أخبار عاجلةاخبار افريقيااقتصاد افريقيمصر

الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة في حوار مع ” afronews24″ : شعارنا هو ” أفريقيا الجديدة ” (1 – 2 )

»» حاولنا أن نرسخ لدي الافارقة أننا قادمون لكي نصنع علاقات تجارية إفريقية – إفريقية

>> القيادة السياسية المصرية أولت إهتماما كبيرا بافريقيا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي

>> لدينا 18 مكتب تمثيل في 18 دولة افريقية والجمعية تضم ٢٢ لجنة نوعية

»» هدفنا الرئيسي هو أن يكون لإفريقيا دور فاعل في معادلة الاقطاب القادمة في العالم

»» الدخول للعمق الافريقي ليس صعبا لكن الاختراق الاول  للاسواق الجديدة دائما الأصعب

 

الدكتور يسري الشرقاوي رئيس مجلس ادارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة يتحدث في حوار شامل مع ” afronews24 ”  , يتطرق خلاله الي الدور الذي تقوم به جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة في دعم وتعزيز  التعاون الاقتصادي بين مصر وجميع دول القارة الافريقية .

ويقدم الشرقاوي في الجزء الاول من الحوار ” روشته ” لزيادة الصادرات المصرية للأسواق الافريقية , كما يقدم عدد من النصائح لرجال الأعمال الراغبين في العمل في السوق الافريقي .

وفيما يلي نص الحوار :

>> في البداية نود أن نلقي الضوء علي جمعية رجال الاعمال المصريين الافارقة والهدف الاساسي الذي من أجله تم إنشاء هذه الجمعية ؟

فكرة إنشاء جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة جاءت من منطلق أننا أمام تواجد جيد جدا في الفكر الجديد لمصر منذ 2014 بتعزيز التواجد المصري في افريقيا  , حيث وجدنا ولمسنا أن القيادة السياسية المصرية أولت إهتمام كبير بافريقيا منذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2014 .

واهم شيء نسأل عنه هو الدعم , فمن وجهة نظري ان الإرادة السياسية تجاه إفريقيا هي أكبر دعم لاي شخص يرغب في تقديم نموذج معين في التعاون المصري الإفريقي ، ورأينا أيضا أن القطاع الخاص لابد وان يكون له دور فاعل وكذلك منظمات المجتمع المدني كظهير خلف الدبلوماسية الرئاسية والدبلوماسية الرسمية ، فلابد أن تأتي الدبلوماسية الشعبية بشكل جيد في هذا المجال وهو أمر افتقدناه علي مدار سنوات طويلة .

في ظل ذلك رأينا اننا لابد أن نقدم نموذج محدث من مجتمع المال والاعمال المصري ، نموذج جديد يقف وفق توجهات القيادة السياسية المصرية و خلف القيادة السياسية المصرية لفتح آفاق وقنوات في التعامل مع الشارع الافريقي ، والتعامل من النظير الافريقي و مع رجال الاعمال الافارقة، ومعرفة الفرص ونشرها والقيام بتوعية اقتصادية افريقية جديدة .

هذا كله لن يتحقق إلا من خلال عمل جمعية جديدة تنبع من مصر ، لكن تحمل أيديولوجيات جديدة وفكر جديد، من ضمن هذه الآليات الجديدة هي كيفية حل مشكلة السفر عبر التواصل الالكتروني وإدخال منظومات التحول الرقمي، وكيف نفتح قنوات جديدة تتيح للأفارقة التحدث عن أنفسهم وبالتالي سيكون هذا اسلوب جديد و جيد .

الامر الآخر هو أن الجمعية تضم عدد كبير جدا من وجوه كثيرة في مجتمع المال والاعمال المصري لم تكن مألوفة أو معروفة كثيرا ، لكنها وجوه تملك فرص إستثمارية وتعمل علي الدخول الي العمق الافريقي في مجالات مختلفة.

وبالفعل عكفنا علي دراسة كافة التفاصيل المتعلقة لمدة عام كامل علي انشاء جمعية تنبع من مصر ، حتي تحمل عنوان المخاطبة للشارع الافريقي، لذلك عندما اشهرنا الجمعية كانت تضم 22 لجنة نوعية في الاقتصاد و الاستثمار، الزراعة و النقل و التصدير وغيرها بحيث نغطي كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية ، ولدينا الآن إستراتيجية لإنشاء مكاتب تمثيل في مختلف أنحاء القارة، وبالفعل أنشأنا 18 مكتب تمثيل في 18 دولة يتعاونون مع جميع شركائنا الاستراتيجيين في الجهات الحكومية في مصر وجميع الدول الأفريقية, و ممثل للجمعية في دولتة يقوم بتعريف نفسه للمحلق التجاري ويقدم له كل انواع التعاون التي يمكن أن تسهل أدواتنا وأعمالنا كقطاع خاص، وهذا هو الدور الذي يمكن أن يقدمه القطاع الخاص في العمق الافريقي، ومن هنا جاءت فكرة الجمعية.

ورغم أن الجمعية تم تسجيلها  في مصر حاولنا ان ندخل الشعار الجديد الذي اقتبسناه من القيادة السياسية ، التي تتحدث عن الجمهورية الجديدة، فنحن من جانبنا نتحدث عن ” إفريقيا الجديدة ” ، وهدفنا الرئيسي هو أن تكون للقارة دور فاعل في معادلة الاقطاب القادمة في العالم بإستخدام كافة امكانياتها ، فإفريقيا الجديدة هي شباب جديد، هي تحول رقمي، وهي دور أكبر للمرأة الافريقية وتمكينها، افريقيا الجديدة هي العمل علي مشاريع البنية التحتية والطاقة وغيرها.

وعلي مدي السنوات القليلة الماضية من عمر الجمعية ، حاولنا أن نرسخ لدي الاشقاء الأفارقة أننا قادمون لكي نصنع علاقات تجارية إفريقية – إفريقية، وليس بين مصر وإحدي الدول الافريقية فقط، وانما نعمل من أجل صالح جميع الدول الأفريقية ، فعلي سبيل المثال يمكن أن تقوم الجمعية بدور في تحسين العلاقات التجارية بين تونس وغانا أو بين غانا ونيجيريا ، فنحن كجمعية ندير هذه المنظومة في مستوي القطاع الخاص بشكل جيد.

>> كانت هناك في الفترة السابقة اشكاليتين الإشكالية الاولي هي ان هناك عدد محدود من رجال الاعمال المصريين يعملون في افريقيا بمعني أنه كان هناك عزوف من الجانب المصري عن افريقيا، والاشكالية الثانية تتحدث عن مدي تقبل الجانب الافريقي لوجود علاقات تجارية واستثمارية مع رجال الاعمال المصريين .. كيف تعاملت الجمعية مع هذة الاشكاليات؟ وكيف نجحت في خلق روابط مع مجتمع الاعمال المصري ونظيره الافريقي؟

 

في البداية يجب الاجابة علي السؤال من منظور عام، هناك ما يسمي التحديات في العمل الافريقي التحديات ربما يعلمها الجميع وتم دراستها جغرافيا واجتماعيا واقتصادياً وتشمل اللغة والنقل وانتشار البنوك ومشاكل التعليم والزيادة السكانية، هذه تحديات تقليدية يعلمها القاصي والداني، لكن هناك تحديات غير تقليدية التي توصلنا اليها وكانت واحدة من المنهجية التي عملنا عليها، الامر لا يقتصر علي فكرة التحديات التقليدية، لكن حول آلية خلق آليات تجارة دولية وسط مجتمع رجال الاعمال، كيف نعد قاعدة عريضة حول فكرة التجارة الدولية من منطلق الترويج بفكر البيع والصبر الي ابعد مدي، لأن الانسان بطبعه عدو ما يجهل، فطالما لم نقترب من العمق الافريقي ولم يقترب منا ستظل الصورة الذهنية القديمة قابعة في العقول كل المصريين وفي عقول مجتمع المال الأعمال ، فكان علينا مهمة شاقة وهي كيفية تحديث الصورة الذهنية عن المجتمع الافريقي ، ونقل الصورة التي اصبحت عليها بعص البلدان الافريقية التي حققت استقرار سياسي وتقدم تقني ونحجت في انجاز بعض المشروعات في البنية التحتية وتعليم ابناءهم في الخارج، وخلق نظم ديمقراطية حقيقية، وأحرزت تقدم صناعي هائل ، وكيف نعكس لمجتمع المال الاعمال المصرية حجم فواتير الاستيراد الافريقية؟ وكان السؤال يأتي بالتحدي، فعلي سبيل المثال كيف تستورد افريقيا في عام 2021 ما قيمته 612 مليار دولار منتجات سلعية غير نفطية ونحن لم ننتج في افريقيا منها سوي 5 مليار دولار، السؤال هنا هل هذه التحديات في القارة تقف عند المصريين ومجتمع المال والاعمال المصري فقط أم انه يجب ان تقف الي نظرة مقارنة مع دول العالم، لذا هناك مقدمة لحل الامور غير التقليدية، للوصول الي أفكار ونجاحات غير تقليدية، والمتابع لنشاط الجمعية يجد أننا بدأنا بعرض قصص النجاح الأفريقية للحديث عنها وفتحنا المجال لاستقبال أكثر من 22 دولة افريقية في ” يوم عمل ” عرضوا خلاله افكارهم مدي احتياجاتهم من الخبرات ومن خلال ما طرحته حددنا البوصلة للمنتجات المصرية الي اين تذهب ومن يحتاجها، وكذلك حددنا اتجاهات الصانع والمستثمر المصري نحو المواد الخام الافريقية وكيفية الحصول عليها وبذلك خلقنا نوع من التبادل التجاري ، فأصبحت العلاقة هي علاقة المصلحة والقواسم المشتركة، وكيف يمكن ان توطد علاقات الآن مع المجتمع الافريقي من خلال العلاقات الاقتصادية وهي علاقات المصالح المشتركة والتي تعيد ربط التجار والصناع المصريين بنظرائهم في القارة الافريقية ، ونحن هنا نثمن دور الدولة المصرية خلال الـ8 سنوات الماضية، التي بدأت تفتح الطريق من خلال التعاون الدولي بين مصر والدول الافريقية ومن خلال المساعدات للدول الافريقية والاستثمارات المصرية في مجالات الزراعة والمزارع النموذجية ومشروعات البنية التحتية.

 

IMG 20221007 WA0010 الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة في حوار مع " afronews24" : شعارنا هو " أفريقيا الجديدة " (1 - 2 )

 

»» هل نحن قادرون علي منافسة مجتمع الاعمال الصيني أو الفرنسي في افريقيا؟

مصر لديها خبرات طويلة من رجال المال والاعمال ، ولدينا تنوع يصل مداه الي 40 عام مضت، و هذا التنوع يحتاج الي دعم الصناعة المصرية وربط منظومة الجودة الصناعية المصرية بنظام بمنظومة القياسات العالمية في الجودة، وعلينا ايضا التواجد البنكي في افريقيا بأن تكون للبنوك الوطنية فروع في افريقيا، لان التجارة الدولية ليست منتج فقط ، لان المنافسة منظومة متكاملة .

ودعني أشرح لمتابعي وقراء موقع ” afronews” ذلك الموقع العملاق الذي سيكون احد الشركاء في رحلة العمل الافريقي ,فهذا ما نحتاج اليه كاعلام متخصص ، اننا نحتاج لكي نعمل في افريقيا ان نكون دراية كاملة بمنظومة الجودة، وعلي دراية أيضا بتحديات التسويق والترويج والمعارض، والتواجد بشكل اكبر داخل المجتمع الافريقي ، بمعني أن نذهب اليهم في المعارض التي يتم تنظيمها في العواصم الأفريقية بالمنتجات المصرية ، بهدف ترويج سوقي للمنتج المصري داخل القارة، الآن منتجات الالبان العالمية لها تعريف سوقي فمنتجات الالبان علي سبيل المثل تعريفها السوقي الدانمارك ، ومنتجات الساعات تعريفها السوقي سويسرا، لذا نحن بحاجة الي تعريف سوقي للمنتج المصري في افريقيا فإن غاب عن السوق الافريقي يتضرر هذا السوق.

وأؤكد أن التنافسية العالمية أصبح لها معايير واسس وتحديات ، سواء كانت تنافسية جودة أو تنافسية سعرية، لذا نود ان نتفق علي ان يكون تعاملنا مع الدول الافريقية الواعدة والكبيرة اننا سنذهب بالمنتج المصري فاذا ما لقي قبولا ورواجاً في بلد ما ، أن نعمل علي توطين صناعة هذا المنتج ونقيم له مصنعاً في هذا البلد الذي لقي فيه رواجاً ، الامر الاخير والمهم هو لابد وحتما وإلزاماً ان نجد آلية لاصحاب المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر للتواجد في المعارض الإفريقية وفي نسخ المعارض التي تنظمها هيئة المعارض ولو بنسبة 5% حتي يتعرفوا علي الاسواق وفرص المشاركة وخلق جيل جيد قادر علي مواصلة العمل في التصدير.

»» بالمصادفة كان هناك اجتماع للدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء المصري ناقش كيفية تذليل العقبات امام الصادرات المصرية نحو افريقيا .. كيف يتثني القيام بهذا العمل؟

 

ربما في إجابة خارج الصندوق، فمن المعروف ان أي منظومة سواء صناعة او تجارة أو زراعة لابد وأن يكون لها اب شرعي، فالصادرات في مصر تعمل فيها أكثر من جهة 6 جهات تقريبا , مثل هيئة تنمية الصادرات , هيئة المعارض، المجالس التصديرية، و التمثيل التجاري وكلها جهات تعمل كلا منها علي حدة، وأنا أثمن ما أعلنته الدولة بالإعلان عن المجلس الأعلي للصادرات برئاسة السيد الرئيس , لكن ماذا لو كان هناك مقترح بإنشاء الهيئة العليا للصادرات وأن يكون الهدف الاستراتيجي تصدير منتجات بما يصل الي 100 مليار دولار، وان يتم جمع معظم الهيئات المتداخلة حتي نفض حالة الجزر المنعزلة ما بين الهيئات المعنية بالتصدير التي ذكرناها من قبل ، ويعين لهذه الهيئة رئيس علي درجة وزير ومنه مباشرة الي السيد رئيس مجل الوزراء وتحصل علي موافقة مجلس النواب , وأتصور ان هذا طرحا ايجابيا في صالح تنمية الصادرات المصرية حتي يتم توحيد القنوات وتحديد الاسواق ودراستها ويعمل الجميع في نسق واحد , فبعض مثل هذه الهيئات تابعة لوزارات والبعض الآخر تابع لوزارات اخري , وبالتالي ربما تكون هناك بعض العراقيل الروتينية .

أيضا الامر الثاني في صالح عملية التصدير من وجهة نظري هو أنه لابد اعادة النظر فيما يسمي رد الأعباء ودعم الصادرات , وأنا أثمن رد الاعباء ودعم الصادرات وهو أمر جيد جدا , ومجتمع الأعمال دائما ينتظر رد الأعباء لكن أتمني أن يضاف بعض الاشكال والآليات الجديدة في رد الأعباء علي سبيل المثال يمكن الاتفاق مع بعض الشركات الكبيرة لإرسال العينات المجانية لافريقيا وأن يتم ذلك من خلال الهيئة العليا للصادرات التي تضم جميع الهيئات المعنية بالتصدير , وهناك بالفعل تجارب دولية في ذلك فلابد ان ننقل التجارب الدولية .

الدخول للعمق الافريقي ليس صعبا لكن الاختراق الاول دائما للاسواق الجديدة يكون يكون صعب , فإذا بدأ الحوار والتصدير ستحل كل العقبات .

هنا لابد أن تكون هناك خطة مدرسة للتعاون مع الجانب الافريقي , مثل البعثات ترويجية في العمق الافريقي , ودعم وسائل الاعلام المصرية الموجهة نحو افريقيا .

وأدعو من خلال هذا الحوار الي فلسفة التعامل والتعايش مع الآخر , فليست القضية بالمعني الدارج ” أعطيك بضاعة وآخذ الكونتينر وأمشي ” القضية هي أن ننزل الي السوق الغاني علي سبيل المثال ، فأنا اتحدث الي رجل الاعمال والمستورد الغاني كشريك وليس مشتري ونسأل ما هي متطلبات السوق في الدول الافريقية ونتعرف علي طبيعة هذه الاسواق بعمق , فالتصدير يحتاج الي عمق وليس جمع أموال فقط , والتصدير ايضا منظومة مثل منظومة الرياضة فأنت في حاجة الي بناء كوادر وتوسيع قاعدة المصدرين .

IMG20221004161726 1 الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة في حوار مع " afronews24" : شعارنا هو " أفريقيا الجديدة " (1 - 2 )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »