أخبار عاجلةاخبار افريقياالقرن الافريقى

الرئيس الصومالي من فوق منبر الأمم المتحدة : الصومال عالق بين الفيضانات والجفاف في كل عام

حث الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود جميع الشركاء الدوليين على الاستجابة لدعوتها للمساعدة في تقديم الدعم والإغاثة للمجتمعات الأكثر تضرراً “لتجنب المجاعة المحتملة التي تلوح في الأفق.”

وقال الرئيس حسن شيخ محمود في خطابه خلال المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، : “إنه ليس هناك شك على الإطلاق بأننا اليوم، كمجتمع دولي، نواجه بشكل جماعي أكثر الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والبيئية صعوبة التي شهدناها في التاريخ المعاصر.”

وأكد الرئيس الصومالي علي  أنه بدون  حلول تحويلية وعاجلة وقابلة للتنفيذ  لهذه التحديات المتشابكة، فإن الفرصة الضيقة للعمل الجماعي ستمر على حساب المواطنين في جميع أنحاء العالم.

وقال الرئيس الصومالي  الشيخ محمود : ” إن جائحة كوفيد-19 أظهرت بوضوح مستوى عدم استعداد العالم لمواجهة مثل هذه الصدمات والاضطرابات، وشدد على الحاجة إلى ضمان عدم تكرار تجربة انعدام المساواة العالمي في توزيع لقاحات كوفيد-19 في وجه أزمة الأمن الغذائي التي تلوح في الأفق.

وأضاف  الرئيس الصومالي ” إن “الأزمات المعقدة والمترابطة” المتمثلة في الصراع وزيادة الإرهاب الدولي والآثار المدمرة لتغير المناخ هي محركات الأزمات الإنسانية الدولية غير المسبوقة اليوم، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي، والتوسع الحضري السريع، والأزمة المعيشة الدولية “التي تدفع معظم سكان العالم إلى الفقر.”

وأكد شيخ محمود أ ن بلاده تعمل بلا كلل، بعد أكثر من عقدين من الصراع المدمر والجفاف والمجاعة والركود التنموي، للانتقال إلى عصر جديد من الاستقرار والتقدم والازدهار.

و حذر الرئيس الصومالي من أن حالات الجفاف الإقليمية تهدد بشكل مباشر حياة وسبل عيش بعض المجتمعات الأكثر ضعفاً , مشيرا أن الحكومة الصومالية دعت مجتمع الأعمال لديها والمغتربين والشركاء الدوليين للعمل معها لبذل كل ما في وسعها لتفادي “مجاعة محتملة وشيكة”، وحث هؤلاء الشركاء على مساندة الجهود لتقديم الدعم والإغاثة الفوريين إلى المجتمعات الأكثر تضررا.

وقال : “الصومال عالق بين الفيضانات والجفاف في كل عام، بسبب تغير المناخ وضعف البنية التحتية. إن شعبنا الذي يتمتع بتقاليد عريقة من العيش في وئام مع الطبيعة، وبالكاد يساهم في الانبعاثات السامة التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، هو الذي يدفع ثمن اليوم بحياته.”

كما دعا الرئيس الصومالي إلى اتخاذ إجراءات جماعية على المدى الطويل للتخفيف من تسارع وتيرة أزمة المناخ الخطيرة والمكلفة من خلال الوفاء بالالتزام بالاستثمار في تمويل مناسب للتكيف مع أثار تغير المناخ في المناطق الأكثر تضرراً وضعفاً في العالم، ولاسيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وقال  شيخ محمود ” إن الإرهاب لا يزال يمثل تحدياً مستمراً ومعقداً للعالم بأسره، ويساهم في تفاقم جميع الأزمات الأخرى، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي والنزوح وتغير المناخ. وأضاف: “إن أهم درس تعلمناه من الحرب الحديثة الطويلة ضد الإرهابيين والإرهاب الدولي هو أنه لا يمكن احتواؤهم أو التقليل من شأنهم. علينا هزيمتهم بشكل شامل أينما كانوا.”

وأكد أن الصومال يحارب بنشاط حركة الشباب وداعش، اللذين يحرفان بشكل إجرامي الدين والقيم الإسلامية الجميلة والسلمية لزعزعة استقرار المنطقة، وترهيب الشعب الصومالي وشعوب المنطقة والعالم.

ولفت الي أنه  خلال الأسابيع الأخيرة، أبرزت الأعمال العنيفة وغير المبررة التي ارتكبتها حركة الشباب ضد المدنيين الأبرياء في جميع أنحاء الصومال – بما في ذلك تفجير بئر ومستجمعات المياه التي تمس الحاجة إليها في ذروة الأزمة الإنسانية – الحاجة الملحة إلى استجابة وطنية ودولية مشتركة عاجلة لإلحاق الهزيمة بها بشكل دائم لتعزيز الأمن الإقليمي والعالمي. وقال: “هذا هو الوجه والنوايا الإجرامية الحقيقية الدنيئة للإرهابيين والإرهاب.”

وقال الرئيس الصومالي إن بلاده واثقة من قدرتها على “القضاء على الإرهاب في الصومال”. وقال إن كل الجهود يجب أن تتركز على الاستراتيجية الجديدة للحكومة الصومالية المتمثلة في “تحدي الإرهاب والإرهابيين عسكريا وإيديولوجيا وماليا لضمان هزيمتهم بشكل شامل وإلى الأبد وبسرعة.”

وأكد  الشيخ محمود أنه بدون تمويل محلي ودولي يمكن التنبؤ به وملتزم، لا يمكن تحقيق حلول تحويلية للتحديات المتشابكة التي تواجهه العالم اليوم. وأضاف: “في غياب العمل المشترك العاجل والفعال، ابتداءً من اليوم، سيبقى حلم تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام 2030 مجرد حلم بعيد المنال.”

وقال إن العالم يجب ألا يتخلف دائماً ويستجيب لأسوأ حالات الطوارئ، وشدد على أنه من الأفضل وضع العديد من أنظمة الإنذار الوطنية والدولية المبكرة والتركيز على بناء المرونة من خلال إيجاد وتمويل الحلول الدائمة التي تساعد على تحقيق التنمية المستدامة للفئات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء العالم.

وقال: “إذا عملنا معاً بإخلاص وتعاون كمجتمع دول، فلن يكون هناك أي تحد لا يمكن التغلب عليه، مهما كان حجمه.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »