” أمازونيات ” مملكة داهومي .. أسطورة محاربات إفريقيات عظيمات  

 

في عام ٢٠١٨ عرض الفيلم الامريكي ” Black Panther ” أو ” النمر الاسود ” فيلم أبطال خارقين أمريكي ، أنتجته إستوديوهات مارفل وتم توزيعه بواسطة والت ديزني ستوديوز موشن بيكشرز ، و حقق الفيلم وقت عرضة أكثر من 1.3 مليار دولار في جميع أنحاء العالم ، وخلال أحداث الفيلم كان الدور الأبرز هن محاربات فيلق القوات الخاصة بمملكة واكندا الخيالية ، اللاتي قاومن ببسالة ، مما أعاد الي الأذهان محاربات ” مملكة داهومي ” واللاتي أطلق عليهن الرحالة والمستكشفين الاوربيين اسم ” الامازونيات ” ، نسبة الي الأسطورة اليونانية القديمة المحاربات الأمازونيات .

واعاد الفيلم الي الواجه من جديد تاريخ محاربات مملكة داهومي اللاتي استلهم الفيلم أسطورتهن .

فعلي مدار التاريخ معروف أن النساء الإفريقيات لعبن أدوارا مركزية في العديد من الممالك الأفريقية القديمة ، وكان علي رأس هؤلاء محاربات ” مملكة داهومي ” ، التي تعرف اليوم باسم بجمهورية بنين في غرب أفريقيا.

 

و” محاربات مملكة داهومي ” كن يحرسن الملك ، وكن يشتهرن بأنهن محاربات لا يعرفن الخوف، مدربات على القتل.

 

وبحلول القرن التاسع عشر، كانت حوالي 4 آلاف امرأة تقاتلن من أجل المملكة الشاسعة ، ونجحن في تغيير الصورة النمطية لدى الناس عن المرأة الإفريقية ، إذ أثبتن قدرتها على التدريب القاسي والحرب والقتال اليدوي، لدرجة أنزلت الرعب في نفوس الأعداء.

 

وأطلق على هؤلاء المقاتلات اسم «مينو» أو «أمهاتنا» باللغة البنينية، ثم أسماهن المستوطنون الأوروبيون فيما بعد لاحقاً باسم «الأمازونات» نسبة الي المحاربات في الأساطير اليونانية القديمة .

وكان يتم اختيار الفتيات اللاتي سينضمون الي الجيش طبقا لمقاييس خاصة ، ومن يقع عليها الاختيار كانت تتلقي تدريبا صارما ، ولها زي خاص بها .

ويشير كثير من المؤرخين ممن تناولوا تاريخ تلك الفترة الي أنه بحلول منتصف القرن التاسع عشر، كان عددهم يتراوح ما بين 1000 و 6000 امرأة، أي حوالي ثلث جيش مملكة داهومي بأكمله .

 

وكان جيش محاربات مملكة داهومي يتكون طبقا لتنظيم الجيوش من عدد من الأفواج أو الكتائب ، علي رأسها ” الصيادات، وحاملات البندقية، والحاصدات، والراميات، والمدفعيات” ، و كان لكل فوج أو كتيبة زيا وأسلحة وقائدا مختلفا ، كما كانت مقاتلات داهومن مسلحين بالبنادق والسكاكين ، وغيرها .

 

ومع تسارع وتيرة الاستعمار الأوروبي القارة الأفريقية خاصة دول غرب أفريقيا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وفي عام 1890 بدأ ملك داهومي ” بيهانزين ” في النضال ضد القوات الفرنسية الغازية في سياق ما كان يعرف بالحرب الأولى بين فرنسا والدهماويين.

و شاركت محاربات الأمازون في معركة كبرى واحدة «كوتونو», حيث قام الآلاف من داهومي (بما في ذلك العديد من الأمازونيون) بقتال متلاحم مع الجنود الفرنسيين .

 

وكتب كثير من الجنود والضباط الفرنسيين الذين شاركوا في الجولة الثانية من الحرب بين فرنسا ومملكة داهومي عن «الشجاعة والجرأة المذهلة» لمحاربات المملكة بالرغم من هزيمة جيوش داهومي ، ومدي قدرتهم علي مواجهة قوات عسكرية تفوقهم عددا وعتادا ويملكون أسلحة متطورة .