أخبار عاجلةاخبار افريقيا

« كوامي نكروما » .. من النضال لاستقلال غانا إلي حلم الوحدة الإفريقية

مع اقتراب الذكري ال ” ٦٠ ” لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية تلقي « أفرو نيوز 24 » في سلسلة حلقات متتالية الضوء علي الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية ، لتعلم الأجيال الجديدة في كافة الدول الإفريقية الدور الذي قام به شباب أفريقي طموح في ذلك الوقت منذ أكثر من ٦٠ عاما لانتزاع بلدانهم من براثن استعمار جثم علي صدورها لعشرات السنين ، سعيا بعد ذلك لحلم توحيد القارة الأفريقية .

وتقول الدكتورة نرمين توفيق في دراسة منشورة بمركز فاروس للدراسات ” عندما نقرأ هذه العبارة الخالدة والتي قالها الرئيس الغانى «كوامى نيكروما»، أحد أبرز الداعين للوحدة الأفريقية بين أبناء القارة ، وهي «إليكم عنا، فهذه بلادنا، ونحن أصحابها، ونحن جديرون أن نتولاها، لقد ولدنا اليوم، ولكننا ولدنا أقوياء» ، نرى أنها تعكس نضال الشعوب الأفريقية وما عانته من ظلم دول الاستعمار الغربية.

وذكرت توفيق أن وحدة أفريقيا قبل ٦٠ عاما كانت بمثابة حلم صعب المنال، لكنه بات واقعا الآن بجهود الآباء الأوائل الذين أخذوا على عاتقهم تحرير دولهم من الاستعمار والحفاظ على سيادتها، ثم فكروا بعد ذلك بتكوين كيان لجمع دول القارة، يستطيعون من خلاله تحقيق التكامل والاندماج.

وأكدت الدكتورة نرمين توفيق علي أهمية الدور الذى لعبه رموز النضال الأفريقى الذين آمنوا بوحدة القارة وبذلوا جهودهم وأفنوا أعمارهم كى يروها واقعا .

كوامي نكروما أول رئيس لغانا المستقلة

21617930 1448334485251124 2482373504870126035 n « كوامي نكروما » .. من النضال لاستقلال غانا إلي حلم الوحدة الإفريقية

يعتبر الزعيم الغاني كوامي نكروما من المناضلين الأفارقة الأوائل ضد الاستعمار، وكان أول رئيس لغانا المستقلة، وأبرز دعاة الوحدة الأفريقية وأحد مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية.

وولد كوامي نكروما Kwame Nkrumah الذي يعد أول رئيس لجمهورية غانا المستقلة، وأحد زعماء الوحدة الإفريقية عام 1909، في بلدة نكروفول Nkroful – فيما كان يعرف بساحل الذهب (اسم غانا سابقاً) – لأسرة متواضعة ، وتلقى تعليمه في مدارس الإرساليات الكاثوليكية، ثم في كلية المعلمين في اكرا Accra التي تخرج فيها عام 1931، وعمل مدرساً حتى عام 1935، ثم توجه إلى الولايات المتحدة لمواصلة تعليمه، وهناك درس الاقتصاد وعلم الاجتماع والتربية في جامعة لنكولن Lincoln.

وبعد تخرجه عمل محاضراً للعلوم السياسية في الجامعة نفسها، واهتم بالحركة الطلابية وأصبح رئيساً لمنظمة الطلاب الأفارقة في الولايات المتحدة وكندا.

في عام 1945 سافر إلى إنجلترا واتصل بحزب العمال البريطاني واطلع على مبادئه وتنظيمه، كما تعرف كثيرين من المثقفين التقدميين ومنهم بعض الشيوعيين.

نضال نكروما من أجل الاستقلال

 

images 1 10 1 « كوامي نكروما » .. من النضال لاستقلال غانا إلي حلم الوحدة الإفريقية

بعد أن أكمل نكروما تعليمه عام إلى غانا أواخر عام 1947، وفي عام 1949 أسس حزباً جديداً باسم «حزب مؤتمر الشعب» كان هدفه الأساسي تحقيق استقلال غانا.

وفي أوائل 1950 اعتقل نكروما مجددا بعد سلسلة من الإضرابات وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وفاز حزبه بالانتخابات البلدية والعامة في الانتخابات، وفاز وهو بالسجن بدائرة أكرا بأغلبية كاسحة، فأطلق سراحه وتولى رئاسة الوزراء في مارس 1952.

وجذبت الشعارات والمبادئ التي أطلقها نكروما الملايين من أبناء الشعب الغاني الذي انضم الي صفوف حزبه بسرعة بسبب الشعارات الجماهيرية التي طرحها وأساليب الدعاية الجديدة التي اتبعها.

وفي فبراير 1951 أجرت السلطات البريطانية انتخابات عامة في البلاد ، وقاد نكروما حملة حزبه الانتخابية من داخل السجن، وضّمن بيانه رؤية الحزب للنهوض بأعباء البلاد في مجالات التصنيع، وتوفير التعليم المجاني والفرص المتكافئة والعمل للجميع، وأحرز الحزب في الانتخابات 34 مقعداً من أصل 38، وانتخب نكروما عضواً في البرلمان وهو نزيل السجن، فاضطر الحاكم البريطاني إلى الإفراج عنه.

وفي مارس من عام 1952 أصبح نكروما رئيسا للوزراء، وتوصل من خلال المفاوضات مع بريطانيا إلى دستور 1954 الذي أصبح جميع الوزراء بموجبه من الأفارقة، وحصد حزبه في الانتخابات التي جرت على أساس الدستور الجديد سبعين مقعداً من أصل 104 مقاعد ونالت قوى المعارضة مجتمعة 23 مقعداً. وكانت قوى المعارضة قد تكونت من ائتلاف عدة أحزاب ذات طابع قبلي وطائفي.

الاستقلال

في عام 1957 وافقت بريطانيا على استقلال غانا وألحقت بها منطقة توغو Togo التي أصبحت دولة مستقلة في عام 1967.

وفي مايو 1960 أجري استفتاء شعبي أسفر عن إعلان جمهورية غانا وانتخاب نكروما أول رئيس للجمهورية المستقلة.

حلم الوحدة الأفريقية

 

من الأقوال التي كان يرددها نكروما دائما «إن استقلالنا سيكون ناقصاً إذا لم يرتبط بتحرير البلدان الإفريقية كلها» ، وهي مقولة توضح بجلاء سياسة نكروما الخارجية التي كانت تقوم علي مكافحة الاستعمار، وتأييد حركات التحرر الوطني في إفريقيا ، كما كان مناهضاً لسياسة التمييز العنصري .

ويعد نكروما من أبرز دعاة حلم الوحدة الإفريقية التي جسدها في الدعوة إلى مؤتمر الدول الإفريقية المستقلة في أكرا لوضع سياسة مشتركة في الشؤون السياسة والاقتصادية والثقافية.

نكروما وجمال عبد الناصر

Nkrumah his family and Nasser 1965 « كوامي نكروما » .. من النضال لاستقلال غانا إلي حلم الوحدة الإفريقية

وقالت سامية نكروما في حوار سابق مع « أفرو نيوز 24 » أن العلاقات بين مصر وغانا كانت قوية جدا في فترة الخمسينيات والستينيات بعد حصول غانا علي استقلالها من الاستعمار , لأن والدي الرئيس المؤسس كوامي نكروما كانت لديه علاقات قوية جدا مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , وكانا متفقين في أمور كثيرة جدا , خاصة مساعدة الشعوب والدول الإفريقية الأخري في أن تحصل علي إستقلالها , كما كانا متفقين أيضا في مبدأ ” عدم الإنحياز ” , حيث كانت مصر وغانا من المؤسسين لحركة عدم الإنحياز .

واضافت ” الوالد الرئيس نكروما كانت مقولة شهيرة يرددها دائما ” نحن لا ننتمي للشرق أو الغرب لكننا ننظر للأمام ” .

وتابعت ” كما كان والدي الرئيس نكروما و الرئيس جمال عبد الناصر متفقين أيضا في أن ” افريقيا لابد أن تتحد ” , وكانا علي رأس مؤسسي منظمة الوحدة الافريقية التي أصبحت اليوم الاتحاد الافريقي , فقد كانا يدركون جيدا ما الذي علي أفريقيا أن تقوم به ، والطريق الذي تسير فيه حتي ” تصبح افريقيا حرة ” ليس سياسيا فقط وإنما قوية اقتصاديا ايضا , حتي تستطيع ان تمنح لشعوبها حياة أفضل .

وأشارت سامية نكروما في حديثها الي أن الرئيس كوامي نكروما كان يؤمن بأن افريقيا واحدة وأنه لا يوجد افريقيا في الشمال والجنوب الغرب والشرق , حيث كان يردد أنه ” لابد للصحراء أن توحدنا لا أن تفرقنا ” , ونحن في أفريقيا إثنيات وعرقيات مختلفة وديانات مختلفة أيضا ونتحدث كذلك لغات مختلفة , لكن هناك أمر قوي يجمعنا جميعا أننا لدينا الخبرات الحياتية ومررنا بنفس الظروف وتخلصنا من الإستعمار , ونتفق كذلك في نفس الهدف الا وهو النضال من أجل رفعة شعوبنا .

إقرأ المزيد 

بمناسبة يوم أفريقيا : وزير الخارجية المصري يؤكد التزام مصر ببذل الجهود لتحقيق المصلحة الأفريقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »