أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

 تشاد : لا صوت يعلو فوق الانتخابات الرئاسية .. و الدكتور محمد شريف جاكو : المشهد ضبابي

« لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات الرئاسية » هذا هو  العنوان الأبرز لما تشهده تشاد حاليا ، ترقبا لاجراء الانتخابات الرئاسية المقررة بعد غدا الاثنين ، حيث يتوجه حوالي ٨ مليون تشادي الي صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الجديد في القصر الرئاسي في العاصمة انجمينا ، من بين 10 مرشحين ، أبرزهم رئيس الفترة الانتقالية محمد إدريس ديبي ومنافسة الرئيسي سوكسية ماسرا رئيس وزراء الفترة الانتقالية ، حيث تتجه الأنظار في الداخل التشادي والخارج إلي هذا الصراع الشرس بين طرفي الفترة الانتقالية ، ليفرض مزيدا من الغموض والضبابية علي المشهد الانتخابي في تشاد .

ويقول الخبير والسياسي التشادي الدكتور محمد شريف جاكو ل ” أفرو نيوز 24 ” : المشهد ضبابي يرافقه قلق شديد حول مستقبل البلاد .

وأشار جاكو الي أن تشاد حاليا تعد معقل للقوات الفرنسية والأمريكية ، لافتا إلي تواجد ٩ قواعد عسكرية فرنسية علي الأراضي التشادية ، خاصة بعد طرد القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر ، إضافة إلي وجود قوات أمريكية خاصة يقدر عددها بأكثر من ٧٥ جندي امريكي .

واعتبر الخبير والسياسي التشادي أن كثير من التشاديين الآن يسيطر عليهم القلق من هذه الانتخابات ، وقال ” المشهد سيكون يوم الاثنين مع فتح باب الاقتراع ضبابي ويسيطر عليه القلق .

صراع انتخابي شرس بين ديبي وماسرا 

IMG 20240428 WA0008  تشاد : لا صوت يعلو فوق الانتخابات الرئاسية .. و الدكتور محمد شريف جاكو : المشهد ضبابي
الخبير والسياسي التشادي الدكتور محمد شريف جاكو

ولعل أكثر ما يلتفت أنظار المراقبين في الانتخابات الرئاسية في تشاد ، الصراع الانتخابي الشرس بين الرئيس الانتقالي ورئيس وزراءه، فقبل أن يلتحق بالسلطة، كان سوكسيه ماسرا، الذي يبلغ من العمر 40 عاما، أشرس معارض للنظام الحاكم في انجمينا في عام 2021، كان من أشد المعارضين لتولي الرئيس الحالي محمد إدريس ديبي رئاسة الفترة الانتقالية عقب مقتل والده الرئيس السابق إدريس ديبي في ساحة المعركة ، وفي عام 2022 غادر سوكسيه ماسرا تشاد لمدة عام ، ليعود بعدها عقب اتفاق مع النظام الحاكم ، وبموجب هذا الاتفاق تم تعيينه رئيسا لوزراء الفترة الانتقالية .

ويقول الدكتور محمد شريف جاكو ” أن الصراع الحقيقي في هذه الانتخابات سينحصر بين محمد إدريس ديبي و سوكسية ماسرا ، معتبرا أن المرشحين الثمانية الآخرين لن يدخلوا في منافسة حقيقية مع ديبي وماسرا .

وقال ” في اعتقادي أن المواطن التشادي غير متحمس لهذه الانتخابات ، خاصة في ظل وجود مخاوف من أن تتسبب هذه الانتخابات في حدوث انقسام في المجتمع ، في ظل انتماء محمد إدريس ديبي للشمال و سوكسية ماسرا لجنوب تشاد .

 وفيما يتعلق بمدي ظهور العامل القبلي في الانتخابات الرئاسية في تشاد ، أكد الخبير التشادي الدكتور محمد شريف جاكو أن العامل القبلي متواجد بقوة في هذه الانتخابات ، مشيرا إلي أن بعض المرشحين الرئيسين يلعبون بالفعل علي هذا العامل وإثارة النترات القبلية والدينية في التصويت في الانتخابات الرئاسية.

وحذر جاكو من خطورة هذا الأمر ، مشيرا إلي أن كثير من التشاديين يخشون الآن تكرار الأحداث التي شهدتها تشاد العام ١٩٧٩ بين الرئيس التشادي الأسبق مالوم ورئيس وزراءه حسين حبري.

وقال الدكتور محمد شريف جاكو ” المشهد والصورة يتكرران الآن ، وأنصار كلا المرشحين يعزفان علي الوتر الديني والقبلي .

وأضاف ” هذا الايقاع إذا خرج عن مساره الصحيح نخشي أن تتعرض الوحدة الوطنية في تشاد لمخاطر جمة ، خاصة في حال لم يرضي أي مرشح منهم عن نتائج الانتخابات .

أحداث الساحل والصحراء تلقي بظلالها 

0 770x470 1  تشاد : لا صوت يعلو فوق الانتخابات الرئاسية .. و الدكتور محمد شريف جاكو : المشهد ضبابي

وتجري الانتخابات الرئاسية في تشاد في وقت تشهد فيه دول منطقة الساحل والصحراء خاصة النيجر ومالي وبوركينا فاسو أحداثا متسارعة وصراع علي النفوذ بين المعسكرين الغربي ويمثله كلا من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى ، وبالنظر لوجود امتدادات قبلية بين تشاد خاصة مع النيجر ومالي .

ويقول الخبير التشادي الدكتور محمد شريف جاكو ” أن الأحداث في دول الساحل والصحراء قد تلقي بظلالها علي الانتخابات الرئاسية التشادية ، مشيرا إلي أن فرنسا خسرت نفوذها في أهم ثلاث د ل في منطقة الساحل والصحراء ، خاصة وأن هذه الدول كانت موردا هاما لفرنسا لعدد من المواد الأولية الهامة مثل اليوروانيوم والذهب والبترول .

وأضاف ” الآن تشاد هي الدولة الوحيدة التي تمتلك فرنسا تواجدا عسكريا بها في هذه المنطقة ، وباريس وواشنطن تخشيان أنه حال خرجت تشاد عن النفوذ الغربي ، ستكون بذلك فرنسا والولايات المتحدة فقدت أهم شريك أفريقي لهما .

وأكد الدكتور شريف جاكو أن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لا ترغبان في تكرار تجربة النيجر في تشاد .

ونوه في هذا الصدد أنه كان في بداية الإعلان عن فتح باب الترشح دخول أكثر من ٢٠ مرشحا للسباق الانتخابي لكن تم إقصاء ١٠ مرشحين عن السباق كان معروف عن بعضهم أنهم ضد النفوذ الفرنسي في تشاد ، علي رأسهم السفير السابق أحمد حسب الله . 

جدير بالذكر أن الانتخابات الرئاسية في تشاد يتنافس فيها ١٠ مرشحين علي رأسهم رئيس الفترة الانتقالية محمد إدريس ديبي ورءيس وزراءه سوكسية ماسرا ثمانية مرشحين آخرين، بمن فيهم الوزير السابق ألبرت باهيمي باداكي، ووزيرة التعليم العالي ليدي بياسمدا، المرأة الوحيدة التي تسعى للوصول لمنصب الرئاسة.

وفقا للرأي العام، يظل الرئيس المؤقت هو المرشح المفضل بشكل كبير في هذه الانتخابات، مدعوما من قبل تحالف يضم أكثر من 220 حزبا بما في ذلك التشكيلة القوية لوالده المتوفى، حزب الحركة الوطنية، كما يستفيد من دعم العشائر في الشمال، والتي تمثل الغالبية العربية المسلمة، والتي تسيطر سياسيا على البلاد منذ 40 عاما.

اقرأ المزيد : 

تشاد .. انتخابات رئاسية محط اهتمام داخلي وترقب دولي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »