز هي أحد المجالات التي لديهم اهتمام كبير بها مثلما ذكرت لك .

>> وماذا عن المراكز الطبية المصرية الموجودة في عدد من الدول الأفريقية ؟

نحن نعمل في حدود امكانياتنا كوكالة التركيز علي المجال الطبي بإنشاء عدد من المراكز الطبية في عدد من الدول الافريقية كان لدينا مركزين في بوروندي أحدهما متخصص في غسيل الكلي وهو تخصص تعاني منه بوروندي ونحن نقوم بتجهيز المركز من أطباء وأجهزة والمستلزمات والمركز الثاني تخصص باطنة وطب أسنان .

وفي جنوب السودان لدينا مركز طبي كبير في جوبا ومركز مصري في الجابون ومركز طبي في أوغندا بجنجا , وهناك مشروع جديد نعمل عليه حاليا نساهم فيه كحكومة مصرية ووكالة في رواندا بإنشاء مركز الدكتور مجدي يعقوب ” مركز القلب المصري الرواندي ” , أوضح هنا أنه ليس المقصود به رواندا فقط , صحيح أن مقره في رواندا لكن المقصود هو أن يكون مركز إقليمي يخدم مواطني جميع الدول المحيطة برواندا , الظروف متاحة بشكل أفضل أن يتم انشاء هذا المركز في رواندا , هذا المشروع تساهم فيه الوكالة إضافة الي عدة جهات أخري بالتعاون مع مركز الدكتور مجدي يعقوب والحكومة الرواندية وشركة أوراسكوم .

أعتقد اننا سنستمر في دعم هذا المركز لأنه يقدم صورة ممتازة عن مصر وفي ذات الوقت يقدم خدمات طبية قد تكون غير متوفرة في دول شرق أفريقيا , يحيث يوفر علي مواطني تلك الدول عناء السفر للخارج لتلقي العلاج , وذلك لان المركز قريب بالنسبة لهم وتكلفة العلاج لن تكون مرتفعه بالنسبة لهم , وفي ذات الوقت فهذا المركز سيتيح الفرصة لتدريب الأطباء الروانديين ومن دول شرق أفريقيا لتخريج كوادر أفريقية في هذا المجال , وفي رأيي هي بالفعل تجربة جديرة بالتعميم سواء من خلال الدولة المصرية والوكالة أو من خلال القطاع الخاص المصري .

مبادرة تنمية دول حوض النيل

23.12.23 السفير أشرف إبراهيم الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في حوار مع " أفرو نيوز 24 " : الوكالة هي الذراع التنموية للحكومة المصرية في أفريقيا " 1 – 2 "

>> هل يمكن القاء الضوء علي مبادرة تنمية دول حوض النيل التي تقوم الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بتنفيذها ؟

مبادرة تنمية دول حوض النيل كانت موجودة في السابق , لكن في عام 2014  قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتدعيمها وتنميتها بزيادة الميزانية المخصصة لها , وهي مبادرة تهتم بدول حوض النيل تحديدا لإقامة بعض مشروعات التنمية بها مثل المراكز والأقسام الطبية والمزارع النموذجية ومحطات الكهرباء الصغير ومحطات الطاقة الشمسية في بعض المناطق , بحيث يمكن ان تساهم تلك المشروعات في جهود التنمية في دول حوض النيل و المبادرة قابلة للتطوير والتوسعة وهي ممولة بالكامل من الحكومة المصرية إنما يمكن النظر في مرحلة لاحقة في إشراك القطاع الخاص المصري في تمويل بعض هذه المشروعات بالمشاركة بين الوكالة والمبادرة والقطاع الخاص .

>> هل نستطيع القول أن الوكالة تمثل الذراع التنموي للحكومة المصرية في دول القارة الأفريقية ؟

هذا جزء لم أذكرة في بداية الحوار وهو أن الوكالة تمثل الذراع التنموية للحكومة المصرية في أفريقيا , صحيح أنها جزء من وزارة الخارجية المصرية وتحت مظلتها لكنها الذراع التنموية للحكومة المصرية في أفريقيا وغيرها , 10 سنوات اليوم للوكالة في شكلها الجديد بعد أن كانت صندوق وأعتقد أن هذه السنوات العشر تمنحنا فرصة لوقفه لكي ندرس ماذا حققنا في هذه السنوات العشر وماذا نحتاج لكي نضيفه إلي عمل الوكالة أو ما نحتاج لتطويرة ؟ , وذلك لأن عملية التنمية هي عملية متحركة ومتغيره وفقا للظروف العالم من حولنا يتغير بسرعة كبيرة والتحديات والمشاكل تتغير وتتطور ونحن يجب ان نتواكب مع التغيرات التي تحدث ومع إحتياجات الدول الأفريقية .

إقرأ أيضا :

مصر : بروتوكول تعاون بين الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والهيئة العربية للتصنيع

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »