اخبار افريقيااقتصاد افريقي

المصريين الأفارقة تنظم اللقاء الاستثماري المصري الأنجولي 2023

الشرقاوي: اللقاء فرصة لتعزير الحوار المباشر وتبادل الخبرات بين جميع الأطراف المعنية بالاستثمار في البلدين


عاصم الجزار: لـ “دوسانتو” مصر مستعدة لمشاركة خبراتها الواسعة في مجال التنمية العمرانية، والتعاون المشترك، مع أشقائنا فى أنجولا

إفتتح الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية المصريين الأفارقة، فعاليات اللقاء الاستثماري المصري الأنجولي 2023، أمس الثلاثاء، والذي من المقرر أن يستمر حتي غداً الخميس 11 مايو، لبحث أوجه التعاون المصري الانجولي في المجالات كافة، وبخاصة مجالات التشييد وبالبناء وإمكانية فتح مجالات دخول الشركات المصرية المتخصصة في هذا المجال للسوق الأنجولي.
وأشرفت لجنة التشييد والبناء بالجمعية، برئاسة المهندس محمود حجازي، علي هذا اللقاء بالتعاون مع سفارة أنجولا بالقاهرة، والبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد الأفريكسامبنك، والاتحاد الأفريقي لمنظمات مقاولي التشييد والبناء.
في بداية اللقاء الذي حضره وزير الإسكان والعمل والبنية التحتية الأنجولية، الدكتور كارلوس ألبيرتو دوسانتو ووفد من 6 شخصيات من قيادات الصف الأول الحكوميين في قطاعات التشييد والبناء والبنية التحتية والمرافق، وكذلك 12 من الرؤساء التنفيذيين لكبري الشركات في قطاع الإسكان والمرافق والبنية التحتية من الجانب الأنجولي، ورحب الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس الجمعية، في كلمته خلال افتتاح اللقاء، بالحضور مؤكدًا ما يمثله هذا اللقاء من منصة جامعة لمسؤولي الاستثمار في مصر وأنجولا، بما يُعزز الحوار المباشر وتبادل الخبرات بين جميع الأطراف المعنية بالاستثمار في البلدين.
وأوضح الشرقاوي أن “الجمعية كانت ولا تزال تبذل جهودًا حثيثة في سبيل تحقيق التنمية المنشودة، حيث سعت على مدار السنوات الماضية وحتى اليوم إلى خلق بيئة مواتية لجذب المزيد من الاستثمارات والعمل على تحقيق الاندماج الأفريقي، كما ندشن العديد من الفعاليات التي تمثل محافل ملائمة للتشاور حول مواجهة التحديات التي تعيق تعزيز الاستثمارات بدول القارة”.
وشدد خلال كلمته على حرص الجمعية المستمر على التعاون مع جميع الدول الأفريقية الشقيقة في إطار من الشراكة التي تتيح تبادل الخبرات، وتؤكد الاحترام المتبادل، معربًا عن تطلعه إلى أن تسهم مُخرجات اللقاء الاستثماري المصري الأنجولي في تعزيز الاستثمارات في القارة.
وقال الشرقاوي إن اللقاء يهدف إلى تعزيز وتعميق الروابط الاستثمارية والتجارية بين البلدين في مجالات الإسكان والصناعة والبنية التحتية، والتعدين، مؤكدًا استعداد الجمعية الكامل لتقديم جميع التسهيلات الضرورية لزيادة التعاون، وكذلك تبادل الخبراء والباحثين والفنيين لتقديم خدماتهم الاستشارية فيما يخص المشروعات المرتبطة بالبنية التحتية والتشييد والبناء، وغيرها من المجالات الأخرى، وتشجيع تبادل بعثات الأعمال والزيارات بغرض الاطلاع على تجارب وخبرات كل طرف في مختلف المجالات.
وناقش اللقاء العديد من الموضوعات الهامة المتعلقة بالاقتصاد الأنجولي والمصري، وفرص الاستثمار والتمويل في البناء والتشييد، وتحديد مجالات التعاون المشترك ذات الأولوية بين البلدين، بجانب موضوعات أخرى ذات تأثير عالمي مثل سلاسل الإمداد والتوريد وتأثيرها على الاقتصاد الإفريقي والعالمي.
كما يتناول المؤتمر في فعالياته مناقشة فرص التعاون بين رجال الأعمال في مصر وأنجولا، وتم عرض بعض التجارب والخبرات المكتسبة وفرص الاستثمار بأنجولا، وآليات سبل التعاون بين المؤسسات والشركات المتخصصة لفتح أفاق تعاون جديدة بين الدولتين، وعرض استراتيجية أنجولا في تنمية مجال الإسكان.
ويأتي تنظيم اللقاء في إطار تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين مصر وأنجولا، والتي تمتد لسنوات طويلة، والعمل على إنشاء منصة تمكن قطاع الأعمال والمستثمرين في البلدين من الاعتماد عليها كوسيلة للتعرف على فرص التجارة والاستثمار، وفتح المجال للحوار حول فرص الاستثمار المشترك والمشاريع الواعدة في كلا البلدين، وبشكل خاص في مجال البناء والتشييد.
وأضاف الشرقاوي أن دولة أنجولا تحظى بأهمية حيوية واستراتيجية بالنسبة لمجتمع المال والأعمال الأفريقي وللمصريين من المستثمرين والتجار، مشددًا على أن ذلك نظرًا لما تحرزه أنجولا من استقرار وتحسن كبير في النمو الاقتصادي، مشيرًا إلى وجود العديد من التوقعات التي تؤكد وصول النمو في الاقتصاد الانجولي إلى أعلى من 3.5% بزيادة قدرها 0.7% مقارنة بالعام الماضي 2022، مشيدًا ببرامج الإصلاح الهيكلي الداعم للقطاع غير النفطي ومرونة هذا القطاع.
كما تحدث الشرقاوي عن انخفاض نسبة التضخم في هذا العام بأنجولا من 13.8% إلى 12.3% بنهاية هذا العام، ولا يوجد ما يهدد الاقتصاد الأنجولي أو يشوبه في مخاطر إلا حالة اللايقين التي تهدد الاقتصاد العالمي نظرًا للظروف الاقتصادية المتباينة والمتعددة الأسباب التي يمر بها العالم أجمع.
وأضاف أن أبرز مؤشرات الثبات والنجاح للاقتصاد الانجولي، وهي انخفاض نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي بواقع 17.5% لتصل إلى 66%، مشيرًا إلى أن أنجولا تتمتع بعضوية الأوبك، والاتحاد الأفريقي، ولديهم مجتمع مال وأعمال حديث وقوي، ما يؤكد أننا أمام فرصة جيدة جدًا؛ لخلق الشركات الناجحة والدخول في استثمارات كبرى واعدة وتعظيم حجم التجارة وزيادة التبادل التجاري بين البلدان.
وأكد الشرقاوي أن مصر لديها خبرة طويلة في جميع قطاعات الإنشاءات، والبنية التحتية، وإنشاء المدن، وكذا الاستشارات الهندسية، مشيرا إلى أن الجمعية لديها ثقة كبيرة في قوة الشركات المصرية في هذا المجال، مشيراً الي إن هذا اللقاء يعد فرصة لفتح أبواب تعاون جديدة بين البلدين، معربًا عن تمنيه أن يتم الاستفادة من هذا اللقاء، وتحقيق الهدف المأمول منه في ظل وجود نخبة من القادة ورجال الأعمال ذوي الخبرة من مصر وأنجولا.
وفي مستهل كلمته، نقل الدكتور كارلوس ألبيرتو دوسانتو، وزير الإسكان والصناعة والبنية التحتية، والتعدين تحياته إلى الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، ولجميع الحضور باللقاء، وأثنى دكتور دوسانتو، على الدور الذي تقوم به الجمعية في تقدم ونهضة التنمية الاقتصادية في قارة أفريقيا.
وأكد أن المؤتمر يعد ساحة للقاء المئات من أبرز المسؤولين في قطاع الإسكان والقطاعات ذات الصلة في مصر وأنجولا، كما يُعد تجسيدًا للشراكة الفعالة بين جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، والبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد الأفريكسامبنك، والاتحاد الأفريقي لمنظمات مقاولي التشييد والبناء، وفرصةً لعرض التجارب المصرية والأنجولية لحل مشكلة الإسكان.
وأوضح الضيف الأنجولي، أن اللقاء الاستثماري المصري الأنجولي يأتي في إطار تعزيز التزامات جميع دول القارة السمراء نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويتيح اللقاء مساحة نقاشية لطرح رؤى مشتركة لمواجهة تحديات الإسكان الحالية والمستقبلية في أنجولا، وسُبل النهوض بمجال البناء والتشييد في البلاد، خاصة فـي ظل التطورات التكنولوجية والتغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم، وذلك بالتركيز على آليات تخطيط المدن الذكية، التي تلبي احتياجات السكن الملائم، وترتقي بجودة الحياة.
فيما قال الدكتور نيلسون كوزمي، سفير أنجولا بالقاهرة، إن اللقاء يُرسي من خلال جلساته، معايير جودة الحياة في ضوء تلبية الطلب على السكن الملائم، بما يوفر احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، وتلبية الطلب على الحق في السكن اللائق لجميع الفئات.
وشرح كوزمي أن أفريقيا تشهد توسعًا كبيرًا في المدن بسبب طبيعتها الجغرافية واستمرار النمو الديمغرافي، إذ إن عدد سكان القارة في تزايد مستمر وسريع، محذرًا من أنه لا يمكن الاستمرار في التشييد والبناء وفقًا لنفس الطرق التقليدية، مشدداً على ضرورة وضع قواعد مرنة تتأقلم مع الزيادة السكانية، واقتصاد البلاد، وتحسن من إدارة المشكلة المتاحة باستخدام التكنولوجيا الذكية.
واستعرض المهندس حسن عبد العزيز، رئيس الاتحاد الأفريقي لمنظمات مقاولي التشييد والبناء، نبذة عن الاتحاد، كاشفًا عن وجود رغبة كبيرة من القطاع الخاص المصري للتواجد في أفريقيا، خاصة في ملف تصدير المقاولات للخارج، مشيرا إلى أن الاتحاد لديه علاقات قوية في أفريقيا، لافًتا إلى رغبته في التوسع والدخول بالأسواق الأنجولية.
وأشار إلى أن تواجد الشركات المصرية بأفريقيا له العديد من الجوانب الإيجابية، ويعود بالنفع على الاقتصاد المصري، مؤكدًا أهمية الاتفاق على وسائل لإزالة جميع التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه تصدير المقاولات إلي أسواق أفريقيا.
ورحب المهندس حسن عبد العزيز بالتعاون مع دولة أنجولا، مؤكدًا أنه من المقرر الاتفاق على آليات التعاون والتنسيق بين الاتحاد ووزارة الإسكان الأنجولية؛ لتحقيق الهدف بتطوير قطاع التشييد والبناء في الدولة.
يذكر أن الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان، قد استقبل نظيره الأنجولي كارلوس ألبيرتو دوسانتو والوفد المرافق له، الذي اشاد بالتجربة العمرانية المصرية.

وأكد الجزار، استعداد مصر التام لمشاركة خبراتها الواسعة في مجال التنمية العمرانية، والتعاون المشترك، مع أشقائنا فى أنجولا، سواء في مجال بناء القدرات، أو تبادل الخبرات، أو المشاركة في تنفيذ المشروعات من خلال شركات المقاولات المصرية، والتي تمتلك خبرة واسعة في تنفيذ مختلف المشروعات.

وذكر أن عدد الشركات العاملة في مختلف المشروعات على مستوى الجمهورية بلغ نحو 3 آلاف شركة، وأنها أصبحت قادرة على تنفيذ مختلف المشروعات خارج الدولة المصرية، وبخاصة لأشقائنا في القارة الإفريقية.

وأوضح الوزير، أن شركة المقاولون العرب، تتولى تنفيذ عدد من المشروعات التنموية لأشقائنا فى الدول الإفريقية، وعلى رأسها: مشروع سد ومحطة جوليوس نيريري الكهرومائية على نهر روفيجي، بالتعاون مع شركة السويدي إليكتريك، ويحظى المشروع بمتابعة مباشرة من القيادة السياسية.

وقال الجزار: مصر، ومنذ 60 عاما، استعانت بالخبراء الروس لإنشاء السد العالي، واليوم، ومن خلال التحالف المصري لشركتي “المقاولون العرب- السويدى إليكتريك”، نتعاون مع أشقائنا في دولة تنزانيا لإنشاء سد على نهر روفيجي، تفوق قدرته على توليد الكهرباء قدرة السد العالي، وهذا يؤكد أنه بالتعاون الإفريقي المشترك نستطيع أن نساعد بعضنا البعض، ونحقق التنمية الشاملة لشعوب القارة.

وفي نهاية اللقاء قال كارلوس ألبيرتو دوسانتو، وزير الأشغال العامة والحضر والإسكان بدولة أنجولا، إن عاصمة بلاده تعاني من نفس المشاكل التي تعانيها العاصمة المصرية القاهرة، وهو ما يضع وزارته أمام تحدٍ لإنشاء مركز سياسي إداري جديد، موضحا أن زيارته الحالية لمصر تسمح له وللوفد المرافق له، بالاطلاع على التجربة العمرانية المصرية، وبخاصة في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.

وذكر أن أنجولا لديها خطة استراتيجية حتى عام 2050، ومن أهدافها النهوض بمستوى العمران وبناء المدن، والاعتناء بالطرق والجسور، وأنها خلال السنوات الخمس الماضية أنشأت 130 ألف وحدة للشباب ومحدودي الدخل، مؤكداً أنهم سيتعلمون من التجربة المصرية في بناء المدن الجديدة، ومساكن محدودي الدخل، وتطوير المناطق العشوائية.

وتابع: نتطلع إلى التعاون المشترك والاستفادة من الخبرة المصرية فى مجال إنشاء الطرق والمحاور، للربط بين مناطق العمران، وكذا في تنفيذ مشروعات المرافق والبنية الأساسية، مشيرا إلى وجود اتفاقية للتعاون المشترك منذ عام 2003، وأنه جاء إلى القاهرة لتعزيز هذا التعاون، وتحويله إلى واقع ملموس بين الجانبين.

واتفق الوزيران على تشكيل مجموعات عمل متخصصة من الجانبين، في مجالات: بناء القدرات، وإنشاء الوحدات السكنية، وتطوير المناطق العشوائية، وتنفيذ مشروعات الطرق والمحاور والجسور، وتنفيذ مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، وغيرها من المجالات، خلال فترة زيارة الوفد الأنجولي لمصر، لتحويل هذه الزيارة إلى خطة عمل تنفيذية.

إقرأ أيضا:-
أنجولا.. تنشئ صندوقًا بقيمة 15 مليار دولار من الأصول المستردة

الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة في حوار مع ” Afronews24 ” : هدفنا الرئيسي التكامل وليس التنافس بين الإقتصادات الإفريقية ( 2 – 2)

« المصريين الأفارقة » تنظم اللقاء الاقتصادي المصري الأنجولي الأسبوع المقبل 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »