أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

النيجر : الأزمة الي من مزيد التعقيد .. والاتحاد الأفريقي يعلق عضوية نيامي في أنشطته 

 

تتجه الأزمة في النيجر إلي مزيد من التعقيد في ظل تلويح فرنسا ودول مجموعة ” إيكواس ” بالخيار العسكري لإعادة الرئيس المعزول إلي الحكم من جديد في ميامي ، في المقابل دعت مصر وعدد من الدول العديد من الدول -وعلى رأسها الولايات المتحدة- إلى إيجاد حل سلمي للأزمة وعدم التصعيد .

يأتي هذا في الوقت الذي قرر فيه الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية النيجر في كافة أنشطة الاتحاد حتى عودة الحكم المدني في البلاد، مؤكدا أنه سيدرس انعكاسات أي تدخل عسكري في الدولة الواقعة بمنطقة الساحل.

قلق مصري

وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية ” أن مصر تتابع باهتمام وقلق تطورات الأوضاع في النيجر، مؤكداً على أهمية التمسك بالحوار لدفع سبل التسوية السلمية للأزمة بشكل يضمن الحفاظ على أمن وسلامة دولة النيجر وشعبها الشقيق. 

وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية على دعم مصر لكافة المساعى التي تستهدف نزع فتيل الأزمة على نحو يحافظ على النظام الديمقراطى وسيادة واستقرار النيجر، ويتسق مع قواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة والمبادئ التأسيسية للاتحاد الأفريقي، وبما يحول دون أي تصعيد قد يزعزع أمن واستقرار المنطقة.

الجزائر ترفض 

أفادت الإذاعة الجزائرية الرسمية، اليوم /الثلاثاء/ بأن الجزائر لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وردها كان “صارما وواضحا”.

ونقلت الإذاعة عن مصادر مؤكدة، أن التدخل العسكري بات وشيكا والترتيبات العسكرية جاهزة، حيث تستعد فرنسا لتنفيذ تهديداتها الموجهة إلى المجلس العسكري في النيجر والمتعلقة بتدخل عسكري في حال عدم إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم.

تعليق عضوية النيجر

وقال الاتحاد الأفريقي الثلاثاء إنه علق عضوية النيجر حتى عودة الحكم المدني في البلاد، وأكد أنه سيدرس انعكاسات أي تدخل عسكري في الدولة الواقعة بمنطقة الساحل. 

في بيان صدر الثلاثاء، أفاد الاتحاد الأفريقي أن مجلس السلام والأمن “يطلب من مفوضية الاتحاد الأفريقي دراسة الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لنشر قوة احتياط في النيجر وإبلاغ المجلس بالنتائج”. فيما يأتي إعلان التكتل وسط خلافات شديدة بين أعضائه بهذا الخصوص.

وخلال اجتماع حول “الوضع في النيجر” تم عقده في 14 أغسطس، قرر مجلس السلام والأمن أيضا “التعليق الفوري لمشاركة جمهورية النيجر في جميع أنشطة الاتحاد الأفريقي وأجهزته ومؤسساته إلى حين عودة النظام الدستوري فعليا في البلاد”، وفق ما جاء في البيان.

وأكّدت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) رفضها إعلان المجلس الانتقالي في النيجر عن فترة انتقالية مدّتها ثلاث سنوات، في مؤشر إلى تعقّد جهود إنهاء الأزمة بالوسائل الدبلوماسية.

وقال مفوّض الشؤون السياسية والسلم والأمن في المنظمة عبد الفتاح موسى لقناة الجزيرة في مقابلة بثّت الإثنين إنّ “الفترة الانتقالية التي تستغرق ثلاث سنوات غير مقبولة” ، مضيفا “نريد استعادة النظام الدستوري في أسرع وقت ممكن”.

وشدّد على أن الفترة الانتقالية يجب أن تكون “قصيرة جدا”، مردفا “نحن لا نتحدث حتى عن عام. يجب أن تكون أقصر من ذلك بكثير”، مذكرا بأن الخيار العسكري “لم يستبعد”.

في خطاب السبت، أعلن رئيس المجلس الانتقالي في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني مرحلة انتقالية لا تتجاوز ثلاث سنوات وإطلاق حوار وطني.

وألقى تياني خطابه المتلفز السبت بينما كان وفد من “إكواس” يزور النيجر في مسعى دبلوماسي لحل الأزمة.

وتؤكد المنظمة الإقليمية منذ الانقلاب ضرورة الإفراج عن الرئيس المحتجز محمد بازوم وإعادته إلى منصبه.

– موقفان متباعدان –

 

وتهدد “إكواس” باستخدام القوة إذا لم تثمر الجهود الدبلوماسية ، ويؤكّد قادتها أنّه يتعيّن عليهم التحرّك بعد أن أصبحت النيجر رابع دولة في غرب إفريقيا تشهد انقلابًا عسكرياً منذ عام 2020، بعد بوركينا فاسو وغينيا ومالي.

وكان عبد الفتاح موسى قد أشار الجمعة، إثر اجتماع لقادة أركان دول المنظمة في أكرا، إلى أن “يوم التدخل” قد تم تحديده وكذلك “الأهداف الاستراتيجية والتجهيزات الضرورية والتزام الدول الأعضاء”.

لكن قادة الانقلاب شددوا على أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وقال تياني السبت “إذا شُنّ هجوم ضدّنا، فلن يكون تلك النزهة التي يبدو أنّ البعض يعتقدها”.

كما اتهم الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالاستعداد لمهاجمة بلاده من خلال “تشكيل قوة احتلال بالتعاون مع جيش أجنبي” لم يحدّده.

ويمكن للنظام الجديد الاعتماد على دعم بعض دول غرب إفريقيا مثل مالي وبوركينا فاسو اللتين يقودهما عسكريون انقلابيون أيضا وعلقت “إكواس” عضويتهما، وقد أبدت باماكو وواغادوغو تضامنهما مع نيامي.

ووصلت الاثنين حوالى 300 شاحنة محملة بسلع غذائية إلى العاصمة النيجرية من بوركينا فاسو المجاورة، في وقت تعاني النيجر من عقوبات اقتصادية شديدة فرضتها عليها دول “إكواس” بعد الانقلاب.

ولم يسهم لقاء وفد “إكواس” في نهاية الأسبوع رئيس المجلس العسكري والرئيس المخلوع في تقريب وجهات النظر بين المعسكرين.

ويؤكد المجلس الانتقالي في النيجر أنهم يحظون بدعم الشعب، وقد شهدت العاصمة نيامي ومدينة أغاديس (شمال) الأحد تظاهرات مؤيدة للجيش.

وكما في كلّ التظاهرات المؤيّدة للنظام الجديد، تمّ ترداد ورفع العديد من الشعارات واللافتات المعادية لكلّ من فرنسا والجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وفق مراسلي وكالة فرانس برس.

 

وكُتب على لافتات رفعها متظاهرون في نيامي “لا للعقوبات” و”تسقط فرنسا” و”أوقفوا التدخل العسكري”، فيما أدّى موسيقيون أغنيات تشيد بالانقلابيين.

 

وفي أغاديس، طالب مئات المتظاهرين “بإخلاء جميع القواعد العسكرية الأجنبية”، لا سيما القاعدة الأميركية التي أقيمت في مطار المدينة.

– تدهور الوضع الإنساني –

 

تنشر فرنسا والولايات المتحدة 1500 و1100 عسكري على التوالي في النيجر للمساعدة في مكافحة الجهاديين في البلد الذي يشهد بانتظام هجمات جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.

ولم يتراجع العنف إثر الانقلاب: فقد وقعت هجمات عدة منذ 26 يوليو، لا سيما في غرب النيجر قرب الحدود مع بوركينا فاسو ومالي حيث تنشط أيضا جماعات جهادية.

وقُتل الثلاثاء الماضي 17 جنديا على الأقل في هجوم قرب حدود بوركينا فاسو هو الأكثر دموية منذ الانقلاب.

على الصعيد الإنساني، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن قلقها إزاء الوضع في النيجر، وقدّرت الاثنين أن أكثر من مليوني طفل “بحاجة إلى المساعدة”، وهو رقم تفاقم بسبب الأزمة المستمرة.

من جهته، طالب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل ليوناردو سانتوس سيماو، النظام العسكري بـ”اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية التي تقدمها” الأمم المتحدة” و”الوكالات الإنسانية الأخرى للسكان المستضعفين في النيجر”.

إقرأ المزيد

مصر تؤكد على أهمية الحوار لضمان الحل السلمي للأزمة فى النيجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »